"ساعة نقاش" للثقافية تثير موضوع مسؤولية الدولة في كتابة تاريخ الثورة

تطرق برنامج " ساعة نقاش" الذي تبثه الإذاعة الثقافية كل يوم أحد إلى موضوع مسؤولية الدولة في كتابة تاريخ الثورة التحريرية. و استضاف البرنامج مجموعة من الأساتذة و المؤرخين. ففيما حمل بعضهم الدولة مسؤولية وضع تاريخ رسمي للثورة التحريرية على غرار ما قامت به العديد من الدولة، طالب الآخرون بمنح الحرية لكتابة التاريخ و إشراك الجميع في هذه العملية.

و أكد محمد زروال المجاهد و المؤرخ  على ضرورة  الكتابة الرسمية لتاريخ الثورة . و إعتبر أن الذين يطرحون فكرة استبعاد الدولة عن كتابة التاريخ الرسمي يعد خطأ فادحا في نظره. كما أوضح أن عملية الكتابة الرسمية للثورة تكمن في جمع فريقا من المرخين و الخبراء و الأساتذة و توفير لهم كل المواد و الإمكانيات حتى يتسنى لهم كتابة علمية و موضوعية للتاريخ و يكون تاريخا رسميا. و استشهد محمد زروال قيام العديد من الدول بهذه العملية على غرار روسيا و فرنسيا. كما شدد محمد زروال في الوقت ذاته، على أن عملية كتابة التاريخ ليست من شأن السياسيين بل هي من اختصاص العلماء و المؤرخين. و اشترط ضرورة أن تستند كتابة التاريخ الرسمي للثورة الجزائرية لبيان أول نوفمبر 1954.

من جهته، أوضح مدير متحف المجاهد،  مصطفى بيطام،  أن ثلاثة أجيال توالت منذ اندلاع الثورة التحريرية و وجب تحصين هذه الأجيال و تعريفهم بتاريخ وطنهم. و في هذا الصدد، قال إن الدولة هي المسؤولة الأولى عن هذا التحصين ليتوالى من بعدها المؤرخون و المجاهدون.

و عكس محمد زروال، فإن مصطفى بيطام يعتبر كتابة التاريخ من مسؤولية الشعب باعتباره هو من أنجب الثورة. مشيرا في الوقت ذاته إلى حاجة تجنيد جميع فئات الشعب من مجاهدين و عائلات مالكة لشهادات و ووثائق تاريخية في المساهمة في توثيق تلك المادة التاريخية. و شدد على ضرورة التعجيل في جمع الشهادات للمجاهدين قبل فوات الأوان خصوصا و أن اندلاع الثورة التحريرية قد مر عليها 60 عام.

من جهته، أكد رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، أن الساحة الثقافية و التاريخية تكاد تكون خالية و تحولت إلى ساحة مناسبتية، فيما أكد أن عملية كتابة التاريخ تتطلب عمل دؤوب خصوصا فيما يخص جمع الشهادات الذين يتقلص عددهم يوميا. كما تأسف محمد عباد عن عدم جمع شهادات أرامل الشهداء و توثيق شهاداتهم.

 

 

ثقافة وفنون