ليبيا: حكومة الدبيبة تنال ثقة البرلمان وترحيب دولي واسع بهذا الاستحقاق الهام

حازت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعد ثلاث أيام من المداولات المستفيضة، على ثقة مجلس النواب، في خطوة وصفها الدبيبة ب"اللحظة التاريخية"، متعهدا بإنجاز الاستحقاق الدستوري و الانتخابي في الموعد المحدد، فيما سارعت العديد من الأطراف الدولية للترحيب بهذا الإنجاز الهام و المفصلي في مسيرة استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية.

 

ومنح مجلس النواب الليبي في وقت سابق اليوم، خلال جلسة في مدينة سرت الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بتأييد 132 صوتا من اصل 133 حضروا جلسة التصويت، وذلك في إطار خطة تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المسلح والانقسام السياسي، بالإضافة إلى إجراء الانتخابات العامة المقررة في 24 ديسمبر القادم.

 

وضم التشكيل الحكومي 35 وزيرا من بينهم نائبان لرئيس الوزراء دون حقيبة، من المقرر أن يؤدوا اليمين الدستورية يوم الإثنين المقبل بمقر مجلس النواب بمدينة ‎بنغازي.

 

وتولى رئيس الحكومة منصب وزير الدفاع بصفة موقتة، وخالد التيجاني مازن حقيبة وزارة الداخلية.

 

وحازت النساء على 5 حقائب وزارية في مقدمتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي التي أسندت إلى نجلاء محمد المنقوش، لتكون أول وزيرة للخارجية في تاريخ البلاد، وكذلك حليمة إبراهيم عبدالرحمن لوزارة العدل، ووفاء أبوبكر محمد الكيلاني للشؤون الاجتماعية، و مبروكة توفي عثمان اوكي للثقافة والتنمية المعرفية، وحورية خليفة ميلود وزيرة الدولة لشؤون المرأة.

 

وتولى منصب نائب رئيس الوزراء، حسين اعطية عبدالحفيظ القطراني، ونائب رئيس الوزراء، رمضان أحمد بوجناح.

 

وعقب جلسة التصويت، قال عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي: "هذا يوم تاريخي لليبيا وننبه الحكومة إلى أن مدة ولايتها حتى موعد الانتخابات في 24 ديسمبر القادم وبعد ذلك ستكون حكومة تسيير أعمال".

 

ومن جانبه، وصف عبد الحميد الدبيبة، منح مجلس النواب الثقة لحكومته ب "اللحظة التاريخية"، متعهدا بتحقيق العدالة الانتقالية والالتزام بدعم المفوضية العليا للانتخابات وإنجاز الانتخابات في موعدها المحدد.

 

ودعا مجلس النواب إلى "الالتئام وتعويض ما فاته في فترة الانقسام التي حدثت في السنوات الماضية"، مشيرا إلى أن "الأمة الليبية لازالت بحاجة إلى نوابها وكل إمكانياتها للوصول إلى الاستحقاقات المطلوبة بداية من إقرار الموازنة الموحدة، وقانون الاستفتاء ووصولاذ إلى اعتماد قانون فعال للحكم المحلي، والانتخابات القادمة".

 

وأكد أنه "لا مركزية للدولة، ولا مركزية للأقاليم، وقوة أداء الدولة تكون من خلال آليات الحكم المحلي الفعال"، داعيا أعضاء مجلس النواب إلى الاجتماع في أي مكان في ليبيا سواء سرت أو طبرق أو غدامس، أو سبها، أو طرابلس، أو مصراتة، أو الكفرة، ونسيان الأحقاد البغيضة والحروب والحدود الوهمية التي خلقناها بفعل فاعل.

 

ووجه الدبيبة الشكر لأعضاء مجلس النواب على تغليبهم للمصلحة الوطنية والتئامهم في الجلسة التاريخية بسرت، ومنحهم الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، كما عبر عن شكره لبعثة الأمم المتحدة، وأعضاء لجنة الحوار السياسي وكل الدول التي ساهمت في استضافة جلسات الحوار ودعمته بكل قوة.

 

 

ترحيب دولي واسع بنيل حكومة الدبيبة ثقة البرلمان

 

وسارعت العديد من الأطراف الدولية للترحيب بنيل حكومة الدبيبة ثقة مجلس النواب، فقد رحب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الشقيقة ومنحها الثقة من قبل مجلس النواب الليبي، وعبر عن "تأييده واستعداده التام" لمساندتها، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.

 

وجاء في بيان الرئاسة: "رحب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الشقيقة، ومنحها الثقة من قبل مجلس النواب الليبي، كما عبر عن تأييده واستعداده التام لمساندة هذه الأخيرة، آملا في إنهاء حالة الانقسام، وتوحيد الصفوف لضمان نجاح الاستحقاقات الهامة نهاية هذا العام".

