الفريق ڤايد صالح : فئة قليلة من المسؤولين الساميين عمدت إلى التآمر مع الأعداء ضد الوطن

أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان  الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، هذا الثلاثاء بتندوف أن "فئة  قليلة" من جيل الاستقلال تولت مسؤوليات سامية ووظائف تسييرية في مختلف مؤسسات  الدولة "عمدت على التآمر ضد الوطن"، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع  الوطني.

و في كلمة توجيهية له بثت إلى جميع وحدات الناحية، عن طريق تقنية التحاضر  المرئي عن بعد، عرج فيها على مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام الوطني، ذكر  الفريق ڤايد صالح أن الجزائر "حرصت منذ الاستقلال على تربية وتعليم أجيال،  أملا منها في قطف ثمار جهودها المضنية في شكل إطارات سامية يحملون مشعل  تشييدها وبنائها ويرتقون بها إلى مصاف الدول المتقدمة، لكن وللأسف ما أشبه  اليوم بالبارحة، فكما خانت فئة قليلة عهد الشرفاء إبان الثورة المظفرة، فإن  فئة قليلة من هذا الجيل التي تولت مسؤوليات سامية ووظائف تسييرية في مختلف  مؤسسات الدولة، لم تراع حق الوطن فيها وجحدت خيراته، بل وعمدت على التآمر ضده  مع الأعداء، في محاولة تهديم ما تم بناؤه بفضل جهود الرجال المخلصين، لتصل  أعمالهم الشنيعة حد الخيانة في الوقت الذي كان فيه الوطن في أمس الحاجة  إليهم".

و أضاف الفريق ڤايد صالح "بهذه المناسبة :"أود أن أقول بكل صراحة أن في  الأشهر السبعة الأخيرة، التي خرج فيها الشعب للتعبير عن مطالبه الشرعية بكل  سلمية، لم يجد من يقف إلى جانبه ويسانده ويحميه إلا المؤسسة العسكرية وقيادتها  الوطنية، التي تمكنت، بكل بصيرة وحكمة، من الحفاظ على انسجام مؤسسات الدولة  وضمان سيرها الحسن، لكن ما لاحظناه في الأيام الأخيرة هو تعنت بعض الأطراف  وإصرارها على رفع بعض الشعارات المغرضة، التي لم يعرها الجيش الوطني الشعبي أي  اهتمام وظل ثابتا على مواقفه"، مؤكدا "ألا طموحات سياسية لقيادته سوى خدمة  الجزائر وشعبها، وقد تأكدت مصداقية هذا الموقف بعد تنصيب السلطة الوطنية  المستقلة للانتخابات، التي شرعت في التحضير الفعلي لهذا الاستحقاق".

و أكد نائب وزير الدفاع الوطني أن "ما تعيشه بلادنا اليوم من أمن وأمان لم  يتحقق دون عناء، بل كان وليد رؤية شاملة لمفهوم الأمن المتبنى من لدن القيادة  العليا للجيش الوطني الشعبي، وما تضمنته هذه الرؤية الشاملة من استراتيجية  عميقة وبعيدة النظر، كفل تطبيقها بنجاح ومثابرة للشعب الجزائري حق العيش في  أمن وأمان، وأكدت للقاصي والداني تمسك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير  الوطني، بتحمل مسؤولياته العظيمة والشريفة وفقا للمهام الموكلة إليه دستوريا".

كما جدد التأكيد على أن "محاولات العصابة وأذنابها لعرقلة المسار  الانتخابي من خلال نشر المغالطات والدعاية المغرضة بخصوص حرصنا على تسريع  وتيرة الأعمال للتوجه نحو الاقتراع، الذي لا علاقة له بالتسرع، ستبوء بالفشل  لأنها تحمل في طياتها تناقضات صارخة تفطن لها الشعب وأدرك ضرورة الذهاب في  أقرب الآجال إلى انتخاب رئيس جمهورية باعتباره الملاذ الوحيد للخروج بالبلاد  إلى بر الأمان".

"إن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، بمرافقتها للمسيرات الشعبية  السلمية وتحديد معالم طريق إجراء رئاسيات حرة وشفافة، --يضيف نائب وزير الدفاع  الوطني-- قد أجبرت هذه الشرذمة على إسقاط القناع ومكنت الرأي العام من كشفها  ومعرفة المصالح التي تدافع عنها هذه الأخيرة ولصالح أي أجندة تعمل".

وحث بالمناسبة المواطنين على "التجند المكثف حتى يجعلوا من هذا الموعد نقطة  انطلاق لمسعى تجديد مؤسسات الوطن، ويعملوا على إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي  الذي سيسمح بانتخاب رئيس جديد، تكون له الشرعية الكاملة لرئاسة البلد وتجسيد  طموحات الشعب".

وذكر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في ذات الوقت بأن هذا الاقتراع  "سيجرى في ظروف مغايرة تماما لما سبق من مواعيد انتخابية، لكون هذا المسار  الانتخابي --كما جاء في كلمته-- لم يعد من صلاحيات الإدارة، بل سلطة مستقلة  تتكفل بتنظيم كل مراحل العملية الانتخابية، وفقا لما يخوله لها القانون، وتضمن  شفافية الاقتراع ومصداقيته"، مؤكدا ، مرة أخرى، على "أننا مصممون على الخروج  ببلادنا من هذه الأزمة مهما تطلب ذلك من جهود مضنية وتضحيات جسام وأننا  متيقنون أن مسعانا سيكلل بالنجاح، بفضل الإيمان والإخلاص الذي تحلى به رجال  صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وتأسوا بالشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار،  الذين واجهوا بالأمس القريب أعتى قوة استعمارية بإمكانيات بسيطة، قلت،  سيكلل  مسعانا بالنجاح وستفشل مخططات العصابة لأن يد الله فوق أيديهم".

وفي ختام اللقاء استمع الفريق ڤايد صالح إلى تدخلات إطارات وأفراد  الناحية الذين جددوا التأكيد على وفائهم لجيشهم وشعبهم ووطنهم الجزائر قبل أن  يستمع بمقر قيادة القطاع العملياتي جنوب تندوف الى عرض شامل قدمه قائد القطاع  حول إقليم الاختصاص ليسدي بعدها جملة من التوصيات تصب جميعها في ضرورة الحفاظ  على الجاهزية العملياتية للأفراد والوحدات في أعلى مستوياتها.

 

الجزائر