"تعبئة قوية" للمواطنين للجمعة الـــ 20 للحراك الشعبي و مطالب باستقلال اقتصادي واجتماعي وسياسي

 خرج ملايين المواطنين عبر مختلف انحاء الوطن في الجمعة الـــ 20 من عمر الحرك الشعبي بمواقف ثابتة ومطالب لم تتغير منذ اول جمعة في الــ22 من فيفري .

وعرفت المسيرات عبر الوطن في الجمعة العشرين من الحراك "تعبئة قوية" بسبب تزامنها مع العيد الوطني للاستقلال و الشباب الذي كان فرصة لتجديد مطالب "التغيير الجذري للنظام السابق" و "مزيدا من الحريات الديمقراطية"، حسبما نقلته مراسلة الاذاعة الجزائرية حفيظة مهذب من شارع العقيد عميروش بقلب الجزائر العاصمة ، اذ لخصت مطالب الحراك الشعبي في هذه الفقرة بالقول : كل مايريده الشعب الجزائري هو " جزائر مزدهرة " يريدون " محاسبة من تسبب في الوضعية التي آلت اليها البلاد " ، كرسالة أولى ،  أما الرسالة الثانية ،  ففحواها حسب ذات المصدر هي " المحافظة على الجزائر ، عن أمنها ، عن استقرارها  خالية من كل التجاوزات التي تسوق البلاد الى ما لايحمد عقباه ". كما كانت على راس مطالب مواطني العاصمة هي: " تحقيق الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي الى جانب ترحيبهم بالحوار الذي دعا اليه رئيس الدولة في خطابه الاخير بشرط توفر كفاءات قابلة للتحاور ".

وبالعود الى وصف الحراك بالعاصمة تضيف مراسلة الاذاعة الجزائرية ، انه وعلى الرغم من موجة الحر التي اجتاحت العاصمة الا أن عاصمة البلاد اكتظت بمئات الاف المتظاهرين اختزلوا مطالبهم في عيد الاستقلال الـــ 57 كالاتي في ميكروفون حفيظة مهذب  :" ان استقلال الجزائر في 1962 بتكلفة مليون ونصف مليون شهيد ونريد استقلال 5 جويلية 2019 باستقلال اقتصادي سياسي واجتماعي ، أي بدون قطرة دم ". فيما اردف مواطن آخر بالقول :" نحيي عيد الاستقلال ونعمل من اجل " استقلالنا كافراد ومجتمع كذلك ، وسنمضي الى الانتخابات وما بعد الانتخابات يجب الاشارة الى ان الجزائر ليست امة عاقر  ، وما علينا الى تسليم الجزائر الى اناس نزهاء يخشون الله فينا ونتكل بعدها على الله ونمضي في طريقنا ".

فيما رفعت مواطنة أخرى رسالة واضحة المطلب :" يجب اعطاء فرصة للجيل الجديد " القادم " لقد حان وقت الشباب ، فخلوا بينهم وبين المستقبل ليقرروا ، ذلك لانهم يملكون امكانيات وقدرات ".

و قال أحد الكهول :" انه ورغم الحر والعطش ، فان سائرون في طريق "السلمية " ولن يكون الا " السلمية " ، ولابد للمعرقلين لمصالح الامة ان يرجلوا وللجزائر ادمغة وعقول بامكانها صناعة الحياة ".

ولحل الازمة القائمة منذ 4 اشهر  دعت السلطة الى حوار شامل وجاد " والشارع يرد عليها بــ"نعم " ولكن بشروط . وعن تلك الشروط يقول احد المستجوبين :"  اننا متفقون على  الحوار ولابد ان يكون ، وان كل حوار مبني على الثقة والثقة متبادلة بين الطرفين وهو ما ردده اكثر من واحد . اذقال مواطن آخر :" على الدولة ان تسند العملية الحوارية لمن هم أهل للثقة ، لان في الخزان الوطني شخصيات كبيرة ولا غبار عليها ." واضاف مواطن آخر :" اننا مع الحوار قلبا وقالبا ولابد من اشراك علماء ونجباء وخبراء سواء اكانوا في داخل الوطن او من خارجه من ابناء هذه الامة ... ونحن كمواطنين جزائريين قد دعانا بن صالح الى الحوار ولا نجد غير الحوار سبيلا ." كم عبّ مواطن آخر انه :" لابد من رجال ثقاة لنتحاور معهم كشرط من الشروط لتطبيق نتائج  الحوار  ".     

