انفلات امني في طرابلس و بنغازي و الحكومة الليبية قد تستنجد بقوات دولية لتعزيز الامن

أضحى الانفلات الامني واقعا يوميا يميز المشهد السياسي في ليبيا في ظل مسلسل التفجيرات و القصف و الاقتتال بين مختلف الجماعات المسلحة من اجل السيطرة على النفوذ السياسي  أمام عجز الحكومة التي قد تلجأ الى استقدام قوات دولية للقضاء على الفوضى وتعزيز الامن.  
وشهد مطار طرابلس الدولي اشتباكات عنيفة أمس دارت بين مسلحين تابعين للزنتان الذين يقومون بتأمينه وبين مجموعات مسلحة لم تعرف هويتها حاولت طرد جماعة مسلحة تابعة الزنتان من المطار والاستيلاء عليه مخلفة سقوط 9 قتلى وأكثر من 30 جريحا,حسب وزارة الصحة الليبية.  
وقال أحمد الأمين المتحدث باسم الحكومة الليبية  إن قصف مطار طرابلس"دمر 90%  من الطائرات الرابضة هناك"فيما اكد عبد الرحمن وهو جندي في وحدة تتولي حراسة المطار تضرر عدة طائرات وسيارات  وقاعة للجمارك جراء القصف. 
وفي بنغازي دارت اشتباكات "عنيفة للغاية" امس استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وانتقلت من محيط المستشفى"الجلاء" الى المناطق المجاورة له في شكل "حرب شوارع" خلفت مصرع تسعة اشخاص من بينهم 3 جنود واصيب أكثر من 52 آخرين بجروح. 
و أوضحت مصادر أمنية وطبية ان " الاشتباكات  المسلحة ابمحيط مستشفى "الجلاء" /للجراحة والحوادث/  دارت بين "وحدات تابعة لغرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي" و قوات (مجلس شورى مسلحي بنغازي) التي تسيطر على المستشفى. 
 
الحكومة قد تستنجد بقوات دولية والأمم المتحدة تقلص عدد موظفيها 
 
وأمام هذا الانزلاق الامني الخطير اعلنت الحكومة الليبية المؤقتة اليوم إنها تدارست إمكانية طلب تدخل دولي لمساعدتها في وقف أعمال العنف وإعادة استتباب الأمن والنظام في مختلف ربوع البلاد. 
وقالت الحكومة في بيانها إنها "تدارست إستراتيجية طلب محتمل لقوات دولية لترسيخ قدرات الدولة وحماية المواطنين ومقدرات الدولة منعا للفوضى والاضطراب وإعطاء الفرصة لها لبناء مؤسساتها وعلى رأسها الجيش والشرطة".  
وأضافت الحكومة أنها "عقدت اجتماعا طارئا ليلة الإثنين الى الثلاثاء تدارست فيه الوضع الأمني في ليبيا بشكل عام والأحداث الأخيرة في طرابلس والاقتتال في بنغازي بشكل خاص".  
وأوضحت أنها "اتخذت جملة من القرارات لحل الأزمة المتعلقة بمطار طرابلس الدولي والطريق المؤدية إليه والمناطق المحيطة والتي أدت إلى اقتتال يهدد ليبيا وسلامتها والأسس التي قامت عليها ثورة 17 فبراير".  
و في خضم هذه التطورات اعلن جهاز المباحث الجنائية بوزارة الداخلية الليبية انه ابطل 3 سيارات مفخخة بالعاصمة طرابلس معباءة كل واحدة منها بعبوتين ناسفتين زنة كل عبوة 200 كلغ"و مجهزة مجهزة بجهاز لاسلكي للتفجير عن بعد. 
و في اعقاب التداعيات الأمنية التي تشهدها البلاد مؤخرا بدات الأمم المتحدة في تقليص عناصر بعثتها في ليبيا منذ حوالي أسبوع حفاظا على سلامة وأمن موظفيها حسبما اعلنه بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في طرابلس امس. 
وأشارت البعثة, إلى أنه "بعد القتال الاخير وإغلاق مطار طرابلس الدولي,خلصت البعثة إلى أنه لن يكون من الممكن مواصلة عملها في تقديم المشورة والدعم التقني وفي نفس الوقت ضمان أمن وسلامة موظفيها وحرية تنقلهم". 
ونوهت البعثة بأن هذا التدبير مؤقت ومرتبط بالوضع الأمني, وأن الموظفين سيعودوا حالما تسمح الظروف الأمنية بذلك. 
وجددت الأمم المتحدة, دعوتها للقوى السياسية والمجموعات المسلحة في ليبيا, إلى الإحجام عن استخدام العنف لتحقيق المآرب السياسية, مؤكدة على ضرورة اعتماد الحوار السياسي وسيلة لتحقيق التوافق الوطني, حول أولويات بناء مؤسسات الدولة القائمة على سيادة القانون. 
              
دول الجوار تدعو الى انتهاج الحوار و المسار التوافقي   
 
ودعا وزراء خارجية دول جوار ليبيا في ختام اجتماعاتهم بمدينة الحمامات التونسية الى ضرورة احترام وحدة ووحدة ليبيا وسيادتها الترابية مع وقف كل العمليات العسكرية وحث كل الاطراف السياسية على حل خلافاتهم عبر الحوار وانتهاج المسار التوافقي. 
واقر الاجتماع بتشكيل لجنة امنية تتولى رئاستها الجزائر وتعنى بمتابعة المسائل الامنية والعسكرية بما فيها مراقبة الحدود "والمساعدة على بلورة  تصور محدد بتجميع الاسلحة وفق منهج تدريجي للتعامل الجاد مع هذه المسالة التي تهدد امن واستقرار ليبيا ودول الجوار".   
كما اقر الاجتماع تشكيل لجنة سياسية تتولى مصر تنسيق اشغالها وتعنى بالمسائل السياسية بما فيها الاتصال بالطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني الليبي. 
ودعت دول جوار ليبيا الى ضرورة القضاء على بؤر الارهاب في ليبيا باعتبارها مصدر قلق" لهذا البلد وللدول المجاورة مع دعوة الهيئات الدينية الوسطية للتنسيق فيما بينها "وتحمل مسؤولياتها" في نشر الخطاب الديني المعتدل. 
اما الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد اعرب عن "قلقه العميق" ازاء إرتفاع أعمال العنف  في العاصمة الليبية طرابلس وسقوط أعداد متزايدة من المدنيين في القتال الدائر حاليا.  
و دعا الأمين العام في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه "جميع الأطراف إلى الامتناع عن ممارسة العنف بغية تحقيق أهداف سياسية"مجددا التأكيد علي "الحاجة الملحة للحوار بين جميع الأطراف الفاعلة في ليبيا, والاتفاق على طريقة سلمية للمضي قدما في عملية الانتقال السياسي". 

 

وسوم:

العالم, افريقيا