انتخابات البرلمان الأوروبي : صعود اليمين و تقدم جيد للخضر

أظهرت النتائج الرسمية الأولية لانتخابات  البرلمان الأوروبي هذا الاثنين احتفاظ أحزاب يمين الوسط بأكبر عدد من مقاعد  البرلمان البالغ 751 مقعدا , بينما حققت الأحزاب الشعبوية و المشككة بالوحدة  الأوروبية و الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب قوية بحصولها على أزيد من 100  مقعدا متعهدة بـ "إعادة تشكيل" القارة الأوروبية.

وبناء على نتائج أولية رسمية من مختلف الدول الأعضاء التي جرت فيها  الانتخابات حصل حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) على 178 مقعدا في البرلمان  الأوروبي الجديد ليحافظ على موقعه كأكبر كتلة فيه لكنه خسر 38 مقعدا.

وجاء تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين (يسار الوسط) في المرتبة الثانية  بـ  152 مقعداي لكنه خسر بدوره 33 مقعدا وبهذه النتائج تكون الكتلتين مجتمعتين قد  فشلتا في تحقيق أغلبيتهم التقليدية المعتادة. 

و تعليقا على ذلك صرح مانفريد فيبر زعيم حزب الشعب الأوروبي والمرشح لرئاسة  المفوضية الأوروبية "لا أشعر بأننا أحرزنا نصرًا حقيقيًا قويًا اليوم نحن  نُواجه انكماشًا في الوسط" في إشارة إلى خسارة حزبه وكذلك الاشتراكيين  لمقاعد.

وأكد الحزبان أنهما "لن يتعاونوا مع كتل اليمين المتطرف" بعدما باتت أحزاب  اليمين المتطرف ثالثة بحصولها على ما لا يقل عن 117 مقعدا.

وتوقع رئيس حزب "الرابطة" اليميني المتطرف, نائب رئيس الوزراء ووزير  الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية الأوروبية  , أن يرتفع عدد مقاعد اليمين إلى 150 مقعدا.

واحتل المركز الرابع تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا (ألدي)  المؤيد لأوروبا , بحصوله على 108 مقاعد و جاء الخضر والتحالف الحر الأوروبي في  المرتبة الخامسة ب  67 مقعدا.  وحلت مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين  في المرتبة الخامسة بـ 61 مقعدا.  

و حسب النتائج , فقد تقدم حزب بريكست الوليد في بريطانيا على حساب المحافظين  , وصعود تيار الخضر في ألمانيا بينما فاز اليمين المتطرف في فرنسا, أما في  اليونان فمني رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس بانتكاسة كبيرة فيما تصدر  حزب "الرابطة " اليميني وحركة خمس نجوم النتائج في ايطاليا.

وفي إسبانيا بات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الرابح الأكبر في  الانتخابات مع تصدر حزبه الاشتراكي الحاكم للنتائج ومن المرجح أن يستغل هذا  الفوز لزيادة نفوذه في الاتحاد الأوروبي. ومع فرز 85 بالمائة من الأصوات أعلنت  المتحدثة باسم الحكومة إيزابيل سيلا أن الحزب الاشتراكي حل أولا بنسبة 33  بالمائة.

و فى أثينا دعا رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس إلى تنظيم انتخابات  مبكرة بعد تراجع حزبه "سيريزا" أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات الأوروبية.  

صعود اليمين و تعهد بإعادة تشكيل القارة

و حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة, تقدما ملحوظا بحصولها على 121 مقعدا في البرلمان الاوروبي الجديد بدل 99, و كان الفوز واضحا لهذه الأحزاب المشككة في  الوحدة الاوروبية و المعارضة للهجرة في كل من فرنسا و ايطاليا و بلجيكا أين  حقق حزب "المصلحة الفلمنكية " اليميني المتطرف نتائج قوية.  

وفور الإعلان عن فوز اليمين المتطرف دعت زعيمة هذا التيار في فرنسا مارين  لوبان , الرئيس إيمانويل ماكرون إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة بعد  تقدم حزبها لكن حزب الرئيس رفض دعوتها.

وخلال احتشاد قادة اليمين المتطرف من 11 دولة بقيادة نائب رئيس الوزراء  الإيطالي سالفينيي في مدينة ميلانو الإيطالية و بمشاركة أحزاب التجمع الوطني  الفرنسي والبديل من أجل ألمانيا والحرية الهولندي المناهض للإسلام , السبت  الماضي , تعهد قادة أحزاب يمينية متطرفة في أوروبا "بإعادة تشكيل القارة" بعد  انتخابات البرلمان الأوروبي.

وقالت مارين لوبان في تجمع ميلانو : "قبل خمس سنوات كنا في عزلة لكننا اليوم  ومع حلفائنا سنصبح أخيراً في وضع يجعلنا نغير أوروبا".

ومقابل صعود اليمين المتطرف والشعبويين والمشككين في مستقبل الاتحاد  الأوروبي حقق تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا (الداعم للاتحاد  الأوروبي) فوزا وُصف بالكبير بحصوله على 108 مقاعد كما حقق الخضر مكاسب مهمة  حيث رفعوا عدد مقاعدهم إلى نحو ثمانين مقعدا.

ففي جمهورية التشيك فازت الأحزاب والقوى السياسية الموالية لأوروبا بحصولها  على نسب مهمة من الأصوات وذلك وفق النتائج شبه الكاملة التي أعلنت عنها اليوم  الاثنين اللجنة المركزية للانتخابات .

كما حققت مجموعة  "الخضر" تقدما جيدا, إذ سيصبح لديها 67 مقعدا بدل 52, ولكن  هذا التقدم كان هو الآخر أقل من المتوقع , حسب النتائج الاولية.  

العالم, أوروبا