الجمعة لـ 17 : المتظاهرون يثمنون قرارات العدالة في محاربة الفساد

خرج المواطنون اليوم في العاصمة وجميع ولايات الوطن للجمعة 17 على التوالي في مسيرة سلمية للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام ومكافحة الفساد وأوجهه ، رافعين شعارات مسيرات السلم سجنت العصابة والوحدة الوطنية خط أحمر .

والجدير بالذكر، حافظ المتظاهرون بالعاصمة اليوم على تقليد دأبوا عليه منذ قرابة أربعة أشهر، حيث خرجوا في مسيرات سلمية ثمنوا خلالها القرارات التي أصدرتها العدالة في حق مسؤولين سامين في الدولة متهمين بالفساد ومسجلين رفضهم القاطع للحوار مع كل من له صلة بالنظام.

ففي الجمعة الـ 17 على التوالي منذ 22 فبراير الماضي، ضرب المتظاهرون لأنفسهم موعدا قارا مع ساحات وشوارع العاصمة، حيث جابوا المساحات المحيطة بالبريد المركزي، كما انتشروا عبر شارعي العقيد عميروش و زيغود يوسف ونهج باستور وكذا ساحة موريس أودان. وحملوا شعارات أعربوا فبها عن إبتهاجهم بقرار إيداع كل من الوزيرين الأولين السابقين عبد المالك سلال وأحمد أويحيى و وزير الأشغال العمومية والتجارة الأسبق عمارة بن يونس الحبس المؤقت لتورطهم في قضايا فساد، علاوة على الوزير السابق للنقل و الأشغال العمومية عبد الغني زعلان الذي وضع تحت الرقابة القضائية.

فمن خلال لافتات كتب عليها"العدالة النزيهة = عصابة مسجونة...شكرا"و"سجن الحراش، مرحبا بكم" وغيرها، حيا المتظاهرون إيداع من أسموهم بـ"رؤوس الفساد"السجن، مطالبين في نفس الوقت بإخضاع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة للمحاكمة.

وكان قاضي التحقيق بالمحكمة العليا قد أمر, بحر هذا الاسبوع، بإيداع المذكورين الحبس المؤقت بسجن الحراش بتهم في قضايا فساد، حيث يتابعون بجنح تتعلق أساسا بمنح امتيازات غير مبررة للغير في مجال الصفقات وتبديد أموال عمومية وسوء استغلال الوظيفة. 

للإشارة، كانت النيابة العامة لدى مجلس قضاء الجزائر قد أحالت نهاية ماي الفارط إلى النائب العام لدى المحكمة العليا، ملف التحقيق الابتدائي المنجز من قبل الضبطية القضائية للدرك الوطني بالجزائر في شأن وقائع ذات طابع جزائي منسوبة للمسؤولين السالف ذكرهم وآخرين وذلك عملا بأحكام المادة 573 من قانون الإجراءات الجزائية.              

فتحت أشعة الشمس الحارقة، واصل المتظاهرون مسيراتهم مشددين على عدم الاكتفاء بمعاقبة"خائني الشعب"بل العمل على إسترجاع الأموال المنهوبة، هذا ويتواصل الحراك الشعبي وتتواصل معه مختلف المظاهر التي تؤكد سلمية هذه المسيرات وتعكس قيم التضامن بشتى أبعاده.

فأمام موجة الحر التي ميزت نهاية هذا الأسبوع، تولى العديد من الشباب توزيع قارورات المياه على المتظاهرين، فيما فضل البعض الآخر تقاسم وجبة غداء يوم الجمعة -التي تكون في العادة طبقا تقليديا- معهم، كما تم أيضا لمس نفس السلمية التي طبعت المظاهرات الشعبية منذ انطلاقها، حيث أضحت السمة المميزة لها.

ورغم درجات الحرارة المرتفعة، خرج مواطنون في مسيرات عبر عدة ولايات من شرق البلاد لتجديد المطالبة بـ"التغيير الجذري"و"رحيل شخصيات النظام السابق"، حيث أن سكان ولاية برج بوعراريج كانوا اليوم في الموعد كعادتهم منذ إنطلاق مسيرات الحراك السلمية كل جمعة. 

