المسيلة: "الشخشوخة" سيدة موائد الحضنة ورافد هام لتراث المنطقة

تعد الأكلات الشعبية إحدى روافد الهوية والتراث بولاية المسيلة حيث يعتبر طبق "الشخشوخة" الأكلة الأكثر شعبية  بعاصمة الحضنة منذ عشرات السنين.

والشخشوخة طبق تقليدي يتناوله أهل الحضنة طوال السنة كرمز من رموز المأكولات التقليدية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

وتعد الشخشوخة سيدة المائدة أو سلطان الموائد لدى العائلات الحضنية وما جاورها على الرغم من التطور الحاصل في تقديم وتحضير المأكولات إلا أن طبق الشخشوخة لا يزال حاضرا بقوة يقدم لأهل المنطقة وضيوفها الأكارم.

وفي سياق متصل أوضح  " صابر" صاحب خيمة للمأكولات الشعبية بولاية المسيلة ، في تصريح أدلى به لإذاعة الجزائر بالمسيلة، ان تاريخ طبق الشخشوخة يعود إلى الأجداد وهي تنتمي إلى منطقة الحضنة ،مضيفا أن كل ولاية مختصة في طبق الشخشوخة الخاص بها والشخشوخة رمز للمسيليين.

وأضاف "صابر" أن جيل اليوم تعلم طبخ طبق الشخشوخة على طريقة الأجداد ويقوم بالتعريف بها على مستوى ال48 ولاية ، مشيرا إلى أن الشخشوخة التي تعدها العائلات المسيلية تختلف عن تلك التي تشتهر بها مناطق شرق البلاد على غرار الشخشوخة البسكرية أو حتى الشخشوخة التي يتم إعدادها من قبل عائلات غرب البلاد .

ووصف صابر طبق الشخشوخة بالسحري الذي تتفنن في صنعه انامل المرأة المسيلية ، مشيرا إلى أن   البصل هو الشخشوخة حيث يضفي على الطبق مذاقا خاصا كما يتضمن الطبق  الثوم والفلفل الأخضر إلى جانب خضروات أخرى ويتم خلطها لوحدها ثم يتم هرسهم بالمهراس  وبالموازاة يتم تحضير القدر حيث يوضع به الدجاج  ليطهى جيدا ليطلق مرقه الذي يقدم نكهة مميزة.

 

وعن مستقبل طبق الشخشوخة ورواجه محليا ووطنيا أكد صاحب خيمة للمأكولات الشعبية، أن منطقة الحضنة أضحت جلها تتميز بطبق الشخشوخة، كاشفا أن الزائر للمنطقة يتناول مرة واحدة الشخشوخة ليكررها كلما أتيحت له الفرصة لتناولها وذلك رفقة عائلته.

ولم يخف صابر أن الزبائن الذين يطلبون طبق الشخشوخة يقدمون من مختلف مناطق الوطن سواء في إطار مهمة عمل أو رفقة العائلة، مشيرا إلى أن يقدم طبق الشخشوخة سواء للذين لديهم ما يدفعونه أو ليس لديهم.

 

وتبقى أكلة الشخشوخة الطبق الذي لا يغيب على موائد الحضنة ومناسباتها السعيدة مهما تطور الزمن وتغيرت ملامحه.

 

المصدر : إذاعة الجزائر بالمسيلة - كمال داوود