رحلة التيه.. عندما فقد الإعلام المغربي بوصلته

ترافقت الأعمال العدائية التي شنّها المغرب ضد الجزائر مع حملة إعلامية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، حيث لم تكتف الصحافة المغربية بنشر الأكاذيب وتزييف الحقائق بل تعدتها إلى المساس بالوحدة الوطنية وشتم رموز الدولة الجزائرية متجردة من كل أخلاقيات المهنة وميثاق الشرف الإعلامي الذي يكرّس مبادئ الحرية والمسؤولية.

تواطؤ مغربي صهيوني ضد الجزائر

ويرى الصحفي بالقناة الإذاعية الأولى، أمين حران، أنّ الحقائق كلها انكشفت أمام الرأي العام الدولي، بعدما ثبت تحالف المخزن مع دولة الكيان الصهيوني، مستخدمًا آلته الإعلامية الحربية ضدّ الجزائر والتي انتهجت أسلوب التضليل ونشر الأخبار المفبركة.

على النقيض من ذلك، تعامل الإعلام الجزائري مع الحملة المغربية بكل مهنية واحترافية، فعالج الخبر بناءً على معطيات ميدانية مثبّتة قانونيًا ومهنيًا بحسب أمين حران الذي لفت أيضًا إلى أنّ الصحافة الجزائرية لم تتقيّد يومًا بتوجيهات أو بتوصيات إدارية، بل كانت تعالج مختلف القضايا بكل حرية ومسؤولية.

إعلام المخزن يسعى إلى ضرب الوحدة الوطنية

بإيعاز من المخزن، راح الإعلام المغربي يروّج لفكرة حق "تقرير مصير الشعب القبائلي"، في محاولة لضرب الوحدة الوطنية واستقرارها، متجاوزًا قواعد وقيم وأخلاقيات مهنة الصحافة.

في هذا الصدد، يعتبر الصحفي بجريدة وموقع "أفريكا نيوز" الدكتور عبد القادر دريدي، أنّ هذا الانحراف الخطير من الإعلام المغربي، بعيد كل البعد عن حرية الإعلام والمسؤولية المرتبطة به.

 

 

في المقابل، يرى دريدي أنّ "الإعلام الجزائري لم ينجر وراء هذه المغالطات الإعلامية والسياسية، ولم يخض في الحديث عن جمهورية الريف مثلاً، بل تناولها في حدود التغطية الإخبارية العادية ملتزمًا بأقصى درجات ضبط النفس والموضوعية.

 

حرب سيبرانية تستهدف الجزائر

لقد أخذت الحرب الإعلامية المغربية ضد الجزائر بعدًا خطيرًا بشنها هجمات سبيرانية عبر المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي التي صنفها الخبير في تكنولوجيات الإعلام الدكتور عمار عبد الرحمن في خانة حروب "الجيل الخامس" التي تستهدف ضرب ولاء المواطنين لبلادهم.

ولفت عبد الرحمن إلى أنّ " الاستخبارات الجزائرية رصدت 97 موقعًا مغربيًا مهمتها شنّ هجمات إلكترونية مغرضة ضد الجزائر تستهدف ضرب أمنها واستقرارها سعيًا لتحقيق اختراقات وانجازات دبلوماسية، غير أنّ الواقع أثبت عكس ذلك.

حق الشعوب في معرفة حقيقة مايحدث

من جانبها، تؤكد الصحفية بالتلفزيون الجزائري نورة بن شيخ على حق الشعوب في معرفة حقيقة ما يحدث من انزلاقات خطيرة لإعلام الدولة الجارة التي لم تتوان عن المساس بتاريخ الجزائر ووحدتها ورموزها ببث أخبار كاذبة، في السياق ذاته، أشادت المتحدثة بمهنية الإعلام الجزائري من حيث الموضوعية والتزامه بمسؤوليته الاجتماعية أمام الرأي العام .

المصداقية في مواجهة الأكاذيب المغربية

في تعليقه على دور الإعلام الجزائري في مواجهة الحملات المغرضة التي شنها الإعلام المغربي ضدّ الجزائر، قال المدير العام للإذاعة الجزائرية محمد بغالي إنّ مهنية واحترافية المؤسسات الإعلامية الجزائرية بمختلف مشاربها تحتّم عليها الالتزام بأخلاقيات هذه المهنة النبيلة.

 وأضاف بغالي أنّ الإعلام الجزائري عمل على مواجهة الأخبار المغربية الكاذبة بالحقائق المثبتة والصادقة البعيدة كل البعد عن القذف والتجريح وترويج الإشاعات.

وفي السياق نفسه، أكد بغالي أنّ "كل من يبحث عن الخبر الموثوق والتحليلات الصحيحة في هذا الملف، عليه أن يتجه نحو الإذاعة الجزائرية والتلفزيون الجزائري لافتًا إلى أنّ البرامج التي أذيعت بهذا الخصوص خطها واحد لا يحيد ولا يبيد".

ليس خفيا حجم التأثير الكبير لوسائل الإعلام على المجتمع بمختلف شرائحه وطبقاته، سواء بنشر المعلومة أو الحدث أيا كان نوعه ومضمونه ومدى مصداقيته ما يجعله أداة مهمة وخطيرة بسبب قدرته على توجيه الرأي العام وتشكيل أفكاره.

ولا عجب أن الدول والكيانات تستخدمه في حروبها لخلق تيار مجتمعي مناهض ومضاد أو حليف ومؤيد مستعينة بالإعلام الجديد ومستفيدة من التدفق الهائل للمعلومة.

المصدر:ملتميديا الإذاعة الجزائرية /إيمان لعجل

 

الجزائر