الذكرى ال 31 لإعلان قيام الدولة الفلسطينية : إستمرار إجراءات الاحتلال بحق الأرض والإنسان الفلسطينيين

يصادف هذا الجمعة الذكرى الـ31 لإعلان قيام الدولة الفلسطينية من قبل الرئيس الراحل ياسر عرفات أمام المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر عام 1988، في وقت لازالت فيه إسرائيل ،القوة القائمة بالاحتلال تمارس مختلف الانتهاكات بحق الأرض و الشعب الفلسطينيين.

ففي ال15 من نوفمبر عام 1988 أعلن الراحل عرفات، وثيقة استقلال فلسطين، وقيام الدولة الفلسطينية من أمام دورة المجلس الوطني الفلسطيني, المنعقدة في قاعة قصر الصنوبر في الجزائر، قائلا في كلمة له : "إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

وأضاف عرفات " تُهيب دولة فلسطين بالأمم المتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الشعب العربي الفلسطيني ووطنه، وتُهيب بشعوب العالم ودوله المحبة للسلام والحرية، أن تعينها على تحقيق أهدافها، ووضع حد لمأساة شعبها بتوفير الأمن له وبالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".

وتابع أن " دولة فلسطين دولة عربية، وهي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية؛ من تراثها وحضارتها, ومن طموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة".

ونصت الوثيقة التي كتبها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على مواصلة النضال من أجل جلاء الاحتلال وترسيخ السيادة والاستقلال، وتأكيد فلسطين التزامها بميثاق جامعة الدول العربية، وإصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك؛ مناشدة أبناء أمتها مساعدتها على اكتمال ولادتها العملية، بحشد الطاقات وتكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وشكل هذا الإعلان التاريخي "منعطفا حادا" في سياسة منظمة التحرير الفلسطينية معلنا بدء مرحلة جديدة من النزاع مع الحركة الصهيونية لتثبيت الحق الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، وتثبيت القدس عاصمة لها .

ولقي إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة تأييدا من عدة دول حول العالم, فقد اعترفت أكثر من 80 دولة باستقلال فلسطين أمام الجمعية العام التابعة للأمم المتحدة في 13 ديسمبر عام 1988.

وفي يوم 29 تشرين الثاني عام 2012، أصبحت فلسطين دولة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، إذ صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية بعد أن صوتت 138 دولة لصالح مشروع القرار في حين عارضته تسع دول، وامتنعت عن التصويت 41 دولة.

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 أيلول 2015 بتصويت أغلبية أعضائها رفع علم فلسطين في المقر الرئيس للمنظمة في نيويورك، لتكون المرة الأولى التي تقر فيها الجمعية رفع علم دولة مراقبة لا تتمتع بعضوية كاملة في المنظمة.

وحصلت فلسطين أيضذا على عضوية مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، وانضمت إلى معاهدات ومنظمات دولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية عام 2014.

وتأتي الذكرى ال31 لإعلان الاستقلال الفلسطيني، وسط تصاعد إجراءات الاحتلال وممارساته بحق الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس, وذلك من خلال تضاعف الاستيطان وعمليات التهويد ومصادرة الأراضي والسيطرة على معظمها، الأمر الذي يحول دون إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وترفض"إسرائيل"وقف الاستيطان، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدامى في سجونها، وهو ما تسبب بتوقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل عام 2014.

ووفقذا لإحصائيات رسمية صادرة عن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في مايو عام 2016، فإن 85% من أراضي فلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كيلو متر مربع، تخضع لسلطات الاحتلال.

ويعتبر يوم الاستقلال عطلة رسمية في الأراضي الفلسطينية، يحتفل فيه الفلسطينيون عبر تنظيم العديد من الفعاليات المختلفة، وللمطالبة بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

المصدر : واج 

وسوم:

العالم, الشرق الأوسط