البيض: انطلاق رحلة البحث عن "الترفاس" من طرف المتخصصين والعارفين بالفطريات بصحراء المنطقة

تبدأ هذه الأيام رحلة البحث عن الكمأة أو ما يعرف محليا ب "الترفاس"  بصحراء منطقة البيض من طرف المتخصصين والعارفين بالفطريات التي تنبت في هذا الفصل من السنة حيث تنتشر قوافل رواد هذا المجال في ربوع صحراء البيض بحثا عن هذه المادة الثمينة باختلاف توجهاتهم سياحية كانت أو تجارية و يجول العديد منهم الصحراء في شكل فرق متجولة في مناطق انتشاره.

وتعتبر الكمأة  أو "الترفاس" من الفطريات كبيرة الحجم ، تنمو تحت سطح الأرض ،على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم ولا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق فلا ورق ولا زهر ولا جذر له، حيث لابد من وجود نباتات أو أعشاب صحراوية "كمأ الصحراء" أو لابد من أشجار "كمأة الغابات" لتنمو على جذورها، مكونة معها نوعاً من أنواع المنفعة المتبادلة، تسمى علمياً "الميكروهيزا".

و الترفاس ثلاثة أنواع حسب اللون فالأبيض يسمى "بلهورش" من أحسن أطباقه المرفوس يجنى من المناطق الرملية أما الأسود فهو قليل جدا ومن أغنى أنواع الترفاس بفوائده يجنى من المناطق الوعرة وبين الأحراش ويسمى "البربري" أما الخنجلي فهو النوع الأحمر الذي ينمو بالمناطق المحرشة وتحت أشجار النقد، الحلفاء، الشعال، الدرين، السنق وبين الأحجار، وإن كان الناس في الأغواط يفضلون غالبا الترفاس الأحمر عن النوعين الآخرين و هو الأغلى ثمنا، على عكس الأوربيين الذين يفضلون الترفاس الأسود.
وقد وردت فوائدها في الطب النبوي حيث أن ماءها يصفي العين و يطهرها، و أن أكلها من غير إسراف له فوائد جمة، كما تتفنن العائلات في طبخه فمنها من تقدمه مسلوقا في الماء والملح ومنها من تقدمه كخضار للكسكسي وإن كان المحبذ دائما هو "المرفوس" حيث تطحن حبات الترفاس بعد سلقها في الماء أو على البخار وتمزج بالسمن البلدي.
المصدر: إذاعة الجزائر بالبيض- مصطفى مسعدي

 

مجتمع