الدبلوماسية الصحراوية: تآمر ترامب والمغرب ضد سيادتنا الوطنية لن يؤثر على نضالنا الشرعي من أجل الاستقلال

أكدت ممثلة جبهة البوليساريو بفنلندا، محفوظة رحال، أن الطريقة التي تآمر بها رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب والإحتلال المغربي ضد الصحراء الغربية لن يؤثر على النضال الشرعي الذي يخوضه الشعب الصحراوي من أجل انتزاع الاستقلال.

وقالت محفوظة رحال في حديث لجريدة ''كانسان إيتست'' الفنلندية الإلكترونية، أن هذا "التآمر بين ترامب والاحتلال المغربي، جاء في ظرفية جد معقدة بعد إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الأمم المتحدة من قبل طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية القوة المحتلة".

وأشارت الى أن الإتفاق الذي كان ساري المفعول، إنهار بشكل كلي بسبب الهجوم العسكري الذي نفذه الجيش المغربي على المنطقة المنزوعة السلاح في الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية يوم الـ13 نوفمبر الماضي لتفكيك مخيم لفعاليات المجتمع المدني وسلبهم حقهم في التظاهر السلمي أمام الثغرة غير الشرعية ومطالبة بعثة "المينورسو" بإغلاقها في وجه الاستغلال والنهب المحموم للموارد الطبيعية للصحراء الغربية.

واكدت الديبلوماسية الصحراوية أن الشعب الصحراوي أمضى "عقود من ضغوط الإحباط الناجمة عن عدم إحراز أي تقدم في خطة التسوية نحو الاستقلال الموعود".

من جهة أخرى تطرقت ممثلة جبهة البوليساريو - وفق ما ذكرته وكالة الانباء الصحراوية (واص) - إلى "الوضع الرهيب" في الأراضي المحتلة من قبل المملكة المغربية، حيث تضاعفت إنتهاكات حقوق الإنسان والإعتقالات العشوائية وحملات مداهمات منازل المدنيين والنشطاء الحقوقيين الصحراويين، التي تفاقمت بشكل كبير منذ خرق وقف إطلاق النار منتصف نوفمبر من السنة الماضية، بالإضافة إلى الحصار الإعلامي والعسكري المغربي المفروض على المدن المحتلة.

وبالمناسبة تطرقت جريدة ''كانسان إيتست'' الفنلندية بإسهاب في مقالها إلى التطورات الأخيرة في النزاع بالصحراء الغربية وتاريخه وإتفاق وقف إطلاق النار الذي دام نحو 30 عاما قبل إنهياره في نوفمبر الماضي، وإلى نضال الشعب الصحراوي الذي وصفته بالنضال من أجل الاستقلال المنسي من قبل الإعلام الدولي.

للتذكير وجهت منظمات فلندية الشهر الماضي، دعوة الى برلمان بلادها من أجل حشد الدعم للشعب الصحراوي وإستخدام كل الوسائل الممكنة والمشروعة من أجل إيصال صوته ورفع مستوى الوعي بكفاحه العادل.

وشددت المنظمات والهيئات المنضوية تحت حركة التضامن مع الشعب الصحراوي بفنلندا، في رسالة إلى عضو البرلمان الفنلندي ورئيسة المجموعة البرلمانية للصداقة مع الشعب الصحراوي، بيا لوهيكوسكي، على ضرورة وأهمية "تغيير صمت البرلمان حول الوضع والإحتلال بالصحراء الغربية إلى تضامن فعال وتحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي من خلال تمكين الشعب الصحراوي من أن يقرر مستقبله عبر إستفتاء تقرير المصير".

وتحتوي الرسالة التي سلمت بمقر البرلمان، بحضور الديبلوماسية محفوظة رحال، على دعوة الى جميع صناع القرار في فنلندا والاتحاد الأوروبي من أجل إدراج قضية الصحراء الغربية في أولياتهم للدفع بمسار التسوية الأممي-الأفريقي إلى الأمام وإجراء إستفتاء تقرير المصير، لاسيما بعد التطور الذي أعاد الحرب إلى الواجهة على اثر العدوان العسكري المغربي بالكركرات، مما يتطلب أن تصبح الخطابات أفعالا حقيقية لتعزيز السلام العادل وتطلعات الصحراويين في الاستقلال.

وجاءت الرسالة المقدمة الى البرلمان، في أعقاب حملة أطلقتها فعاليات المجتمع المدني وحركة التضامن مع الشعب الصحراوي في هلسنكي من أجل حشد الدعم الكامل لكفاحه الوطني التحرري ولمطالبة السلطات الفنلندية المساهمة في الجهود الدولية المبذولة للإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال.

 

العالم, افريقيا