الفريق ڤايد صالح : الخروج عن السياق الدستوري في حل الأزمة يعني "الوقوع في الفوضى"

أكد نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش  الوطني الشعبي, الفريق احمد ڤايد صالح من شرشال ولاية تيبازة, أن الخروج عن السياق  الدستوري, في حل الأزمة التي تمر بها البلاد يعني "الوقوع في الفوضى", حسب  بيان لوزارة الدفاع الوطني .

وأوضح البيان أن الفريق ڤايد صالح جدد في كلمة توجيهية أمام إطارات وطلبة  الأكاديمية العسكرية بشرشال تعهده "بمرافقة مسار الشعب في تحقيق أماله  وتطلعاته المشروعة,  ومن ذات المنطلق أكدنا أكثر من مرة على أن الخروج بأي شكل  من الأشكال عن السياق الدستوري,  يعني الوقوع في احتمالات غير محمودة العواقب  أي الوقوع في الفوضى, لا قدر الله , و تلكم هي أمنية العصابة ورؤوسها ومن  والاها من أذنابها, وهنا يتجلى حرص المؤسسة العسكرية على حتمية احترام دستور  البلاد وتحكيم القوانين السارية المفعول , وقطع الطريق أمام كل الانتهازيين  والوصوليين والعملاء الذين يحاولون التشويش على جهود المخلصين من أبناء  الجزائر ومنعهم من خدمة وطنهم، فخدمة الوطن تعني بالضرورة حتمية مواجهة أعداء  هذا الوطن, فالأشرار لا يخيفهم إلا الخيرون وتلكم هي سنة الله في خلقه".

وأكد في ذات السياق أن "ما تعيشه الجزائر اليوم هو بمثابة الحدث الاستثنائي  الذي سيكفل , إن شاء الله تعالى, السير الثابت على درب تشييد دولة الحق  والقانون, التي تعتبر غاية كل أحرار الجزائر و شرفائها، الذين لا هم لهم سوى  أن يكونوا في خدمة وطنهم وليس الاغتناء غير المشروع، من خلال استغلال  وظائفهم".

وأبرز رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن "ما تحقق حتى الآن من نتائج سواء  في مجال مكافحة الفساد,وما تطلبه ذلك من تفكيك شبكات العصابة وتجفيف منابعها  ليس بالهين, بل هو مؤشر واضح المعالم على مدى تضافر الجهود بين الجيش الوطني  الشعبي وبين كافة المخلصين في جميع قطاعات الدولة والمجتمع", مشددا على أن  "الجهود المخلصة المتضافرة تكون دوما نتائجها طيبة ومفيدة للبلاد والعباد".

من جهة أخرى  خاطب الفريق ڤايد صالح الطلبة قائلا بأن :"الإخلاص للوطن يعني  أن يثابر الطالب في دراسته مثابرة ينظر من خلالها إلى كيفية أن يكون عمله  مثمرا وهو يمارس واجبه الوطني, ويعني أن يجتهد المؤطر والأستاذ في أن يمنح كل  ما لديه من إمكانيات من أجل المساهمة في إنجاح الفترات التكوينية التي يشرفون  عليها من البداية وحتى النهاية, ويعني أيضا وأساسا، بأن يشعر كل فرد عسكري  سواء أثناء فتراته التكوينية المتعاقبة، أو أثناء جهده العملي الميداني في  كافة أشكال المهنة العسكرية ودروبها المختلفة, بأنه خادم وفي ومخلص لجيشه  ولوطنه الجزائر.

واستطرد يقول انه "وفقا لمعاني و دلالات هذه السجايا العريقة والسامية  السالفة الذكر,  فإن شعور الإنسان بأنه خادم لوطنه هو في حد ذاته تكريم لهذا  الشخص وتشريف له, ولا شك أن هذا الشعور النبيل ستزداد درجاته أكثر فأكثر في  قلب الإنسان وفي نفسه وعقله كلما منح لسجية حب الوطن بعدها الغامر  واللامحدود".

خطوات مرموقة قطعها الجيش في سياق تطوير قدراته 

كما ذكر  الفريق ڤايد صالح بـ "الجهود المخلصة والصادقة التي قام ويقوم بها  الجيش الوطني الشعبي والخطوات المرموقة التي قطعها في مجال تطوير قدراته في  شتى المجالات", لافتا إلى أن "الإخلاص للوطن بهذا المنظور الصحيح والسليم, هو  اعتقاد يرسخ في القلب ويصدقه العمل والسلوك الفعلي والميداني, وكل ذلك يتطلب  - مثلما قال-  تفكيرا سويا وصائبا وجهودا إدراكية لدلالات وأبعاد العمل  المبذول".

