الدروس المحمدية بوهران :"خطبة حجة الوداع نموذج مثالي في صون حقوق الإنسان"

أبرز الفقيه التونسي منير الكمنتر سهرة الاثنين بوهران أبعاد خطبة حجة الوداع باعتبارها "نموذجا مثاليا" من الدين الإسلامي في صون ورعاية حقوق الإنسان.

وقد قدم السيد الكمنتر وهو باحث في علوم أصول الفقه والعلوم الشرعية خلال تنشيطه لمحاضرة في إطار الملتقى ال11 من سلسلة الدروس المحمدية التي تنظمها الزاوية البلقائدية الهبرية قراءة علمية تحليلية لأبعاد خطبة حجة الوداع للرسول الكريم (ص) والقيم التي حملتها والتي تدعو الى صون وحماية حقوق الإنسان في شتى فئاته ومراتبه ومستوياته.

"وقد جاء في خطبة الرسول محمد (ص) والتي كانت وصية ملخصة لمقاصد الدين الإسلامي الحنيف كرم للمرأة في غاية التكريم" كما أضاف ذات المتحدث الذي قدم محاضرة عنوانها "حسن الإتباع من وصايا خطبة حجة الوداع".

وقال في هذا المنوال أن المرأة لم تحظ بالتكريم والاهتمام مثلما خصها به الدين الإسلامي مستدلا بحديث النبي الكريم في خطبته لحجة الوداع "واستوصوا بالنساء خيرا" وكذا "وعاشروهن بالمعروف" وأحاديث عديدة تدعو بلهجة التشديد -كما قال- بالاعتناء بحقوقها وتكريمها والرفع من مقامها.

وتضمنت المحاضرة أيضا قراءة في مضمون نفس الخطبة من جانب التوصية على الأخذ بيد المستضعفين والتكفل بالأيتام والرفق بالأطفال وتوقير كبار السن وحسن التعامل مع الجيران واحترام الأخر والنهي عن المساس بكرامة الآخرين وغيرها.

"وبلغة التوطيد والتشديد وجهنا الرسول الكريم (ص) الى التآخي وإحياء مشاعر الأخوة في كل مناسبة وحين وتحريم الدماء والاعتداء وانتهاء الحرمات والأملاك والإضرار بالمشاعر" كما أضاف السيد الكمنتر.
وتطرق المحاضر أيضا الى قيم وأبعاد أخرى تجتمع في فحوى حقوق الإنسان مستقاة من خطبة حجة الوداع على غرار صون حقوق الميراث مبرزا دعوته الى السلم وإفشاءه.

 يذكر أن هذه المحاضرة تندرج في إطار اليوم التاسع من الطبعة ال11 لسلسلة الدروس المحمدية التي تحتضنها سنويا بمناسبة شهر رمضان الفضيل الزاوية البلقائدية الهبرية الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف شرق مدينة وهران.

 وقد اختير لهذه الطبعة الجديدة عنوان محوري يتمثل في "صلاح الأمة في إتباع رسول الرحمة" وذلك تحت شعار الآية الكريمة "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين".

(وأج)
      

ثقافة وفنون, تراث