 

وأكد رئيس الجمهورية أن "الجزائر التي أثبتت قولا وفعلا وقوفها إلى جانب الشعب الليبي وتضامنها اللا مشروط معه، لن تدخر جهدا في سبيل تحقيق السلم والمصالحة الوطنية في هذا البلد الشقيق، منوها في هذا السياق بالضرورة الملحة لوضع حد للتدخلات الخارجية بكل أشكالها، لتمكين الشعب الليبي الشقيق من تقرير مصيره والحفاظ على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها".

 

من جهتها أشادت الجامعة العربية بصفة خاصة ب"التوافق العريض" الذي ميز النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس والأغلبية الكبيرة التي نالتها التشكيلة الحكومية التي تقدم بها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، معربة عن الأمل في أن يتم الشروع في تنصيب السلطة التنفيذية الجديدة في أقرب فرصة بقيادة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة.

 

ووصف رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، ب"الخطوة المهمة والمفصلية" في مسيرة استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية في ليبيا، والدخول في مرحلة جديدة تتوحد فيها صفوف الليبيين نحو تحقيق الأمن والسلام والبناء والتنمية.

 

كما هنأت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الشعب الليبي بهذا الإنجاز التاريخي، مشيدة بقيادة مجلس النواب وأعضائه على اجتماعهم التاريخي اليوم، ودعم مصالح، وطنهم، وشعبهم، قائلة :"بات لليبيا فرصة حقيقية الآن للمضي قدما نحو الوحدة والاستقرار والمصالحة واستعادة سيادتها بالكامل".

 

بدوره هنأ رئيس تونس قيس سعيد خلال اتصال هاتفي، اليوم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية محمد المنفي، بمناسبة نيل حكومة الوحدة ثقة مجلس النواب بالأغلبية.

 

وأكدت قطر دعمها الكامل للحكومة الجديدة "حتى تحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في التنمية والاستقرار والازدهار"، معربة عن أملها بأن "تمهد حكومة الدبيبة الطريق للحل السياسي الشامل الذي يحافظ على وحدة الأراضي الليبية ويؤسس لدولة القانون والمؤسسات المدنية".

 

وفي عمان، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، في تغريدة عبر "تويتر": "نبارك للأشقاء في ليبيا منح مجلس النواب الثقة للحكومة الليبية"، معتبرا منح الثقة لحكومة الدبيبة "خطوة رئيسية على طريق العملية السياسية المستهدفة حل الأزمة واستعادة ليبيا الشقيقة أمنها واستقرارها".

 

وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن مصر "ستدعم جهود الحكومة الليبية للوفاء بالتزاماتها المقررة وفقا لخارطة الطريق للحل السياسي، بهدف عقد الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، وتطبيق المخرجات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 واجتماعات المسار الاقتصادي".

 

ومن جهته هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حكومة الوحدة الوطنية، ونقلت السفارة الفرنسية في ليبيا، تهاني ماكرون وأمنياته بنجاح الدبيبة "من أجل ليبيا، موحدة ومستقرة وذات سيادة ومزدهرة ومتجهة نحو الانتخابات".

 

وفي السياق ذاته قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه أنطونيو سابادل، إن بإمكان حكومة الوحدة الوطنية الاعتماد على "الدعم الكامل" من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لأهدافها المتمثلة في السلام والاستقرار والازدهار، وستكون المصالحة وتحسين الخدمات الأساسية والتحضير للانتخابات من التحديات المركزية.

 

من جانبه هنأ السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، الليبيين بمناسبة منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، معربا عن أمله في أن "تمهد هذه الثقة الطريق للانتخابات في شهر ديسمبر القادم".

 

كما هنأ السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر أوفتشا، حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدا أن التصويت التاريخي برهان على الوحدة الوطنية ووعد للمستقبل.

 

وأمام حكومة الدبيبة الآن مهمة التصدي لمصاعب عدة، من أزمة اقتصادية خانقة إلى ارتفاع حاد في نسبة البطالة وتضخم وخدمات عامة متردية، إضافة إلى مهمة رئيسية أخرى تتمثل في ضمان رحيل نحو 20 ألفا من المرتزقة والمقاتلين الأجانب.

 

وفي هذا الإطار قال الدبيبة في كلمته أمام النواب أمس الثلاثاء أن "المرتزقة خنجر في ظهر ليبيا"، معلنا أنه سيطلب من الأمم المتحدة والدول التي ينتمي لها هؤلاء المقاتلون ترحيلهم.

 

ووصل نحو 10 مراقبين دوليين إلى طرابلس قبل أسبوع للإعداد لمهمة الإشراف على وقف إطلاق النار المطبق في ليبيا منذ أشهر، والتحقق من مغادرة المرتزقة والجنود الأجانب المنتشرين في البلاد.

العالم, افريقيا