بوزيد بومدين للإذاعة : الفراغ الدستوري خطر على كيان الدولة ومؤسساتها

قال أمين عام المجلس الإسلامي الأعلى الباحث الأكاديمي بوزيد بومدين، بأن رهان اليوم هو "كيف لنا أن نحافظ على الدولة ونغير السلطة، وعلى هذه الأخيرة أن تذهب، كما طالب الحراك، لكن لا يمكن للدولة أن تذهب لأن كيان الدولة تاريخي وأساسي ليس قابل للنقاش".

وذكّر أمين عام المجلس الإسلامي الأعلى في برنامج ضيف الصباح للقناة الأولى هذا الإثنين، بالتحديات التي تواجه مؤسسة الجيش اليوم وهي تحارب على أكثر من جبهة، لأن أولوية الجيش اليوم –يضيف- تفادي الدخول في فراغ دستوري يفتح مجموعة من الجبهات في شكل أزمات مثل الميليشيات المسلحة، والتدخلات الدولية، إفراغ الدولة من محتواها، مثل ما حدث في العراق وليبيا من تدخل للدول الغربية وانتشار للجماعات الإرهابية المسلحة كحركة "داعش" التي تقتات أساسا في المناطق التي تعيش فراغا دستوريا وغيابا للدولة.      

         

كما تحدث بوزيد بومدين عن نقطة مهمة وردت في خطاب الجيش وهي "مسألة تحرير الاستقلال، من خلال فك الارتباط مع الهيمنة الفرنسية المبتذلة التي أغرت بالاقتصاد الوطني وبالذكاء الجزائري وبالجامعات الجزائرية وأضرت بالثقافة الجزائرية، وهنا –يضيف بوزيد- ليس المقصود اللغة الفرنسية التي تعتبر ميراثا أو الذين يكتبون بالفرنسية، وإنما المقصود هو الهيمنة الفرنسية التي استطاعت بآلية الفساد أن تترسخ أكثر بمعنى أن جميع الدول الاستعمارية عموما في دول ما بعد الاستقلال، تعيش هيمنة متجددة، فمثلا بريطانيا التي يختلف استعمارها عن الفرنسيين لكن هيمنتها تتم في بعض البلدان عبر المخابرات وخصوصا في خلق النزاع الديني وهي مهمة استخباراتية بريطانية وأمريكية بامتياز، أما المخابرات الفرنسية فتلعب أساسا على الاقتصاد والجوسسة الاقتصادية ومن يحكم بإسمها من المفسدين وكلما كانوا أكثر فسادا كلما توسعت هيمنتها، وهنا الفرنسيون لا يستخدمون الإدارة البيروقراطية الفاسدة التي ورثناها منذ 1962، ومنه الذهنية الإدارية في الجزائر عليها أن تتغير في السنوات المقبلة، وخصوصا ما تنتجه المدرسة العليا للإدارة موارد بشرية غير ذكية لا في العمل السياسي ولا في تطوير الإدارة الجزائرية".

وأشار بومدين بوزيد إلى "نقطة لا تقل أهمية عما سبق ومسكوت عنها في خطاب المؤسسة العسكرية من طرف وسائل الإعلام، وهي أن بعض التيارات الإقصائية من اليسار المتطرف التي قد تعود إلى اللغة وإلى العرق، لا تجد ملاذها في الانتخابات النزيهة، بقدر ماتجد ملاذها أساسا في المجالس التأسيسية ، ونظام الكوطات، المحاصصة، تزوير الانتخابات، المحاصصة داخل الإدارة لإرضائهم أو لإسكات جهة معينة".       

كما أعاب بومدين عن خطاب الجيش استخدامه بعض المصطلحات غير الدبلوماسية مثل كلمة "خبيثة"، لعل الذي يكتب –كما قال بوزيد- لم يضع في ذهنه الجانب الدبلوماسي، وأن الخطاب موجه لسياسيين وللرأي العام الوطني والدولي، مؤكدا بأن العفوية الشعبية الموجودة في الحراك لا يمكن اتهامها كلها بأنها مؤامرات ودسائس، "يمكن أن تستغل هذه العفوية والنية الصافية في الحراك من هذا الطرف أو ذاك، لكن لا يمكننا أن نصف هذه العفوية الشعبية التي هي تعبير أساسي عن الكرامة التي أهدرت لسنوات عديدة، وتعبير عن غبن وعن يتم سياسي كان موجودا عند الجزائريين، هذا التعبير قد يستغل من بعض الأطراف لكن لا ينبغي وصفه بالخبيثة".

                            

الجزائر, سياسة