ولايات الوسط: لابد من "محاكمة المسؤولين المتورطين في قضايا الفساد واختلاس الأموال العمومية

ففي ولايات الوسط ، خرج المواطنون من مختلف الاعمار في الشوارع الرئيسية لتيزي وزو ، البويرة ، بجاية ، المدية ، بومرداس، تيبازة، البليدة ، الشلف ، وعين الدفلى، وسط أجواء احتفالية مرددين النشيد الوطني الذي ميز مسيرات اليوم عن المسيرات السابقة. وطالب المتظاهرون الذين رفعوا العلم الوطني  بــــ"محاكمة المسؤولين المتورطين في قضايا الفساد واختلاس الأموال العمومية" وكذا "اطلاق سراح المعتقلين السياسيين" . كما أكد بعض المتظاهرين "رفض أي حوار أو انتخابات في حال لم يرحل جميع رموز النظام السابق" والتأكيد على "رفض الفراغ الدستوري وتمسكهم بالوحدة الوطنية".

متظاهر ولايات الشرق يطالبون بــــ "رحيل جميع رموز النظام السابق" و "كل من نهب خيرات البلاد"

بشرق البلاد ، لوحظ نفس الحماس لدى المتظاهرين ، رغم حرارة الجو المرتفعة ، اذ رفع الجمهور الراية الوطنية و هم ينادون بضرورة "اعادة السلطة للشعب الذي هو مصدرها ". كما طالبوا بــــ "رحيل جميع رموز النظام السابق" و "كل من نهب خيرات البلاد".

و أكدت الجموع بميلة و أم البواقي "مواصلة الحراك الشعبي من أجل جزائر جديدة" حاملين  شعارات من بينها "سنواصل حراكنا إلى غاية بناء دولة كفاءات" . فيما طالب آخرون بـ"مرحلة انتقالية بقيادة وجوه نزيهة و نظيفة".

و بساحة الثورة بمدينة عنابة تجمع مئات المواطنين حاملين صورا لشهداء ثورة التحرير الوطنية و لافتة كتب عليها "سنبقى أوفياء لكم" . فيما رفع آخرون مطلب "لا حوار بدون حرية التعبير".

و بعاصمة الأوراس باتنة تحدى المتظاهرون أيضا الحرارة الشديدة حاملين الراية الوطنية و ساروا وسط المدينة مرددين أناشيد وطنية و مطالبين بـ"رحيل العصابة" و بـ"دولة مدنية".  نفس الوضع عاشته ولايات الطارف وسكيكدة و خنشلة و المسيلة اين ردد المواطنون شعارات "الجزائر حرة ديمقراطية" و دعوا الى "احترام رموز الثورة".

الغرب الجزائري بصوت واحد  :  لنا في الثورة المجيدة  مايكفي من دروس النضال والكفاح   

 في غرب الوطن ، جابت وفود من المواطنين الشوارع الرئيسية للمدن ، على غرار وهران ، ومستغانم ، و تيارت ، معسكر، سيدي بلعباس ، تلمسان ، البيض ، سعيدة وتيسمسيلت ، اين رفعت لافتات مكتوب عليها شعارات تدعوا إلى تكريس المزيد من الحريات وإرساء دولة القانون . وردد المتظاهرون هتافات تدعوا إلى تعزيز الوحدة الوطنية واستخلاص الدروس من نضال وكفاح الجزائريين في مقاومة الاستعمار الغاشم.

كما عرفت هذه المسيرة رفع شعارات تبرز الإصرار على مواصلة الحراك حتى يتم تحقيق المطالب الشعبية على غرار تغيير النظام السابق وتوفير الظروف التي تسمح بتنظيم انتخابات رئاسية في كنف الشفافية و"احترام السيادة الشعبية" و"المواصلة في محاربة الفساد".

 صوت الجنوب الكبير حاضر رغم حرارة الجو

للملاحظة ، شهد وسط مدينة النعامة وكذا عين الصفراء مشاركة معتبرة من المواطنين بالرغم من حرارة الجو ملحين على ضرورة الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي.وفي مناطق الجنوب، نظمت مجموعات صغيرة من المتظاهرين مسيراتها بعد صلاة الجمعة في كل من ورقلة والاغواط  للدعوة الى التغيير السياسي.

وسار قرابة الثلاثين متظاهرا عبر الاحياء الرئيسية لمدينة ورقلة ، وأيضا حوالي عشرين آخرين تجمعوا في مكان "المقاومة" في الأغواط قبل ان يتفرقوا جراء الحرارة الشديدة التي تعرفها المنطقة. كما برمجت مسيرات لما بعد صلاة العصر في ولايات جنوبية أخرى كتندوف وغرداية.

للإشارة فإن هذه المسيرات عبر الوطن جرت في هدوء و في ظل انتشار لافت لعناصر الأمن الوطني عبر مناطق مختلفة من هذه المدن تفاديا لأي انزلاقات محتملة.

 المصدر : الاذاعة الجزائرية / وأج

وسوم:

الجزائر, سياسة