هبّة واسعة ضدّ الحملة الفرنسية الحاقدة على الجزائر

شهدت الجزائر في الـ24 ساعة الأخيرة، هبّة شعبية وحزبية وإعلامية واسعة ضدّ الحملة الفرنسية الحاقدة والعنيفة التي استهدفت الجزائر ومؤسساتها من خلال بث قنوات عمومية فرنسية لشريط وثائقي حول الحراك الشعبي من أجل جزائر جديدة.

والتقت أحزاب ومنظمات وشخصيات وخبراء ووسائل إعلامية، عند رفض الصورة الأحادية المغلوطة التي يسعى الإعلام الفرنسي لترويجها عن الجزائر، وتمّ التركيز على أنّ الحملة التضليلية الكاذبة التي باشرتها فرنسا وقنواتها، بكثير من التحامل والعدائية، تكشف عن النية المبيتة والمستدامة لبعض الأوساط التي لا يروق لها أن تسود السكينة العلاقات بين الجزائر وفرنسا بعد ثمانية وخمسين سنة من الاستقلال في كنف الاحترام المتبادل وتوازن المصالح التي لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال موضوعا لأي تنازلات أو ابتزاز من أي طبيعة كانت".

وفي تصريحات خاصة بالقناة الإذاعية الأولى، شدّد  الدكتور سليمان أعراج أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، على أنّ الجزائر ليست بحاجة لمن يتحدث باسمها أو يترجم لها طموحاتها، معتبرًا ما حصل في الشريط الوثائقي المسيئ.

واعتبر أعراج أنّ ما حصل هو "عمل استخباراتي يعكس حالة من الانزعاج وعدم القبول وعدم الرضا عن نجاح الجزائر في تحديد أهدافها ورسمت مسارها". 

بدورها، ندّدت الصحافة الوطنية بالحملة البغيضة ضدّ الجزائر، وأفردت عدة جرائد ومواقع وطنية مساحات واسعة لمقالات وتعليقات وردود أفعال، في هذا الشأن، كتبت يومية الوسط بالبنط العريض "فرنسا تصفّي حسابها مع الحراك لأنه فضحها"، وأبرزت إجماع الناشطين والسياسيين على أنّ ما تضمنه الشريط "اساءة للحراك الشعبي المبارك ومطالبه الشرعية في بناء دولة الحق والقانون ولمشاهد غير اخلاقية لشباب لا يعبرون عن نضالاتهم في سعيهم نحو التغيير وارساء بوادر جزائر جديدة حرة, بطريقة سلمية وحضارية أبهرت كل العالم".

من جهتها، أبرزت يومية "الحوار" أنّ "تحرك آلة الإصلاحات في الجزائر أقلق فرنسا"، ونوّهت على ألسنة آراء محللين سياسيين ورؤساء أحزاب ومؤرخين تشديدهم على أنّ ما حصل يعدّ "استغلالاً سياسيًا عفنًا"، ويشي بأنّ تحرّك الجزائر في الاتجاه الديمقراطي الصحيح "أخلط أوراق الفرنسيين وجعلهم يلهثون في كافة الاتجاهات من خلال وضع العصا في عجلة الديمقراطية الحقة بغرض كسرها".

واعتبرت جريدة " الخبر" أنّ "فرانس 5" من خلال الوثائقي الذي بثته قامت بـ"اختزال الحراك في الغواية"، مؤكدة بأنّ هذا الشريط "مازال يثير موجة غامرة من التنديد والامتعاض والغضب على منصات التواصل الاجتماعي لما يحمله من تجاوزات خطيرة في حق انتفاضة الشعب الجزائري، وفي حق الغالبية العظمى من الجزائريين".
واعتبرت الخبر أنّ "بثّ عمل يحمل هذا الكم الهائل من الهراء والأكاذيب، يشكّل سقطة جديدة للإعلام الفرنسي".

وذهبت يومية " الشروق" من جهتها الى نفس الاتجاه في الادانة والرفض، حيث أبانت " غضب" الجزائريين ازاء الفيلم الوثائقي عن الحراك الشعبي، لافتة الى ان الجزائريين قاموا بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "حراك فرانس 5 لا يمثلني".

وفيما دعا رواد منصات التواصل، الفرنسيين الى اعداد روبورتاجات عن أصحاب السترات الصفراء، أبرزت جريدة "المجاهد" في افتتاحيتها: "الستار بدأ يكشف عن النوايا الحقيقية لزعزعة الاستقرار والتدخل الأجنبي في الجزائر الذي ترفضه الحركة السلمية الأصيلة للحراك بشكل أساسي".

من جهتها، أكدت يومية " الوطن" الناطقة باللغة الفرنسية أنّ الزاوية التي اختارها مخرج الشريط الوثائقي المستفزّ للحديث عن مرحلة استثنائية في تاريخ الجزائر لقي "استياءً شديدًا"، مبرزًا وجود "الكثير من الكليشيهات التي لا تعكس المطالب الأساسية للجزائريين الذين خرجوا يوم 22 فيفري 2019 ".

 

الجزائر, سياسة