ففي قسنطينة خرجت المجموعات الأولى من المتظاهرين إلى شارع محمد بلوزداد منذ الساعة الثانية ظهرا مشيدة بقرارات القضاء ودوره في معالجة قضايا الفساد وسجن كبار المسؤولين مطالبة بمواصلة "حملة التطهير"مع بقية أفراد"العصابة"، كما جاب آلاف المواطنين الشوارع الرئيسية لولاية ميلة وهتفوا بـ"نعم للانتخابات التي تقودها الكفاءات الوطنية"مرحبين بقرارات العدالة في معالجة قضايا الفساد وتبديد الأموال العمومية.

وتكررت نفس المشاهد بولاية عنابة إنطلاقا من الساعة الثالثة بعد الظهر، يث طالب المتظاهرون من ساحة الثورة بوسط المدينة بتنظيم"انتخابات نظيفة ونزيهة"مجددين تجندهم وتعبئتهم إلى غاية تحقيق مطالبهم مؤكدين مواصلة خروجهم كل جمعة إلى غاية تحقيق المادة 7 من الدستور.

وسار الآلاف من المواطنين بكل من ميلة أم البواقي وتبسة وباتنة وخنشلة في جو ساده الهدوء والتنظيم مؤكدين عزمهم على مواصلة نضالهم السلمي إلى غاية تلبية مطلبهم الرئيسي والمتمثل في"تغيير جذري في النظام السياسي الحالي"والمطالبة ب "دولة مدنية ودولة القانون".

كما دعا المتظاهرون إلى الحفاظ على وحدة البلاد مرددين"الشاوي والقبائلي والترقي والميزابي كلهم جزائريون"وحاملين العلم الوطني وصور لشهداء الثورة. وتحت صيحات"جزائر حرة ديمقراطية"و"سلمية  سلمية"، جدد المتظاهرون من ولايتي سطيف وقالمة دعوتهم لمغادرة"الباءات الثلاث"(بن صالح وبدوي وبوشارب) مشيدين بقرارات القضاء.

من جهتها شهدت ولاية الطارف مسيرات بمختلف أحياء المدينة والمناطق العمرانية المجاورة تمت المطالبة خلالها بـ"إنتقال ديمقراطي بقيادة شخصيات توافقية".

وتواصلت المسيرات السلمية التي انطلقت منذ 22 فبراير المنصرم عبر كافة ولايات الوسط بالرغم من إرتفاع درجات الحرارة كذلك ، إلا أن المتظاهرون أبو إلا أن يواصلوا حراكهم السلمي إلى غاية تلبية جميع مطالبهم التي تصدرها مطلب رحيل ومحاسبة جميع رموز النظام القديم وكذا التعجيل في إيجاد حل سياسي للأزمة.

وتميزت المظاهرات عبر مختلف ولايات الوسط بترديد شعارات ترحب وتثمن قرارات إحالة مسؤولين تقلدوا مناصب سامية على العدالة بما فيهم رئيسي الحكومة السابقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال اللذان تم إيداعهما الحبس الاحتياطي بسجن الحراش (الجزائر العاصمة) ، داعين إلى مواصلة حملات التطهير هذه إلى غاية القضاء على مختلف رؤوس الفساد اللذين تورطوا في قضايا نهب للمال العام تسببت في"نخر الإقتصاد الوطني".

أما بولايات تيبازة والشلف وبغليزان والمدية والجلفة والبليدة وعين الدفلى فقد ردد المتظاهرون شعارات تطالب برحيل الحكومة الحالية التي"لاتحظى بثقة الشعب" فيما طالب المتظاهرين الذين خرجوا بالمئات بولاية المدية بتطبيق المادتين 7 و 8 من الدستور، وعلى عكس الولايات سالفة الذكر فقد عرفت المظاهرات السلمية التي شهدتها ولاية تيزي وزو مشاركة معتبرة ، حيث خرج الالاف من المتظاهرين مطالبين باقرار تغييرات جذرية في النظام .

وبولاية البويرة وبومرداس خرج الآلاف أيضا من المتظاهرين الذين جابوا الشوارع الرئيسية مطالبين بدورهم برحيل جميع رموز النظام القديم وهي نفس المطالب التي رفعها المتظاهرون الذين خرجوا بقوة بولاية بجاية.

