الجزائر و الصين تتفقان على وضع مخطط خماسي جديد 2019-2023

صورة من الأرشيف

اتفقت الجزائر و الصين هذا الأربعاء ببكين على  اعداد حصيلة حول الانجازات المحققة في اطار المخطط الخماسي 2014-2018 و على  وضع مخطط خماسي جديد 2019-2023.

جاء هذا الاتفاق خلال المحادثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية عبد  القادر مساهل مع نظيره الصيني وانغ يي في اطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها  الى الصين حسبما علم لدى وزارة الشؤون الخارجية.

كما اتفق الوزيران أيضا على مواصلة التشاور بين البلدين من أجل تجسيد  المشاريع الجاري انضاجها.  

و لدى تطرقهما الى الشراكة الاستراتيجية الشاملة الجزائرية-الصينية التي  أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و نظيره الصيني  شي جين بينغ  في  2014 أشاد الوزيران بجودة الأواصر التي تربط البلدين و بالمستوى الذي بلغته في  مجال تنفيذ المشاريع المشتركة و المخطط  الخماسي 2014-2018.

و سمح اللقاء للوزيرين بتبادل التحاليل و وجهات النظر حول المسائل  الاقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك لا سيما حول أوضاع الازمات و  الصراعات و مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة وكذا اصلاح مجلس الأمن و مؤسسات  الادارة الدولية.

 كما اتفق المسؤولان على الابقاء على التشاور و تعزيزه بين البلدين في  المحافل الدولية. 

و تم خلال هذا اللقاء اثراء الاطار القانوني للتعاون الجزائري-الصيني  بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات تخص ميادين المشاورات السياسية بين البلدين و  السياحة وكذا الاعفاء من التأشيرة بالنسبة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية و  المصالح بالبلدين. 

و سمحت زيارة مساهل الى بكين التي تأتي في سياق يتميز باحتفال  البلدين بالذكرى الستين (60) لإقامة العلاقات الدبلوماسية, للوزيرين بتقييم  وضعية التعاون الثنائي و آفاق تطويره.

و بهذه المناسبة هنأ مساهل نظيره الصيني على نجاح الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-العربي الذي احتضنته العاصمة الصينية بكين هذا الثلاثاء (10 جويلية). 

مساهل يسلم ببكين رسالة من الرئيس بوتفليقة إلى نظيره الصيني ..

وسلم وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل, ببكين رسالة إلى السلطات الصينية من  رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره الصيني, شي جين بينغ. 

يذكر أن الجزائر و الصين تربطهما شراكة استراتيجية شاملة وقعها سنة 2014  الرئيس بوتفليقة و نظيره الصيني و التي تبعتها مخططات تنفيذ خماسية غطى أولها  الخماسي 2014-2018.

..و يخص القناة الصينية سي سي تيفي و يومية الشعب بمقابلتين

خص وزير الشؤون الخارجية, عبد القادر مساهل على  هامش أشغال الندوة الوزارية الـ 8 لمنتدى التعاون العربي الصيني, القناة الصينية  سي سي تيفي و يومية "الشعب" بمقابلتين, حسب ما جاء في بيان  لوزارة الشؤون الخارجية. 

و اضاف المصدر أن مساهل قد ابرز خلال هاتين المقابلتين أن مشاركة  الرئيس الصيني,  شي جين بينغ في حفل افتتاح الندوة تشكل "دليل واضح للأهمية  الخاصة التي توليها الصين لتعزيز العلاقات مع الدول العربية". 

و أضاف أن الاقتراحات التي تضمنها خطابه و التي قدمت "قراءة استراتيجية للعمل  المشترك بين الصين و الدول العربية" تشكل "مشاريع واعدة من شأنها تطوير  العلاقات الاقتصادية و المبادلات التجارية بين الطرفين أكثر فأكثر, كما ستعطي  دفع جديدا للتكامل الجهوي". 

كما شكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية الصين لدعمها للقضايا العربية, خاصة  القضية الفلسطينية. 

و اختتم بيان وزارة الشؤون الخارجية أن مساهل قد أشار أن مبدأ "مجتمع  القدر المشترك للإنسانية" الذي جاء به الرئيس جين بينغ يتطابق من حيث مبادئه و  أهدافه مع المبادرة الجزائرية "العيش معا في سلام" التي بادر بها رئيس  الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة حيث تهدف المبادرتان إلى "ترقية قيم  الحوار و المصالحة و التسامح و الاحترام المتبادل".

الشراكة الاستراتيجية العربية الصينية نموذج ناجح للتعاون جنوب-جنوب

أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ببكين  أن الشراكة الاستراتيجية و العلاقات العربية الصينية تشكل "نموذجا ناجحا"  للتعاون جنوب-جنوب و تتجه "نحو تحقيق تكامل حقيقي" في العديد من المجالات. 

وخلال مداخلته في أشغال الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي احتضنته العاصمة بكين, أكد مساهل أن الشراكة الاستراتيجية  العربية الصينية عرفت في إطار تنفيذ برنامج المنتدى لعامي 2016-2018 تقدّما  معتبرا في جميع المجالات,  مشيدا بالعلاقات العربية-الصينية التي "تتجه بخطى  ثابتة نحو تحقيق تكامل حقيقي في المجالات التقنية والعلمية والثقافية وتعزيز  الاستثمار في مشاريع البنى التحتية وتدعيم القدرات الإنتاجية في عدّة بلدان  عربية والجمع بين المتعاملين الاقتصاديين العرب والصينيين في مشاريع مثمرة".

واعتبر مساهل الشراكة الإستراتيجية العربية الصينية "نوعية" كما تشكل  "نموذجا ناجحا" للتعاون جنوب - جنوب لكونها لا تقتصر على التنسيق في المسائل  السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك والتعاون في المجالين الاقتصادي  والتجاري فقط بل تشمل كذلك تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب العربية والصين  معبرا في هذا الإطار عن تطلع الجزائر إلى توسيع أفاق التعاون العربي الصيني من  خلال هذا المنتدى و برنامجه التنفيذي (2018-2020).

وبخصوص القضايا الدولية ذكر وزير الخارجية بأن الجزائر دأبت منذ استقلالها  على الدّفاع عن مبادئ الأمم المتحدة لاسيما حفظ السلم والأمن الدولي و حل  النزاعات عبر الحوار و الطرق السلمية وإنماء العلاقات الودية بين الأمم على  أساس حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأضاف الوزير في هذا السياق أنّ فكر "العيش معا في سلام" المتجذّر في  الشخصية الجزائرية والذي حمله رئيس الجمهورية يتقاطع مع مفهوم بناء "مجتمع  مصير مشترك للبشرية" الذّي طرحه الرئيس الصيني من حيث المبادئ  والأهداف وهو ما يدعو إلى العمل سويا في سبيل تحقيق سلم دائم في العالمي  أساسه العدل والحوار والتلاقي بين الثقافات والحضارات.

ولدى تطرقه إلى الأوضاع السائدة في عدة مناطق من العالم, ذكر الوزير أن  "الجزائر لا تدخر جهدا" من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة  المنظمة على الصعيدين الإقليمي والدولي بما يخدم الاستقرار والأمني خصوصا وأن  المنطقة العربية عانت ولازالت تعاني من تداعيات اللااستقرار والتدخلات  الأجنبية.

الجزائر