أخصائيون يحذرون الأمهات الجزائريات.. ترك الرضع لساعات أمام شاشات التلفزيون قد يؤدي إلى الوفاة

برزت ظاهرة جديدة ودخيلة على المجتمع الجزائري تتمثل في "أمهات يتركن أطفالهن الرضع لساعات بل ولأيام أمام شاشة التلفزيون" وحسب بعضهن فان ضيق الوقت وأشغال البيت المتراكمة تقف وراء هذه الظاهرة.

وفي هذا السياق نددت إحدى المواطنات، في تصريح أدلت به للقناة الأولى، بهذه الظاهرة، مضيفة أنها لا تحبذ أن يتم ترك رضيع يبلغ من العمر 3 الى 4 أشهر أمام شاشة التلفزيون خاصة وانه لا يدرك جيدا الأمور وهي ظاهرة غير صحية.

فيما أكدت إحدى "الجدات" أنها لا تضع أطفالها أمام شاشة التلفزيون خاصة وانه لا يتعلم إلا الأمور السيئة، مشيرة إلى أن حفيدها الرضيع اعتاد للأسف مشاهدة التلفزيون وما إن يتم إطفاؤه لا يكف عن البكاء.

للإشارة فان هذا النوع من الاستقلالية عند العديد من الأمهات لأطفالهن يعتبر تعد على الطفولة.

وفي سياق متصل أفاد الأستاذ والباحث في الطلب النفسي الدكتور بن مزيان محمد بورزقي، في تصريح أدلى به للقناة الأولى، ان الام وللتخلص من ابنها تقوم بترك ابنها أمام شاشة التلفزيون لتتحصل على نوع من الاستقلالية، مؤكدا أن الأم عندما تقوم باستعمال التلفزيون بغرض التخلص من ابنها في ظل عدم إدراكه للأشياء فان النتائج السلبية ستظهر خلال فترة المراهقة التي يمر خلالها الإبن بمرحلة فراغ رهيبة 

وشدد المتحدث على ضرورة معاقبة مثل تلك الأمهات لكونها قامت بالتعدي على الطفولة وعلى البراءة ولو بطريقة غير مباشرة وليس من حق الأولياء القيام بما يبتغونه.

للإشارة فان المختصين في علم الاجتماع يحذرون بدورهم من الآثار السلبية لهذا النوع من الوسائط الالكترونية على تطور أطفال الرضع خاصة في السنوات الأولى.

وفي سياق متصل أكد الباحث والأستاذ في علم الاجتماع كشاد رابح، ان نقص حنان الأم يعرض الرضيع إلى هزات نفسية وحتى إلى الوفاة، مضيفا أن هذه الفترة يكون الطفل في حاجة إلى حنان الأم.

وتساءل المتحدث عن الفائدة الناجمة من وضع الرضيع في هذه الحالة وهو في فترة بناء شخصيته فانه يتعرض في مرحلة حساسة إلى عدم اكتمال شخصيته، محذرا الأمهات من الآثار السلبية التي تنجم من وراء هذا السلوك حينما بكبر الرضيع.

وأشار كشاد رابح الى دراسة قام بهاسابقا وهي دراسة معروفة حيث وجد ان مجموعات الرضع الذين لا يتحصلون على القدر الكافي من العاطفة والحنان هم أكثر عرضا للهزات النفسية ، وذهب الباحث  ابعد ذلك حيث أشار إلى احتمال الوفيات لدى هؤلاء الرضع هو اكبر بكثير من الرضع الذين يتحصلون على القدر الكافي من الحنان والعطف.

وأمام تحذيرات الأطباء والمختصين في المجال من أخطار وآثار هذه الظاهرة سلبيا على الأطفال الرضع يبقى التفاعل مع الناس والتواصل المستمر مع أفراد الأسرة أفضل حل لذلك.

المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية