احتفالات "السبوع" بأدرار ..التفنن في طقوس الحب النبوي

تضبط ولاية أدرار توقيتها بدءا من مساء هذا  الثلاثاء على احتفالات أسبوع المولد النبوي الشريف المعروف محليا ب"السبوع " بتميمون عاصمة قورارة شمالا وزاوية كنتة عاصمة "توات "جنوبا  حيت يميز عروس الجنوب الجزائري احتفالات  تنطلق مع دخول شهر ربيع الأول بقراءة القصائد الوترية ومتون المديح النبوي بمختلف المساجد وتنظيم ندوات دينية ومحاضرات حول شمائل المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  تنظمها الزوايا والمدارس القراءنية بمختلف المناطق خصوصا مدرسة الحاج خليل بتميمون والزاوية البكرية بتمنطيط وزاوية الشيخ سيدي  الحاج الحسن بأنزجميرزاوية كنتة .

 وتلقى هذه الفعاليات إقبالا كبيرا من طرف المواطنين والمحبين نظرا لدورها في تذكير المسلمين بخلق النبي الكريم في الدين والمعاملات وخلقه العظيم  حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم سمح الوجه والبشاشة وضد كل أشكال الغلو والتشدد .

كما تستقبل العائلات الادارارية المناسبة بإعداد وجبات تقليدية للضيوف الوافدين من مختلف ولايات الوطن وما يميزها الكسكسي سيد المائدة المحلية  وعادات وتقاليد عائلية  تتواصل حتى ذكرى "المولود" أين تعرف قصور أولاد إبراهيم بودة أولف .بوعلي ,اغرمملال بزاوية كنتة أنشطة فلكلورية واسعة.

أدرار ...مدينة مخملية مغرورة بجمالها  أنهكت المداحين في وصفها  تختزن في وهادها وجدائلها وفدافدها وجدان تراثي عميق يوازي سحر الأمكنة المتمددة على بحر الرمال الصافي و التي تسرد التاريخ والجغرافيا..هي مهد حميراء السكينة والسكون المخضبة بطين الفقارة ....وفق نسق عمراني متراص لمجتمع تربى ونما  حول ثلاثية  الزوايا الصوفية  والفقارة والنخلة وصارت هذه البلاد صلصال الجمال الطبيعي والتراثي

السبوع بتميمون يصنف ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي اللامادي

تيميمون...واحة حمراء هي عاصمة قورارة تبعد عن مقر ولاية ادرار ب200كلم شمالا ذات نسق عمراني فريد تعكس امتزاج حضاري لثقافات عربية إسلامية امازيغية وأخرى إفريقيه وهي إحدى أسرار الجمال الصحراوي يوحي بمخزون بلاد "سيدي موسى والمسعود" الهائل من عبق التاريخ وبصمات صوفية واضحة

السبوع تظاهرة دينية وتراثية توافق سنويا 18ربيع الأول من كل سنة أي  بعد أسبوع عن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم وتعبر عن عمق صوفي بالمنطقة متوراث بقصور زاوية سيدي الحاج بلقاسم وتيميمون وماسين وذلك بفعاليات صارت مظهرا اجتماعيا ثقافيا معروفا عن أدرار ساهم مؤخرا بتصنيف "السبوع" بتيميمون ضمن القائمة التمثيلية للتراث العالمي اللامادي  من طرف اليونيسكو.

بفضل إسهامات أكاديمين وباحثين في الدراسات الانتربولوجية خصوصا وان هذه التعابير الثقافية تحمل دلالات رمزية لمنطقة قورارة نظرا لخصائص هذا الموروث العالمي حاليا 

 وتنطلق الاحتفالات  بقصر "ماسين" على بُعد  كليومترات من  تيميمون، حيث يستقبل القصر الزوار والوافدين الحاملين لأعلام تُمثل زوايا الإقليم وتشهد  بعد صلاة المغرب(اليوم)  قراءة فاتحة الكتاب وختم "السلكة" ثم تتواصل في اليوم التالي بزاوية الحاج بلقاسم، واهم ما يميز الاحتفال بأسبوع المولد النبوي الشريف هو اللقاء الذي يتم ب"حفرة العلمه "بزاوية سيدي الحاج بلقاسم اين  يجتمع الزوار ثم يختم اللقاء بالدعاء الجماعي علما وان التظاهرة الشعبية تعرف  أنشطة فلكلورية تشمل البارود والحضرة كما تكتسي أهمية كبرى وتوافدا للسياح خصوصا وإنها متزامنة ونهاية السنة الميلادية

