أمينتو حيدار تدعو الأمم المتحدة لإيفاد بعثات لتقصي وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة

دعت الناشطة الحقوقية الصحراوية ـ أمينتو حيدار،  الأمم المتحدة لإيفاد بعثات لتقصي وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية  المحتلة حيث يكثف المغرب الانتهاكات الخطيرة في حق المناضلين الصحراويين عن  طريق القمع والسجن والمضايقات بالتشهير الممنهج, كلما تعلق الأمر بأصوات  مدافعة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وطالبت الناشطة الصحراوية  مساء الأربعاء في تدخلها خلال أشغال مجلس حقوق  الإنسان للأمم المتحدة المنعقد بجنيف بإرسال  هذه  البعثات على "وجه السرعة" و  إلى إطلاق سراح المساجين السياسيين الصحراويين مطالبة كذلك المنظمة الأممية بـ "تحمل مسؤولياتها في ما يخص تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية".

وذكرت أمينتو حيدار التي ترأس الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي  في  هذا الشأن بتعرضها " للاختفاء القصري وللاحتجاز التعسفي من طرف السلطات  المغربية" قائلة أنها " لحد الآن مازالت تتعرض للمضايقات وللتشهير بسبب  نشاطاتها السلمية مع الأمم المتحدة وتعاونها مع هذه المنظمة".

وأضافت أن هذا " الواقع قد تم التشديد عليه في أخر تقرير للأمين العام للأمم  المتحدة حول حقوق الإنسان" مشيرة إلى أن " حالتها ليست فريدة من نوعها في  المناطق المحتلة وذلك لانعدام حماية الأمم المتحدة".

وأوضحت أن "المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين وكل الذين يطالبون باحترام  حقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال هم ضحايا القمع والتعذيب والاعتقال  والاختفاء القصري وكذا الحرمان من حقوقهم المدنية والاقتصادية والسياسية  والثقافية من طرف سلطات الاحتلال المغربي التي ترفض معاملتهم كمواطنين بلد  محتل وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة".

وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال " تسعى بكل الوسائل إلى فرض قوانينها وسياستها الاستعمارية على مرأى ومسمع الأمم المتحدة التي لم تستجب لإيقاف هذه الانتهاكات الخطيرة".

وذكرت الناشطة الصحراوية أن " بعثة المجلس الأممي لحقوق الإنسان التي تم  إيفادها سنة 2006 قد خلصت إلى أن كل الانتهاكات في الصحراء الغربية المحتلة  مرتبطة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".

  آلة القمع المغربية تستهدف الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي 

ومنذ تأسيسها في الـ 20 سبتمبر الفارط بمدينة العيون الصحراوية المحتلة تتعرض  رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي وأعضاءها  إلى حملة مسعورة  من قبل السلطات المغربية ووسائل إعلامها وقضائها الذي يستخدم الترهيب ضدهم عبر  التهديد بالمحاكمة والسجن إلى جانب ما تضمنته منشورات إعلامية وأخرى عبر صفحات  التواصل الاجتماعي من شتم وقذف وتشهير بحق المناضلة حيدار ورفاقها. 

وكانت أجهزة الأمن المغربية المختلفة مارست يوم الثلاثاء،  مضايقات  وملاحقات تعسفية طالت كل من حمادي محمد لمين الناصري ولحسن دليلي ومينة ابا  علي التي تم تعنيفها بوحشية ومنعت المناضلين الصحراويين من الاقتراب أو ولوج  منزل عائلة أهل مصطفى ولد احمد بابو ، وبالتالي مصادرة حق أعضاء الهيئة في عقد  اجتماع كان مقررا سلفا لاستكمال الهيكلة المنبثقة عن مؤتمرها التأسيسي.

وانتفضت عدة أصوات صحراوية ودولية ضد الممارسات المغربية حيث عبرت اللجنة  الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان في بيان لها عن سخطها إزاء الحملات الإعلامية  المغربية المغرضة والتي تستهدف الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي .

كما أدانت "تجييش وتسخير الدولة المغربية للإعلام المغربي الموجه والسلطة  القضائية المتواطئة والأجهزة الأمنية المختلفة التي مارست أبشع الممارسات  القمعية ضد أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة".

و أصدرت تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية، من ناحيتها بيانا تضامنيا مع  أعضاء الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، وذكرت بأن الإطارات  الحقوقية التي تشكلها لطالما عبرت بالمواقف والأنشطة عن رفض واقع الاحتلال  المغربي والمطالبة بحق الشعب الصحراوي في الاستقلال، والذي تضمنه كل القوانين  وتعترف به قرارات مجلس الأمن الدولي واللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ولوائح  الأمم المتحدة ومبادئها.

ورفضت التنسيقية في نفس السياق البلاغ اللاقانوني الصادر عن وزارة العدل المغربية الهادف  " إلى فرملة عمل وأنشطة المناضلين الصحراويين وانتزاع حقهم  المشروع في مقاومة الاحتلال اللاشرعي لأرضهم".

وأدانت منظمة رايت لايفليهود، التي منحت في 2019 جائزتها للناشطة امينتو  حيداري في بيان لها قرار فتح تحقيق ضد أعضاء الهيئة الصحراوية لمناهضة  الاحتلال المغربي، و الذي "ينتهك حقهم في حرية التعبير وتأسيس الجمعيات"  وابلغت بتضامنها ي أكثر من أي وقت مضى، مع السيدة حيدار وزملائها من النشطاء  الصحراويين في نضالهم من أجل تقرير المصير ومن أجل احترام حقوق شعبهم  الأساسية.

كما نفت المؤسسة ادعاءات أطلقتها وسائل إعلام مغربية عن نية المؤسسة سحب  الجائزة عن حيدار. وجاء في البيان بهذا الخصوص" نكذب بحزم كل هذه الاتهامات،  وتنفي أيضا نيتها سحب الجائزة الممنوحة لأمينتو حيداري بل وتنفي حتى توصيتها  بأي طلب لفعل ذلك".

المصدر: واج

العالم