الخبير رضا طير للإذاعة:استمرار الأزمة سيعزل الجزائر عن محيطها الاقتصادي العالمي...وتنظيم الانتخابات ضرورة لا يمكن مناقشتها

يرى الأستاذ بالمدرسة العليا للمناجمانت والخبير الاقتصادي البروفيسور رضا طير أن استمرار الأزمة السياسية في الجزائر سيؤدي إلى ابعادها وعزلها اقتصاديا عن المحيط العالمي سواء ما تعلق بكل اتفاقياتها الدولية مع الاتحاد الاوروبي ومنطقتي التبادل الحر الافريقية والعربية وكل عقود الاستثمار الثنائية مؤكدا أن تنظيم الانتخابات سيرورة طبيعية لا يمكن مناقشتها.

  وقال رضا طير لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى هذا الأحد "لايمكننا اطالة عمر الأزمة أكثر فبلادنا تحتاج إلى سلطة منتخبة وتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال مع الالتزام بشروط النزاهة والكفاءة " مبرزا ضرورة أن يحمل المترشحون برامج متكاملة هادفة تمس كل القطاعات طيلة الـ 5 سنوات المقبلة.

 وأشار المتحدث ذاته إلى فشل المنظومة الاقتصادية بسبب افتقادها لايجاد رؤية استراتيجية موحدة حيث أن "هناك أزمة اقتصادية وأخلاقية إلى جانب الأزمة السياسية الحقيقية التي نعيشها" معتبرا أن حل هذه الأزمة يتطلب تضافر جهود الجميع بجدية سواء الخبراء والحكماء وكل فعاليات المجتمع إلى جانب السلطة باعتماد طريقة استراتيجية وذكية بدون الدخول في متاهات لغلق الباب في وجه أي محاولة تدخل إقليمي ودولي في الجزائر.

لوبيات أجنبية قامت بالغاء عدة مشاريع اقتصادية قوية في الجزائر

كما تطرق ضيف الأولى بإسهاب إلى مختلف الأزمات الاقتصادية التي عرفتها بلادنا، قبل الحراك الشعبي وبعده ،حيث أكد أن سبب هذه الأزمة- فضلا عن اعتماد الجزائر على المحروقات وعدم وجود تنويع في اقتصادها- هو "سيطرة لوبيات أجنبية بدعم من أطراف وطنية في السلطة منذ أمد بعيد على الاقتصاد الوطني"  حيث قامت –كما قال-بإلغاء عدة مشاريع قوية في الجزائر منها مشروع "الباسو"في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين وصولا إلى برنامج "ديزارتيك" إلى جانب فسخ عدة عقود استثمارية.

وشدد الخبير الاقتصادي في السياق ذاته على ضرورة قيام العدالة بإعادة فتح هذه الملفات من جديد والتي ساهمت  في عرقلة نمو الاقتصاد الوطني، مبرزا أن "هذه اللوبيات النافذة لايزال لديها امتدادات في مراكز القرار في الجزائر فهناك أذناب العصابة على مستوى الوزارات الهامة ..ومنها وزارة المالية والصناعة والتجارة" ...على حد قوله.

 وبعد أن أشار إلى تدهور نسبة النمو التي "ستكون أقل من 1 بالمائة نهاية السنة الجارية حسب تقديرات البنك العالمي وركود ملفات المستثمرين النزهاء خاصة فيما تعلق بمنحهم العقار" ، دعا رضا طير إلى ضرورة اعادة النظر في القوانين المعمولة على المقاس على حد تعبيره.

القاعدة 49/51 استغلتها العصابة "بأسماء مستعارة"  لفرض كل اشكال الفساد

وفي معرض حديثه عن القاعدة 49/ 51 التي من المرتقب اعادة النظر فيها ضمن مشروع المالية 2020 اعتبر أن هذه القاعدة التي جاءت على أساس منع تحويل العملة الصعبة إلى الخارج تم استغلالها من قبل من واسماهم بالعصابة والتي "فرضت كل اشكال الفساد تحت ما يعرف بـ (الأسماء المستعارة) فأغلب الشركات الاجنبية التي جاءت للجزائر وهمية وأخرى تابعة لاذناب هذه العصابة ".

وأضاف بالقول" هذه القاعدة لم تأت إلا بالفساد، وأن جلب المتعاملين الأجانب لبلادنا لا يتأتى إلا بالحرية الاقتصادية من خلال توفير مناخ الاستثمار الملائم،  وأن تحديد النسب يكون قبل الشركاء والمساهمين في رؤوس الاموال".

كما أكد الخبير الاقتصادي على ضرورة اصلاح قوانين الضريبة الستة سواء المباشرة وغير المباشرة والضريبة على الثروة التي تم الغاؤها من قانون المالية بحجة أن الإدارة غير قادرة على احصاء الاغنياء في الجزائر و"هذا أمر غير معقول ويجب إعادة النظر فيه".

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية-حنان شارف

الجزائر