زاوية كنتة....وللسبوع حب آخر

زاوية كنتة جنوب ولاية ادرار تعرف بعاصمة "توات الوسطى"أو "الزاوية "أسسها محمد سيد المختار الكنتي ومنه اشتقت اسمها.. إحدى عواصم الحركة الثقافية والفكرية خلال القرون السابقة وكانت تسمى "جامعة المعرفة"تعكس تنوعا صوفيا في الموسيقى الجامعة بين ترتيل الأوراد والنغم الصوفي المتناسق بين الحب النبوي والعبادات والتناغم مع طبيعة المنطقة وكان لاستثمارها دور هام في نشر الحركة العلمية وقبلها الدينية بالإقليم

 زاوية كنتة 80 كلم جنوب ولاية ادرار فان للاحتفالات  قصة أخرى وعبقا تراثيا متميزا لكونها  تشتهر أساسا "بالبارود والزمار والقرقابو" كرقصات شعبية مشهورة وفي نفس الوقت  تحتضن ضريح فاتح إفريقيا الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني بقصر بوعلي وضريح مولاي علي بلحاج 

وتشهد احتفالات كبيرة بمناسبة المولد النبوي الشريف بقصري بوعلي واغرماملال وانزجمير وقراءة متون المديح النبوي وقصائد البردة والبغدادي تتواصل حتى اسبوع المولد من خلال تمظهرات   فلكلورية هامة  تجمع سحر اللحن في أصوله الصافية صفاء نغمات"زمار بوعلي..

عشية "أسبوع النبي "تعرف  المدينة "استقبال الزوار "آو دخول الضيافين" وهو تقليد للترحيب مسترسل في التاريخ يتبعه حضور فرق البارود  ليلة "السبوع" الثلاثاء بالساحة الكبرى بقصر الزاوية رقصات متنوعة للبارود يكون فيها نغمة رقصة

الشيخ بن عبد الكريــــــم ...............ما شاء الله يا لمغيلي.

وتأتي في شكل رقصة متناسقة لفرق البارود بأشكال أسلحتهم الملونة والزاهية على أنغام الزمار تختتم بالفاتحة وإلقاء محاضرة حول حب النبي تتبع بصلاة العشاء جماعة والدعاء بعموم الأمن والسكينة

خروج لعلام.....

وفي صباح اليوم الثاني وهو يوم" السبوع" المشتق من تعداد السابع يكون الاحتفال الرسمي

وتشد الرحال من جميع القصور المجاورة إلى الزاوية الرجال  بلباسهم  وعمائمهم البيضاء والنساء بلباس تقليدي يعرف ب"ليزار"

وفي "الزاوية" تنطلق احتفالات كبيرة بخروج"لعلامات "وهي رايات قطنية مزركشة بالألوان والآيات القرآنية يجهل أكاديميا تاريخ استقدامها ويقال أنها ترمز للزوايا والطرق الصوفية مزينة بقبة نحاسية على شكل" هلال لون ذهبي " بحسب المناطق ولباس العلام" يتم على إيقاع البارود :

الله الله يا رسول ...........النبي محمد يا الشفيع

الله الله يا رسول ................النبي محمد يا الشفيع

الله الله يا رسول ....................النبي محمد يا الشفيع

الصلاة والسلام عليك يا رسول الله   الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله

  بعض الزوار يتوجهون لتناول وجبة الغذاء والمكون من الطعام الكسكس باللحم والشاي المجمر ...فيما البعض الأخر يتوجه الى زاوية الشيخ المغيلي بقصر بوعلى على بعد10 كلم جنوب الزاوية حيث يوجد ضريح الإمام سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي يعاد تبيضه بمادة" الجير "وتوزع الحلوى والنقود على الأطفال خصوصا.... تتبع بقراءة فاتحة الكتاب المعروفة محليا "بالسلكة" فضلا عن سلسلة محاضرات في السيرة النبوية بالمدرسة القرءانية "الشيخ الحاج الحسان" بانزجمير.

إحتفالات فلكلورية كبيرة

أما زاوية كنتة فتستمر بها الاحتفالات حتى مساء يوم السبوع (الاربعاء) وتنفض الجموع  بعد يوم كامل من رقص البارود لقصور البلدية ذات ال30الف نسمة على على أنغام: "الوداع الوداع وبالسلامة ولعقوبة لقابل ياربي " حيت يتجدد اللقاء في نفس الموعد من السنة القادمة من غير توزيع دعوات أو منظمين أو مشرفين بل هي دعوة ميراث شعبي صوفي صاف مترسخ وطقوس حب نبوي عريق.

المصدر:لحسن حرمة- اذاعة الجزائر من ادرار