القمة الإفريقية: الجزائر ترافع لإنجاح مسار الاصلاح المؤسساتي للاتحاد

قالت الجزائر هذا السبت إن عملية الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الافريقي تكتسي أهمية بالغة كونها تهدف إلى النهوض بالعمل الإفريقي المشترك, مشددة على ضرورة أن يحافظ هذا المسار على أهداف و مبادئ المنظمة القارية.

ورافعت الجزائر خلال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي التي يشارك فيها الوزير الأول عبد العزيز جراد, ممثلا لرئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, رافعت من أجل إصلاح مؤسساتي للمنظمة للنهوض بالعمل الإفريقي المشترك و مواكبة التغيرات الدولية المتسارعة و تمكين الاتحاد الافريقي من الاضطلاع بمهامها على أكمل وجه.

وأبدت الجزائر استعدادها لمواصلة إسهامها في إثراء و إنجاح هذا المسار مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة معالجة النقائص التي تشوبه و تقويم الاختلالات التي وقف عليها أعضاء المنظمة خلال عملية التنفيذ.

وشددت أنه من الضروري أن يحافظ مسار الاصلاح على أهداف و مبادئ الاتحاد الإفريقي وأن يكون وسيلة لرفع مستوى أداء المنظمة في مواجهة التحديات الراهنة, لاسيما ترقية السلم و الأمن في القارة و تفعيل دور الاتحاد الإفريقي في حل كل النزاعات الإفريقية والأخذ بأسباب الإقلاع الاقتصادي والتنمية المستدامة وتحصين إفريقيا من التدخلات الأجنبية و ضمان استقلالية قراراتها.

و في هذا الصدد, أكدت الجزائر على ضرورة أن يركز الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الافريقي على مراجعة أساليب العمل وزيادة التنسيق وتعزيز الانسجام بين هياكله بغرض تحسين أدائه العام.

كما دعت إلى تكريس المزيد من التناغم و التكامل في مهام وجهود الاتحاد الإفريقي.

وألحت على أن تكون عملية الإصلاح مرتبطة بشكل وثيق بضمان تمويل ذاتي ومستدام للاتحاد الإفريقي, خاصة ميزانية التسيير و البرامج, ما من شأنه أن يجعلها في منأى عن التأثيرات الخارجية.

و هو ما يستدعي ترشيد الإنفاق وتفعيل آليات المساءلة وعدم التسامح في مكافحة الفساد.

وذكّرت الجزائر في السياق, أنها دأبت على أداء التزاماتها المالية كاملة و بانتظام كما ثمنت اعتماد آليات جديدة لضمان تسديد المساهمات الإجبارية في ميزانية الاتحاد الإفريقي, داعية إلى الحرص على تأدية المساهمات والتعامل مع ما تأخر منها, مع احترام مبادئ القدرة على الدفع والتضامن والتقاسم العادل للأعباء.

كما رحبت بالتعديلات المقترحة على النظام الداخلي لكل من المؤتمر والمجلس التنفيذي و كذا تلك المدرجة في نص النظام الأساسي لمفوضية الاتحاد الإفريقي, تماشيا ومضمون القرارات المتعلقة بالإصلاح المؤسساتي التي تم اعتمادها مؤخرا.

وأشارت الجزائر أن الخطة الانتقالية واستراتيجية تمويل الهيكل الجديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي تكتسيان أهمية بالغة باعتبارهما لبنة جديدة في مسار الإصلاح المؤسساتي, ذلك أن اعتماد تنظيم إداري خفيف للمفوضية سيجعل المنظمة الافريقية أكثر فعالية و تركيزا على التحديات ذات الأولوية.

كما رافعت الجزائر من أجل إخضاع الهياكل الإدارية الجديدة للمفوضية لمعايير الكفاءة و الشفافية والمسائلة ما سيمكنها رفع أدائها إلى مستوى يمكنها تنفيذ البرامج والقرارات التي تتخذها الهيئات القيادية للاتحاد الإفريقي.

ومن منبر قمة الاتحاد الافريقي دعت الجزائر إلى ضمان التنافس المفتوح والشفاف خلال عمليات التوظيف الجديدة مع الاحترام الصارم لحصص الدول الأعضاء.

واعتبرت أن الانتخابات على مفوضية جديدة, والتي ستوكل لها مهام تجسيد السياسات والبرامج المشتركة للدول الأعضاء, تمثل لحظة فارقة في تاريخ المنظمة ليس فقط لكونها أول انتخابات ستجرى في ظل الإصلاحات الهيكلية والمؤسساتية المعتمدة في سنة 2018, بل أيضا نظرا للتأثيرات العميقة التي ستفرزها على طرق عمل الاتحاد و نجاعة نشاطه وتحديد توجهاته المستقبلية.

وأعربت الجزائر عن أملها في أن يضيف مسار الإصلاح لبنة جديدة لصرح الاتحاد الإفريقي خدمة لأهداف الوحدة و السلم والأمن والاندماج الاقتصادي في القارة.

المصدر:وكالة الأنباء الجزائرية

العالم