الدكتور بوحنيّة للقناة الأولى : ضرورة تفعيل اليقظة العسكرية لتأمين الحدود في هذا الظرف الدولي الصعب

انطلقت هذا الأربعاء بجامعة ورقلة  أشغال المؤتمر الدولي حول سياسات الدفاع الوطني بين الالتزامات السيادية والتحديات الإقليمية بمشاركة واسعة لأساتذة مختصين و خبراء من داخل الوطن وخارجه.

وبالمناسبة قال الدكتور قوي بوحنية عميد كلية الحقوق و العلوم السياسية بجامعة ورقلة لدى استضافته ضمن برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى  إن موضوع المؤتمر جاء ليجيب على مدار يومين على عدة تساؤلات على اعتبار أن مسألة الدفاع تعد قضية محورية تتنامى يوما بعد الآخر بفعل التدهور في المنظومة الأمنية التي تعيشها دول الإقليم خاصة بعد انهيار نظام العقيد القذافي و تنظيم الإنتخابات البرلمانية الأخيرة بتونس إلى جانب تنامي ظاهرة الإرهاب في العراق و منطقة الشام .

عرض التجربة الجزائرية في مجال إحلال الأمن و الإستقرار في منطقة الساحل    

و خلال عرضه لبرنامج المؤتمر أوضح ضيف القناة الأولى أنه سيتضمن عرض المقاربة الجزائرية،التي ثبتت أنها رسمت إستراتيجية استشرافية  للواقع الأمني لمنطقة الساحل من جهة و المنطقة العربية من جهة أخرى، و في هذا الإطار  ذكّر الدكتور بوحنية بأسس الدبلوماسية الجزائرية القائمة على المبدأ الثابت و هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و أردف قائلا"إن المؤسسة العسكرية الجزائرية تنتقل تدريجيا بإحترافية حيث أثبتت حنكتها من خلال إحتوائها على عدة أزمات على غرارإعتداء  تقنتورين ".

كما نوه الدكتور بوحنية بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر بصفتها صانعة للإستقرار موضحا مشاركتها في مجلس السلم و الأمن الإفريقي من خلال دعمها لمختلف الحوارات مع الشركاء ،مشيرا إلى قيادة الحوار مؤخرا بين الفرقاء الماليين الذين بدورهم أشادوا بالحنكة الجزائرية في حل الأزمات.

وفي رده عن سؤال حول انعكاسات تغير بعض المفاهيم الجيواستراتيجية و تفكك مفهوم الدولة الأمة خصوصا في منطقة الساحل أكد رئيس الملتقى أنه للأسف بقدر ما استطاعت العولمة أن توحد الدول في إطار منظومة متكاملة (إعلامية –اقتصادية ) بقدر ما قامت بتشكيل  كيانات جديدة  بتفكيك بعض الدول، مشيرا إلى المخطط الذي يتم برمجته بشكل مقنن و مدروس بخصوص إعادة رسم خريطة بعض الدول كسوريا و العراق و بوركينافاسو.

ضرورة إعادة النظر في منظومة السلم و التنمية في منطقة الساحل

 و في سياق متصل دعا المتحدث ذاته إلى إعادة النظر في منظومة السلم و التنمية لإحلال الأمن في القارة السمراء فيتوجب حسب الدكتور بوحنية تفعيل اليقظة العسكرية الإستراتيجية للتصدي لمختلف أنواع الإرهاب و الجريمة المنظمة التي تهدد كل من منطقة الساحل و العالم العربي.

و أردف قائلا "على جميع الدول التي تعيش إضطرابات أن تعيد النظر في أجنداتها الأمنية،مضيفا أن لا يمكن الحديث عن أمن حقيقي دون وجود مؤسسة أمنية قوية منبثقة من المجتمع نفسه"

أبرز محاور المؤتمر الدولي حول سياسات الدفاع الوطني بين الالتزامات السيادية والتحديات الإقليمية

للإشارة فسيتناول المؤتمر محاور الدفاع والأمن وتحديات العولمة وأثرها على الاستراتيجيات العسكرية، ومسألة الاحترافية في المؤسسات الأمنية، وكذا أهم التحديات التي تواجهها سياسات الدفاع في الجزائر من خلال دراسة مختلف التهديدات، بالإضافة إلى الوقوف على دور مؤسسة الجيش ومكانتها في الدساتير والتشريعات المقارنة.
وسينظم على هامش المؤتمر ورشات تدريبية يشرف عليها ضباط وخبراء جزائريون وأجانب في مجال الاستراتيجية العسكرية، وذلك لفائدة طلبة الدراسات العليا وكذا أساتذة العلوم السياسية والإعلام. كما ستشارك في المؤتمر شخصيات تمثل وزارة الدفاع ومدرسة طفراوي للطيران لتقديم التجربة الجزائرية.

المصدر:الإذاعة الجزائرية