وأشار إلى أنه "لولا تبني هذا المنظور الفكري وهذا النهج العملي الواعي,  ما  استطاع الجيش الوطني الشعبي اليوم أن يبلغ ما بلغه من خطوات تطويرية على أكثر  من صعيد, ولولا ذلك ما بلغت المنظومة التكوينية هذا المستوى الرفيع, وما كانت  لتصبح قاطرة فعلية للمجهودات التطويرية المبذولة, وما كانت لتكون نموذجا ناجحا  يقتدى به, في مجال الرفع الدائم للمستويات المعرفية والتعليمية النظرية  والتطبيقية لقواتنا المسلحة، ومثالا طيبا يحتذى به في مجال الحرص الدائم  والمثابر على التعلق المستمر بقيم الأمة وبمبادئها الأساسية والتمسك المتواصل  بتلقين هذه القيم والمبادئ وترسيخها في أذهان بل وقلوب الأفراد العسكريين".

وفي سياق ذي صلة أكد الفريق ڤايد صالح أن "من يريد أن يتأكد من مدى تطبيق  الجيش الوطني الشعبي , سليل جيش التحرير الوطني, فعليا وميدانيا لمعاني  الإخلاص للوطن, عليه أن يتأمل بكل موضوعية وتجرد في هذه الخطوات المرموقة التي  قطعها جيشنا في مجال تطوير قدراته القتالية والعملياتية من خلال تفحص مجريات  التمارين البيانية المختلفة المستويات التي تجرى بنجاح كبير في ختام كل سنة  تدريبية".

وابرز أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي "تولي أهمية بالغة للتحضير  القتالي للقوات, بهدف الرفع المستمر للجاهزية القتالية للأفراد وتحكمهم في  مختلف الأسلحة الحديثة التي يحوزها الجيش الوطني الشعبي، وبالتالي تعزيز  الفعالية القتالية لوحدات جيشنا المرابطة في كل شبر من ترابنا الوطني".

من جهة أخرى  ذكر الفريق ڤايد صالح أن "المتآمرين من العصابة وأذنابهم عملوا  طوال سنوات على قتل الأمل في نفوس الجزائريين والتضييق على المخلصين من أبناء  الوطن, وهو ما يستوجب مواصلة محاربة الفساد بكل الوسائل القانونية".

المؤامرة ضد  الجزائر و جيشها تعود إلى سنة 2015

وأوضح في هذا السياق :"إنني أعلم جيدا أيتها الطالبات أيها الطلبة أنكم  تمثلون عماد الجيش الوطني الشعبي وذخيرة مستقبله الواعد, وعليكم أن تدركوا  بأننا ومنذ سنة 2015, قد استشرفنا خفايا المؤامرة المحاكة ضد الجيش الوطني  الشعبي وضد الوطن أي ضد الجزائر, وذلك من خلال محاولات المتآمرين قتل الأمل في  نفوس الجزائريين والتضييق على كل المخلصين من أبناء هذا الوطن, الذين يمثلون  خطرا على مصالح العصابة برؤوسها المعروفة وأذرعها المترامية الأطراف وشبكاتها  المتسللة في مفاصل مؤسسات الدولة والمجتمع, إذ عملت وتعمل بكل حقد,  بل وبكل  عمالة مع أطراف معروفة بعدائها التقليدي لبلادنا".

وأضاف بان (العصابة) "تعمل على تثبيت ركائز الفساد في بلادنا وتقوية عراه  وجعله منصة تنطلق منها كافة الضربات الموجهة للجزائر اقتصاديا واجتماعيا  وثقافيا بل وحتى أمنيا, فهدف هذه المؤامرة يفسر دون شك حجمها ووسائل دعمها,  حتى أن بعض الأطراف المغرضة تحاول التشويش على العدالة والتشكيك في أهمية  محاربتها للفساد, بحجة أن الوقت ليس مناسبا الآن لمحاربة هذه الآفة ويتعين  تأجيل ذلك إلى ما بعد الانتخابات, وهنا يتضح للعيان مصدر الداء بل منبع  الوباء, وتتضح بالتالي الأهداف الحقيقية للراغبين في تبني الفترات الانتقالية,  أي الوقوع في فخ الفراغ الدستوري, فهم يريدون حماية الفساد من خلال تأجيل  محاربته وذلكم هو نهج المفسدين أعداء الشعب والوطن".

وشدد في هذا الصدد أنه "لا مهادنة ولا تأجيل لمسعى محاربة الفساد, بل  سيتواصل بإذن الله تعالى وقوته, بكل عزم وصرامة وثبات قبل الانتخابات الرئاسية  وبعدها, لأن الرئيس المستقبلي المنتخب سيكون منحازا لشعبه ووطنه وسيكون  بالتالي سيفا على الفساد والمفسدين, فلا أمل لبقاء الفساد في بلادنا, ولا أفق  للمفسدين وستعرف بلادنا كيف تنطلق من جديد على أسس قوية يكون فيها القانون هو  السيد وتكون فيها الشرعية الدستورية هي السائدة".

واشرف الفريق ڤايد صالح هذا الخميس بالأكاديمية العسكرية لشرشال ,على  مراسم تخرج الدفعة الـ 12 من التكوين العسكري القاعدي المشترك، والدفعة الـ 50 من  التكوين الأساسي، والدفعة الـ 3 لضباط دورة الماستر.

 

الجزائر