ارتفاع محسوس لقتلى المرور في الثلاثي الأول من العام الجاري

شهد الثلاثي الأول من العام الجاري، ارتفاعًا محسوسًا لقتلى المرور، بالتزامن، جرى تسجيل انخفاض في عدد الحوادث والجرحى خصوصًا خلال شهر مارس الذي شهد أكبر تراجع في مؤشرات الأمن عبر الطرق.

في حصيلة جديدة نشرتها المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، أفيد أنّ الثلاثة أشهر الأولى من السنة الحالية، شهدت 5143 حادث مرور على المستوى الوطني (المنطقتان الحضرية والريفية).

ولفت معدوّ الحصيلة إلى أنّه مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، انخفض عدد الحوادث بـــ301 حادث مرور، كما سجل عدد الجرحى تراجعًا بـــ 7.16٪، حيث بلغ عددهم 6923 جريحًا.

في المقابل، عرف عدد القتلى ارتفاعا بــ09.10٪، حيث تمّ تسجيل 743 قتيلاً بسبب حوادث المرور، بزيادة 62 قتيلاً مقارنة بالثلاثي الأول من السنة الأخيرة.

وأبرزت الحصيلة أنّ الإفراط في السرعة، نقص الحيطة والحذر وعدم انتباه الراجلين، لا تزال أسبابًا رئيسية في وقوع حوادث المرور، مشيرة أنّ العوامل الثلاثة السالفة الذكر شكّلت ما يقارب 40 % من أسباب وقوع الحوادث، في وقت لا يزال العامل البشري مهيمنًا بواقع 96.97 %، وجرت الإشارة إلى عاملي المركبة والطريق اللذان شكلا 01.36 % و01.67 %  على التوالي، كأسباب مباشرة في وقوع الحوادث.

وركّزت الحصيلة على أنّ الشباب، الفئة الأكثر تورطًا في الحوادث، خصوصًا الفئة العمرية ما بين 18 و29 سنة التي تسببت في 28.36 ٪ من إجمالي الحوادث بواقع 1459 حادثًا.

ولاحظت الحصيلة أنّ نصف ضحايا حوادث المرور، تقلّ أعمارهم عن 29 سنة، حيث لا تزال الطرقات تحصد عدد هائل من أرواح الشباب والأطفال، حيث وصل عدد الضحايا (أقل من 29 سنة) إلى 294 قتيلاً، وهو ما يعادل 41.94 ٪ و3778 جريحًا، أي بنسبة 55.15 ٪ من مجموع الضحايا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية.

الأطفال: الحلقة الأضعف

سجّلت الحصيلة أنّ 97 طفلاً تقل أعمارهم عن 14 سنة، لقوا حتفهم على الطرقات، أي بنسبة 13.84 ٪ من إجمالي عدد القتلى، كما جرح 1224 طفلاً خلال الفترة نفسها، أي بنسبة 17.87 ٪ من إجمالي عدد الجرحى.

وتورطت فئة السائقين المتحصلين على رخصة سياقة أقل من سنتين في 1438 حادث مرور في الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، بما يعادل 17.60 ٪ من إجمالي السائقين المتورطين، وربط التقرير ذلك بـ"ضعف التدريب وصغر سن السائقين المتحصلين حديثًا على رخصة السياقة، وميل الكثير منهم إلى المغامرة و المخاطرة و هو ما يدفع بهم إلى تبني سلوكات لا وقائية ومتهورة أثناء السياقة.

مستعملو الـدراجـات الـنارية في صدارة المتسببين

تورّط أصحاب الدراجات النارية والمتحركة في 821 حادث مرور هذا العام، أي بنسبة 15.96 ٪ من إجمالي حوادث المرور، وهذا ما يعادل زيادة تقدر بــــ04.59 ٪ مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2019، علمًا أنّ الدراجات النارية لا تمثّل سوى 171988 من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية، أي ما يعادل 01.83 ٪.

وشكّل الراجلون الشريحة الأكثر تعرضا للحوادث في المناطق الحضرية، بواقع 74 شخصًا من مجموع 158 حالة وفاة، أي بنسبة 46.84 % من إجمالي القتلى، ومن بين 6923 جريحًا في المناطق الحضرية خلال الفترة نفسها، سجّلت 2054 جريحًا من فئة الراجلين، أي 29.67 % من إجمالي الجرحى على المستوى الحضري.

على صعيد مـحـاور الـطـرق الأكـثـر تسجـيلاً لحـوادث الـمـرور، حلّ في المقدمة كلاً من الطريق السيار شرق-غـــرب والطريق الوطني رقم 01، بسبب طول مسارهما وخطورة بعض أقسامهما، وشهد الطريقان 10.31 % و05.16 % تواليًا من مجموع الحوادث، مع الإشارة إلى أنّ الطريق السيار شرق-غرب شهد زيادة في عدد الحوادث قدرت بـــــ 11.86 % مقارنة بالثلاثي الأول من سنة 2019.

العاصمة في الصدارة

تبقى الجزائر العاصمة الولاية الأكثر عرضة لحوادث المرور، حيث احتلت الصدارة بـ259 حادث مرور في الثلاثي الأول من السنة الحالية، وجرى ربط هذه الحصيلة، بحجم حظيرة المركبات لولاية الجزائر العاصمة (15.75 % من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية)، وبسعة شبكة طرقها (2.364 كيلومترًا)، كما تعتبر الولاية الأكبر من حيث الكثافة السكانية وحجم التنقلات.

وشهدت ولايات المسيلة وسطيف وبسكرة وقوع 476 حادث مرور وهو ما يعادل 09.26 % من إجمالي الحوادث الجسمانية التي تم تسجيلها على المستوى الوطني، علمًا أنّ الولايات الثلاث تعتبر مفترق الطرق الرئيسي الرابط بين مناطق الوسط الشرقي والجنوبي للبلاد.

ومن حيث مؤشر الخطورة، سجّلت ولاية المسيلة أكبر عدد من الضحايا بـ44 قتيلاً، متبوعة بولاية الجزائر العاصمة بـــــ 36 قتيلاً ثم ولاية الوادي بــــــ23 قتيلاً، كما تمّ التنويه إلى أنّ الأيــام ذات الخـطـورة المـرورية المرتفــعة، تتركّز في يوم الخميس (853 حادث مرور)، أي 16.59 % من إجمالي عدد الحوادث، وهو ما جرى تفسيره بالحركة المرورية الكثيفة التي تطبع هذا اليوم المتبوع بعطلة نهاية الأسبوع.

انتهاءً، تنحصر الفــترات الزمنية الأكثر تسجيلاً لحوادث المرور، بين السادسة مساءً 18.00 سا، ومنتصف الليل (1290 حادث مرور)، أي 25.08 % من إجمالي الحوادث، مع تسجيل "السيولة" في حركة المرور التي يستغلها السائقون للإفراط في السرعة، إضافة إلى تعقيد وصعوبة ظروف السياقة، سيما محدودية الرؤية خلال الفترات الليلية.

المصدر: ملتيميديا الاذاعة الجزائرية-رابح هوادف

مجتمع