ناسا تؤكد نجاح مهمة مسبارها الفضائي في الاقتراب من بلوتو

أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" NASA "نجاح مهمة مسبار الفضاء "نيو أوريزونز Horizons  New في الاقتراب من كوكب بلوتو، أبعد كواكب المجموعة الشمسية، بعد تسعة أعوام ونصف عام على إطلاقه، وربع قرن منذ بدء تبلور فكرة هذه المهمة.
وأعلنت ناسا في بيانٍ نشرته على موقعها الالكتروني هذا الأربعاء، أن البيانات التي وصلت إلى مراكز الاتصال والمتابعة على الأرض تشير إلى أن المركبة الفضائية لم تتعرض لأي مشاكل خلال تحليقها بالقرب من الكوكب الجليدي القزم بلوتو، وبسرعة 14 كلم في الثانية.
كما صرّح مدير العمليات في المحطة أليس بومان بأن "المركبة الفضائية بصحة جيدة، وسجّلت بيانات عن نظام كوكب بلوتو.
من جهته، لفت المسؤول في وكالة ناسا تشارلز بولدن إلى أن "نجاح هذه المهمة يعني أننا زرنا كل كواكب المجموعة الشمسية". وبهذه المهمة تكون جميع كواكب المجموعة الشمسية، من عطارد حتى بلوتو، قد جرت زيارتها على الأقل مرة واحدة باستخدام مركبة فضائية.
ويقع كوكب بلوتو في حزام كويبر، المكون من مجموعة من الكويكبات الجليدية التي تدور حول الشمس، والتي تعتبر من مخلفات عملية تشكل المجموعة الشمسية قبل أكثر من 4,6 مليارات سنة، والحزام هو آخر منطقة غير مكتشفة في المجموعة الشمسية.
وبحسب بيان ناسا، تضمنت الإشارة التي بعثت بها المركبة، صباح الأربعاء، بيانات هندسية تؤكد لخبراء الوكالة أن المهمة تمت كما كان مقرراً لها، ومن المقرر استخراج أول صور عالية الجودة للرحلة في وقتٍ لاحقٍ من نفس اليوم. وسوف تبحث المركبة كوكب بلوتو إلى جانب أقماره الخمسة: "شارون، ستيكس، نيكس، كيربيروس وهيدرا".
يذكر أن المسبار أصبح في أقرب نقطة من بلوتو وأقماره الخمسة الساعة 11,49 بتوقيت غرينتش، من صباح الثلاثاء. وبعد 13 ساعة من تحليق المسبار عند أقرب نقطة من بلوتو، أجرى المجس (مكشاف) اتصالاً لاسلكياً بمركز المراقبة الأرضية، معلناً أن اقترابه من بلوتو وأقماره مر بسلام وهو على سرعة 49 ألف كلم في الساعة. كذلك، جرى التقاط الإشارات التي بعثت بها المركبة عن طريق قرص استقبال عملاق تابع لوكالة ناسا في العاصمة الإسبانية مدريد. واستغرقت الرسالة من الفضاء 4 ساعات و25 دقيقة لتصل إلى الأرض، ما يعني أنها قطعت 4.7  مليارات كيلومتر في الفضاء.
إلى ذلك، أشارت القراءات الجديدة، الواردة من المسبار، إلى أن  بلوتو  أكبر مما كان يعتقده العلماء من قبل، حيث يقول علماء البعثة إن قطره يبلغ 1473 ميلاً، أي أكبر إلى حد ما من العديد من التقديرات السابقة التي قدرته بـ 1400 ميل فقط. وهذا يعني أن بلوتو أكبر من كافة الأجرام السماوية الأخرى الموجودة في المجموعة الشمسية خارج مدار نبتون.

جدير بالذكر أيضاً أن المسبار الفضائي Horizons  New قضى معظم فترات رحلته إلى بلوتو، التي استغرقت 9 سنوات ونصف سنة، في مراحل من السكون، وخرج من سباته في جانفي الماضي، ليبدأ في جمع البيانات العلمية. وقد أرسلت ناسا المسبار إلى كويكب بلوتو في 19 جانفي 2006، وهي أولى مهماتها في حدودها الجديدة لهذه الفئة، وهي الأكبر حجماً. وبلغت تكاليف المهمة، بما في ذلك المركبات الفضائية وأجهزة الفحص ومركبة الإطلاق وعمليات البعثة، وتحليل البيانات والتعليم والتوعية العامة، نحو 650 مليون دولار أميركي.

 

تكنولوجيا