المسيرة النضالية للراحل أمحمد خداد ستستمر في إلهام الشعب الصحراوي لتحقيق الاستقلال

القيادي الصحراوي الراحل أمحمد خداد

أكد المشاركون، في الندوة الرقمية التي نظمت أمس الخميس تكريما لروح القيادي الصحراوي أمحمد خداد، أن المسيرة النضالية للفقيد ستستمر في إلهام الشعب الصحراوي لتحقيق الحرية و الاستقلال، مشيدين بالخصال الحميدة التي كان يمتاز بها والتي جعلته يحظى بالاحترام والتقدير.

وفي هذا السياق أشاد المبعوث الأممي السابق للصحراء الغربية، كريستوفر روس، في رسالة بعث بها إلى الندوة التي نظمتها جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية بفرنسا بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل أمحمد خداد، بــ "الخصال الحميدة التي كان يمتاز بها فقيد الشعب الصحراوي والتي جعلته يحظى باحترام وتقدير كل من عمل بجانبه سواء صحراويين أو أجانب".

وعبر كريستوفر روس عن "إعجابه واحترامه للفقيد وللإرث الذي تركه لشعبه"، قائلا : "إن شخصية ومهنية أمحمد خداد نالت احترامي في السنوات التي عملت فيها مع وفدي جبهة البوليساريو والمغرب لتيسير التوصل إلى حل سياسي مقبول للطرفين ينص على تقرير المصير للشعب الصحراوي".

واختتم روس رسالته، بالتذكير بخصال وميزات الراحل الذكي واليقظ، وأيضا كشخص متواضع ومدافع لا يكل عن قضيته، مشيرا إلى أنه برحيله يكون شعبه قد فقد رجلا عظيما

من جهته قال الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء الغربية، فرانشيسكو باستاغلي، أن الفقيد أمحمد خداد، كان واحدا من بين الشخصيات الصحراوية التي تتمتع بمكانة كبيرة داخل حركة التحرير الصحراوية وخارجها.

وأضاف المسؤول الأممي، إن فترة عمله كرئيس لبعثة المينورسو، أتاحت له العديد من الفرص للعمل مع فقيد الشعب الصحراوي، وأيضا بعد انتهاء مهمته داخل الأمم المتحدة والتزامه الشخصي تجاه القضية الصحراوية، أين لامس - يقول- بشكل كبير "كفاءة وتفاني الراحل أمحمد خداد".

لقد كان أمحمد خداد - يقول السيد باستاغلي- "مناضلا مقتنعا بعدالة قضيته، ويتميز بمعرفة غير عادية بتاريخ شعبه وظروفه الحالية، سواء في مخيمات اللاجئين أو تحت الاحتلال المغربي، وذو إطلاع عميق بالتاريخ الطويل للقضية الصحراوية في الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وعلاقات الجمهورية الصحراوية في إفريقيا وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم".

وأشاد المتحدث، بخصال الفقيد من إنصات وبصبر لجميع محاوريه، حتى أولئك الذين لديهم آراء مختلفة تماما عن آرائه ويعرف كيف يُظهر الاحترام ويكسب احترام الآخرين، بما في ذلك خصومه السياسيون، كما استطاع إظهار قدرة نادرة جدا بالتصرف بطريقة عملية دون التخلي عن مبادئ ومصالح شعبه.

وأضاف ، "لقد تميز الراحل أيضا بالقدرة على التوافق بين رؤية إستراتيجية وروح العمل والذكاء، وبفضلهما تمكن من حصد نتائج إيجابية في قضايا على غرار المعركة القانونية على الموارد الطبيعية والدفاع عن الحقوق الأساسية للصحراويين، وإدارة المفاوضات الثنائية أو متعددة الأطراف".

ولم يفوت السيد باستاغلي، الفرصة للتذكير بالحضور البناء والدائم لمحمد خداد والذي جعله شخصا فريدا، لم يتوان في التواجد والمساهمة في نضال شعبه حتى عندما كان يعاني من مشاكل صحية، ظل حاضرا وشجاعا دائما ومقنعا، إخلاصا منه لشعبه ليس كعمل فحسب بل كواجب قائد وبطل تجاه شعبه.

وخلص إلى أن عمل أمحمد خداد "سيظل ينير طريقنا، وبأن رحيله يعد خسارة لشعبه وأيضا للمجتمع الدولي بأسره، لأنه في الواقع خلال مسيرته الطويلة، لم يكن حاملا لواء شعبه فحسب، بل كان أيضا شاهدا على القيم العالمية للعدالة والشرعية، لهذا السبب سيستمر إرثه في إلهام كل شعبه وكل أولئك الذين يؤمنون بنظام علاقات عادل ومنصف بين دول وشعوب العالم".

بدوره أكد محامي جبهة البوليساريو أمام محكمة العدل الأوروبية، الأستاذ جيل دوفير، أن القائد الصحراوي الذي توفي العام الماضي كان له دور كبير في الإنجازات التي تحققت في المعركة التي خاضتها جبهة البوليساريو القانونية في المحاكم الأوروبية لوقف نهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية.

وشدد دوفير على أهمية الإنجازات التي تحققت في نضال الشعب الصحراوي وممثله في المعركة القانونية على الموارد الطبيعية في أوروبا، قائلا أن هناك آفاقا واعدة من محكمة العدل الأوروبية من شأنها تعزيز الموقف السياسي لجبهة البوليساريو.

وقد ربط محامي الجبهة كل هذه الإنجازات وعملية إنهاء الاستعمار التي تشرف عليها الأمم المتحدة بجهود الفقيد أمحمد خداد، وبأن الشعب الصحراوي سيجني المزيد من ثمار تلك الجهود والتضحيات خاصة على مستوى المحاكم الأوروبية التي يُنتظر منها إصدار قرارات قضائية جديدة أخرى ستعزز القرارات السابقة للأحكام الثلاثة التي اعترفت فيها المحكمة بالسيادة الحصرية للشعب الصحراوي على موارده الطبيعية وأهلية جبهة البوليساريو للدفاع عن مصالحه.

 

العالم