الجزائر تحيي الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات و تأسيس إتحاد العمال الجزائريين

تحيي الجزائر اليوم الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات و تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين. حيث ستقام الاحتفالات الرسمية بأرزيو بوهران و وبقاعدة إيرارة بحاسي مسعود بولاية ورقلة و كذا بمختلف مناطق الوطن.

و تأتي هذه الاحتفالات في الوقت الذي تشهد فيه سوق النفط الدولية انهيارا في أسعار البترول التي انخفضت بالضعف خلال الأشهر الماضية. و في ظروف دولية مضطربة. كما تأتي في الوقت الذي أصبح التقليص من الاعتماد على النفط و تنويع الاقتصاد و الإنتاج الوطني أكثر من ضرورة للحفاظ على وتيرة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الحفاظ على الاستقرار.

و في هذا الصدد، أصبحت حتمية تنويع المصادر الطاقوية ضرورة وطنية للحفاظ على المكتسبات المحققة حتى اليوم. كما انه لا يمكن الاستغناء عن أي مصدر من مصادر و موارد الطاقة سواء كانت مصادر متجددة على غرار الطاقة الشمسية أو مصادر غير تقليدية مثل استغلال الغاز الصخري.

و قررت الحكومة المباشرة في تقيم الثروة الوطنية من الغاز الصخري، حيث كشفت أولى الاستكشافات عن احتياطات هامة تجعل الجزائر أحد الدول العظمى في مجال تصدير النفط. كما قررت إنشاء محطات كهربائية مختلطة بين الغاز الطبيعي و الطاقة الشمسية.

و كان وزير الطاقة يوسف يوسفي قد صرح أن الحكومة صادقت مؤخرا على البرنامج الذي تقدمت به دائرته الوزارية، والذي يقضي بتنويع  مصادر الطاقة من تطوير إنتاج الكهرباء وانجاز مشاريع تحويل الفوسفات وتطوير غار جبيلات والبتروكيماويات وانجاز 20 محطة كهربائية من الطاقة الشمسية وتطوير استعمال الغاز المميع بالسيارات ما يسمح، حسبه، بتوفير نحو 100 مليون طن من البترول في آفاق 2030.

كما أعلن أن "النتائج الأولية لعملية حفر بئرين للغاز الصخري، احدهما عمودي والآخر أفقي، أعطت نتائج إيجابية ومبشرة وكشفت عن تشابه نوعية الصخر مع نظيره في الولايات المتحدة الأمريكية ما يجعلنا نفكر في استغلال هذه المادة مستقبلا"

لكن مهما كان حجم الاحتياطات إلاّ أن تنويع الاقتصاد الوطني يشكل رهانا يجب كسبه و تحديا يجب رفعه، للتقليص من التبعية النفطية، و هو ما يؤكد علية الاتحاد العام للعمال الجزائريين على لسان القيادي في المركزية عمر طاكجوت الذي أوضح،خلال استضافته اليوم الثلاثاء في برنامج " ضيف الصباح" للقناة الأولى، أن الفلسفة الجديدة للاتحاد تدور حول المؤسسة الاقتصادية المنتجة التي يجب دعمها و تطويرها. حيث أشار إلى أن الثلاثية الأخيرة أكدت على ضرورة التوجه نحو الاقتصاد المنتج و نحو بناء صناعة منتجة حتى يمكن الجزائر من اكتساب ثروة خارج المداخيل النفطية .

و للطبقة الشغيلة دور بارز يجب أن تلعبه و تساهم في الوصول بالاقتصاد الجزائري إلى اقتصاد منتج و متنوع. فبفضل المكتسبات التي حققتها في السنوات الأخيرة سواء من حيث إلغاء المادة 87 مكرر أو من رفع الأجور و استصدار قوانين جديدة تدعم العمال، سيتمكن العمال من مواجهة التحديات الجديدة. كما يتعين على هذه الفئة أن تحمي مكتسباتها و لا يتحقق ذلك إلاّ من خلال اقتصاد قوي و منتج و هو ما يوضحه القيادي في المركزية النقابية أحمد قطيش خلال نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح اليوم الثلاثاء.

 

 

 

الجزائر