أردوغان يدعو رجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار بقوة في الجزائر

دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان  هذا الثلاثاء رجال أعمال بلاده إلى الاستثمار بقوة في الجزائر التي وصفها بـ "جزيرة استقرار السياسي و الاقتصادي في البحر الأبيض  المتوسط و إفريقيا".

و أوضح الرئيس التركي في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال منتدى رجال أعمال  جزائريين و أتراك أن "الجزائر التي تعتبر جزيرة استقرار سياسي و اقتصادي في  منطقة البحر الأبيض المتوسط و إفريقيا تنعم بفرص استثمار متنوعة و هامة و على  رجال أعمال تركيا  و مؤسساتها أن تطور نشاطها بهذا البلد الشقيق".

و وعد أردوغان ببذل كل مجهوداته بمعية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز  بوتفليقة قصد رفع مستوى التبادلات التجارية بين  البلدين  من 5ر3 مليار دولار  حاليا إلى 5 مليار دولار في اقرب وقت ثم إلى  10 مليار دولار كمرحلة   ثانية.

أويحيى يؤكد إرادة الجزائر في تطوير شراكتها مع تركيا

من جهته أكد الوزير الأول احمد أويحيى على إرادة الجزائر في تطوير شراكتها الاقتصادية مع تركيا و  رفعها إلى مستوى امتياز علاقتهما السياسية.

و أوضح اويحيى في كلمته أنه "ستسهر الحكومة الجزائرية على  الإسراع في انجاز كل ما تم الاتفاق عليه بين البلدين لكي نصل بالعلاقات  الاقتصادية إلى مستوى الامتياز".

و استهل الوزير الأول كلمته قائلا: "إن الرئيس بوتفليقة يستقبل فيكم (الرئيس  التركي) صديقا و قائد بلد كبير و شقيق تتقاسم معه الجزائر علاقات تاريخية  تطبعها الصداقة و التعاون المتعدد الأشكال".

و استطرد اويحيى أن معاهدة الصداقة و التعاون التي تربط الجزائر و  تركيا مند 2006 سمحت بوضع أسس علاقات مكثفة و متعددة الأشكال من تشاور سياسي و  تعاون تقني وصولا إلى علاقات اقتصادية جد قوية.

و أضاف الوزير الأول أنه "يتضح ذلك في المجال الاقتصادي أن تركيا هي الزبون  السادس و المورد التجاري السابع للجزائر بحجم إجمالي للمبادلات اقترب من 4  مليار دولار سنة 2017".

و ذكر أن هناك حوالي 800 مؤسسة تركية تعمل في العديد من القطاعات بالجزائر  كما ان الجزائر هي البلد الرابع في العالم الذي تحصلت فيه المؤسسات التركية  على اكبر عدد من العقود لانجاز مشاريع بمبلغ يقدر بحوالي 5ر3 مليار دولار سنة  2015 على سبيل المثال.

و أضاف أن "المؤشرات التي ذكرتها مند حين بإيجاز حول العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين تشهد على القدرات التي لا تزال موجودة من اجل تعزيزها في جميع المجالات".

و اعتبر الوزير الأول أن المباحثات بين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز  بوتفليقة و نظيره التركي و كذا المبادلات بين وفود البلدين الى جانب المنتدى  بين رجال اعمال الطرفين من شأنها ان تتيح فرص جديدة بين البلدين.

يذكر أن أشغال منتدى رجال الأعمال  الجزائري-التركي, التي انطلقت هذا الثلاثاب بحضور العديد من الوزراء من كلا  البلدين وأكثر من 200 رجل اعمال, ناشطين في مختلف المجالات (صناعة  النسيج, التغذية, البتروكيمياء, الإلكترونيك, الأجهزة الكهرومنزلية)،وتهدف إلى تعزيز و تنويع العلاقات بين المؤسسات  الجزائرية و التركية كما يرتقب خلال المنتدى تنظيم العديد من اللقاءات فيما بين المؤسسات للسماح  لهم بتحديد فرص جديدة للشراكة.

للتذكير, وقعت الجزائر و تركيا  هذا الاثنين على سبع  اتفاقات شراكة و تعاون و مذكرات تفاهم, بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها  إلى الجزائر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و التي تدوم ثلاثة أيام .

و تخص هذه الاتفاقات التي وقعت بحضور الوزير الأول احمد أويحيى و الرئيس  التركي بالإضافة إلى العديد من وزراء البلدين أساسا قطاعات المحروقات والفلاحة  و السياحة و الدبلوماسية و الثقافة.

ففي قطاع المحروقات تم التوقيع على اتفاقين حيث تم توقيع على الاتفاق الأول  من طرف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المومن ولد قدور, والرئيس  المدير العام لمجمع تركيا رونيسونس ايرمان ايليكاك.

أما الثاني الذي يتعلق بمذكرة التفاهم والتعاون تم توقيعه من طرف ولد  قدور والرئيس المدير العام للشركة التركية بوطاس برهان اوزكان.

وفي مجال الفلاحة , تم توقيع بروتوكول تفاهم من طرف وزير الفلاحة والتنمية  الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي والوزير التركي للتغذية  والزراعة والثروة الحيوانية أحمد ايسرف فاكيبابا.

وسجلت العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية خلال السنوات الأخيرة حركية  خاصة من خلال الشراكات الصناعية في قطاعات عدة و تعزيز المبادلات التجارية.

و ينشط حاليا بالجزائر قرابة 800 مؤسسة تركية, تشغل أزيد من 28 ألف عامل. 

و فيما يتعلق بالاستثمارات المسجلة سنة 2017 لدى الوكالة الوطنية لتطوير  الاستثمار, فان تركيا تحتل المركز الأول في الاستثمارات المختلطة من حيث عدد  وقيمة المشاريع  بأزيد من 20 مشروعا استثماريا يفوق مبلغها الإجمالي 200 مليار  دينار جزائري والتي توفر قرابة 6000 منصب شغل. 

وموازاة مع  ذلك, شهدت أيضا المبادلات التجارية الجزائرية-التركية نوعا من  التطور ببلوغه حوالي 4 مليار دولار أمريكي سنة 2017 لكن بميزان تجاري على حساب  الجزائر.

و احتلت تركيا خلال السنة الفارطة المرتبة الـ 6 من حيث زبائن الجزائر بصادرات  جزائرية بلغت 96ر1 مليار دولار أمريكي أي بزيادة تقدر بأكثر من 45 بالمائة  مقارنة بسنة 2016. 

كما احتل هذا البلد المرتبة الـ 6  ضمن قائمة الدول الممونة للجزائر التي استوردت من تركيا ما قيمته 2 مليار دولار أمريكي (+ 2ر3 بالمائة).

        

الجزائر