وهران : تواصل أشغال الندوة رفيعة المستوى بحثا عن أجوبة حقيقية لمواجهة الإرهاب

تواصلت بوهران هذا الاثنين ولليوم الثاني أشغال الندوة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي  و التي تجري في جلسة مغلقة حول موضوع "أجوبة  حقيقية ودائمة في مواجهة الإرهاب: مقاربة إقليمية".

و يعكف المشاركون أيضا على مناقشة "الوقاية من التطرف العنيف" و" الأطر  القانونية للتعاون الشرطي" و "تحسين دور الاستخبارات في مكافحة الإرهاب" إضافة  إلى "مكافحة تمويل الإرهاب".

و ستخصص جلسات أخرى لمناقشة المواضيع التالية : "تهديدات الأمن الدولي و أثرها الإقليمي" و "استقرار و مصالحة و إعادة تأهيل" و "تعزيز التعاون الدولي  و الإقليمي في مكافحة الإرهاب".

وتناولت الندوة في يومها الأول العديد من المواضيع على غرار  "إطار الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب: تقدم و ثغرات و فرص تجديد هيكلة  مكافحة الإرهاب".

وتناولت الجلسة الأولى مواضيع تهدف إلى "إعطاء  لمحة عن الطبيعة المتغيرة للتهديد عبر القارة و كذا الجهود المبذولة من أجل  تنفيذ إطار الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب".

كما سلطت الضوء على " التقدم و الثغرات و التحديات في هذا المجال  و تقترح عناصر لمقاربة شاملة و مدمجة لمكافحة الإرهاب و التطرف العنيف و  الوقاية منهما".

ولفت وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل في كلمته الافتتاحية للمنتدى، إلى"خطر العودة المتوقعة لعدد من المقاتلين الإرهابيين الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية أو إلى الأراضي الإفريقية بشكل عام في ظل تراجع الإرهاب عسكريا في سوريا والعراق"، مبرزا أن"هؤلاء يعملون على الاستقرار بهذه المناطق ومتابعة أهدافهم الإرهابية بها".

ونبه في ذات السياق إلى أن التنظيم الإرهابي الذي يعرف باسم"داعش" قد"دعا  عناصره إلى العودة إلى ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء ككل"، مشيرا إلى أن تقارير قد سجلت تحركات مقاتلين أجانب في هذا الاتجاه."

وأضاف : "كما تقوم الجماعات الإرهابية بإعادة تنظيم نفسها وتجميع مواردها وتستعد لتجنيد هؤلاء الوافدين الجدد الذين يتمتعون بتدريب إيديولوجي وعسكري وقدرة عالية على استغلال شبكة الانترنت والشبكات الاجتماعية".

ودعا الوزير في هذا الصدد إلى تكثيف الجهود والتنسيق على المستوى القاري لمواجهة"قدرة منظري الجماعات الإرهابية من خلال استخدام الأنترنت على استغلال العديد من نقاط ضعف المجتمعات والأفراد لنشر التطرف والتجنيد والعمل على تعميق هذه الثغرات من أجل إفشاء الفتنة والفرقة والكراهية بين الشعوب الطامحة للعيش في كنف السلام".

من جانبه تحدث مفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن إسماعيل شرقي عن الأبعاد الجديد لظاهرتي الإرهاب والجريمة المنظمة في ظل الأعمال الإرهابية الشنيعة التي عرفتها القارة الأفريقية ما يتطلب نفقات أمنية إضافية حسب تعبيره.

ودعا الدول الأفريقية الى الاستعداد بحزم تحسبا لعودة  حوالي 6 ألاف مقاتل من الشرق الأوسط الى إفريقيا.

ولفت في هذا الجانب إلى أن "عودة هؤلاء العناصر الى قارتنا والتي يترتب عنها أثار  خطيرة على الأمن القومي تتطلب معالجة دقيقة وتعاون أقوى بين دول قارتنا على  كافة الأصعدة" مبرزا ضرورة تكثيف التنسيق وتبادل المعلومات وتحسين المعرفة  بالفئات العائدة من المقاتلين الأجانب علاوة على الكشف عن تحركاتهم وتعزيز  إدارة الحدود بشكل عام.

 من جهته صرح نائب الامين العام للشؤون السياسية للأمم  المتحدة, تايي بروك زيريهون, أن "احترام حقوق الانسان يجب  أن يكون في صميم الرد على الإرهاب".

و أوضح زيريهون في كلمته لدى افتتاح الندوة رفيعة المستوى للاتحاد  الإفريقي حول موضوع "أجوبة حقيقية ودائمة في مواجهة الإرهاب: مقاربة إقليمية"  انه "يجب التركيز على العوامل المؤدية الى الإرهاب و التطرف العنيف".

و قال إن "الإرهاب و التطرف العنيف يجدان البيئة الملائمة في سوء الحكامة وانتهاك حقوق الانسان", مشددا على ضرورة "التصدي لهذين العاملين الخطيرين  اللذين يشكلان أرضية خصبة للإرهاب".

كما شدد  زيريهون على أهمية تنسيق الجهود, داعيا إلى "العمل الجماعي على  مكافحة الإرهاب و احترام حقوق الانسان".   

و أكد ذات المسؤول أن "إفريقيا عرفت انتشار الإرهاب ولازالت تعاني كثيرا من  هذه الآفة", مثمنا في هذا الصدد "المساهمة الواسعة النطاق" لإفريقيا في هذا  المجال تحت اشراف الاتحاد الافريقي.

وذكر المسؤول الاممي بأن "الجماعات المتطرفة في إفريقيا لا تعرف أي حدود",  مشيرا إلى انعدام الاستقرار في منطقة الساحل دعيا إلى "مقاربة منسقة و ردا  جذريا".

و أضاف ان "منطقة الساحل تعتبر أولوية في أجندة منظمة الأمم المتحدة", محذرا  من خطر أن يؤدي انهزام الإرهاب في العراق و سوريا إلى اتخاذ الساحل كقاعدة  لتراجع الجماعات الإرهابية موضحا انه "أمام هذا الوضع (في الساحل) أنشأت الأمم  المتحدة مكتبا جديدا لمكافحة الإرهاب مهمته تقديم أراء استشارية".

يذكر أن هذه الندوة رفيعة المستوى التي تنظمها الجزائر والاتحاد الافريقي تندرج في  إطار العهدة التي أوكلت لرئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة, من قبل  نظرائه بالاتحاد الافريقي كمنسق لجهود الاتحاد الافريقي في مجال الوقاية من  الإرهاب و مكافحته.

الجزائر