وخرج الآلاف من المواطنين بغرب الوطن في مسيرات سلمية للمطالبة بتغيير جذري للنظام ومواصلة محاسبة المتورطين في قضايا الفساد، وبوهران انطلق المواطنون في مسيرة من ساحة "أول نوفمبر" مرورا بالشوارع الرئيسية لوسط المدينة الى غاية مقر الولاية ثم تنقلوا إلى محور الدوران لجسر"أحمد زبانة" قبل التوجه الى نهج جيش التحرير الوطني (واجهة البحر).

وقد ردد المتظاهرون من رجال ونساء وعائلات من مختلف الفئات العمرية والحاملين للعلم الوطن شعارات مختلفة من بينها "هيئة رئاسية لتسيير المرحلة الانتقالية"و"دولة مدنية" و"لا لتمديد بن صالح، الشعب يريد تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور"، كما أقيم منبر متنقل فوق سيارة والذي شكل ضمن هذه المسيرة فضاء لتعبير المواطنين عن آرائهم ومطالبهم ذات الصلة بالحراك الشعبي.

وبمستغانم بدأ المواطنون بالتجمع مباشرة بعد صلاة الجمعة بساحة الاستقلال قبل التوجه في مسيرة حاشدة ضمت جميع الفئات وطافت الشوارع الرئيسية للمدينة على غرار نهج محمد خميستي وشارع بوعزة محمد (مقر الولاية) ، حيث رددوا العديد من الشعارات التي أكدت على سلمية الحراك الشعبي وعلى الطابع الجمهوري والمدني للدولة كما أثنوا على المتابعات القضائية التي باشرتها الجهات القضائية ضد المتورطين في قضايا الفساد ونهب المال العام، هذا ورفع المتظاهرون عدة لافتات على غرار "يتنحاو قاع" (يذهبون جميعا) و"يتحاسبوا قاع"و"مكانش انتخابات مع العصابات".

وتميزت مسيرة اليوم بالأهازيج والحضور القوي للراية الوطنية وللنساء ولكبار السن أيضا الذين فضلوا التجمع بساحة الشهيد محمد بوجمعة بوسط المدينة بدل السير وكونوا مجموعات صغيرة للنقاش حول المستجدات السياسية التي تعيشها البلاد.

وخرج العشرات من مواطني سيدي بلعباس ومدينة تيسمسيلت في مسيرة سلمية حاملين لافتات تتضمن "رحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي"و"مواصلة حملة محاربة الفساد"و"محاسبة الفاسدين" و"الشعب والجيش خاوة خاوة" و"تكريس العدالة الاجتماعية"و"تكريس الديمقراطية الحقة".

كما خرج العشرات من مواطني مدن النعامة ومشرية وعين الصفراء في مسيرات وهم يحملون الراية الوطنية مرددين شعارات تطالب بالتغيير الجذري للنظام وإنتهاج الحوار كسبيل للخروج من الأزمة الحالية وتأييد مساعي جهاز العدالة في محاربة الفساد إلى جانب دعم الجيش الوطني الشعبي والتنويه بمساندته لمطالب الحراك الشعبي . ومن بين الشعارات التي رفعت من طرف المتظاهرين بالنعامة " شعب باديسي وجيش نوفمبري: ثنائية لا تقهر"والوطن فوق كل إعتبار و"قوتنا في وحدتنا "وغيرها، بدورها شهدت ولايات سعيدة وتيارت وتلمسان ومعسكر والبيض مسيرات سلمية جدد من خلالها المواطنون تأكيدهم على ضرورة التغيير الشامل ورحيل كل رموز النظام ومحاسبة المتورطين في قضايا الفساد.

وبجنوب البلاد خرجت مجموعات صغيرة مكونة من عشرات المواطنين للتظاهر بعد صلاة الجمعة بورقلة والاغواط حاملين الرايات الوطنية.

ورفع المشاركون في المسيرات لافتات تدعو لرحيل رموز النظام القديم و مواصلة محاربة الفساد و إرساء قواعد دولة مدنية ودعم الوحدة الوطنية.

ونظرا لدرجات الحرارة المرتفعة السائدة بالجنوب، يخرج المواطنون في مظاهرات عقب صلاة العصر بولايات الوادي وأدرار وغرداية و تندوف.                               

المصدر : الإذاعة الجزائرية 

وسوم:

الجزائر