ضيفا "نقاش الساعة" يدعوان الى ضرورة احياء البحوث الانثربولوجية

الدكتور عبدالحميد بورايو المختص في الثقافة الشعبية

اجمع الباحثان المشاركان في "نقاش الساعة" للإذاعة الثقافية على ضرورة احياء البحوث الانثربولوجية وإعطاء هامش اكبر للبحث العلمي بعيدا عن الضغوطات والمحاكمات الإيديولوجية والاجتماعية والسياسية.


وقال الدكتور عبد الحميد بورايو الباحث في الثقافة الشعبية لدى حلوله ضيفا على برنامج "نقاش الساعة" إن البحوث الانثربولوجية في الجزائر تعيش أزمة حقيقية نظرا لغياب إطار علمي وتوتر العلاقة مع هذا الاختصاص لأسباب تاريخية وإيديولوجية مذكرا في هذا السياق بقرار الاستغناء عن الانثربولوجيا في عهد الصديق بن يحيى عام 1974معتبرا اياه جناية في حق البحث العلمي، وفهما خاطئا لاليات هذه البحوث التي اشتهر به المستشرقون.

وأضاف بورايوا انه إذا لم يتم تدارك الأمر وتجذير هذا البحث وتحريره من ربقة السياسة وإعطائه الصبغة الجزائرية، فسنظل اسرى وعالة على البحوث الانثربولوجية الغربية خاصة الفرنسية التي تحمل مغالطات في كثير من الأحيان إضافة إلى انبنائها على نظرة عنصرية.

وكما أشاد بورايو بجهد الباحثة مريم بوزيد في بحوثها الميدانية وفي مساهمتها من خلال جهدها في توثيق احتفالات السبيبة وتكوين باحثين انثربولوجيين .

من جانبها قالت مريم بوزيد الباحثة في المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ والانسان إن العمل الأكاديمي لا يعترف بالمجاملات مؤكدة - في سياق حديثها عن الضحة التي أثارها كتابها حول السبيبة- ان الباحث لا يجامل ولا يبحث عن الايجابيات وانما الحقائق التي كثيرة ما تكون مؤلمة على حد تعبيرها مضيفة انها اعتمدت على ذاكرة النساء في بحوثها حول " السبسبة".

وحول تصنيف "السبيبة" كتراث عالمي من قبل اليونسكو قالت الباحثة انه اضافة جدية ستساهم في اقبال الجيل الجديد عليها مبدية بعض الاسف والحسرة على ان هذتا التراث آيل للزوال بفقدان الكثير من فاعليه من شيخات الاداء والراقصين والصاربات على الطبول.

وتعد السبيبة رقصة تقليدية تاريخية تعود إلى 1.230 قبل الميلاد و تمثل أعرق احتفال بالمنطقة. وذكرت هذه الباحثة أن تاريخ هذه المناسبة يحسب على أساس التقويم القمري الذي يتناسب مع عيد عاشوراء وتشكل مناسبة السبيبة العريقة رقصة تعبر عن حالة من السعادة عندما استطاعت قبيلة آجر الإنتصار في معركتها ضد فرعون مصر .ويتم تأدية الرقصة كل سنة في عاشوراء بين فريقين ينحدران من قصري "الميهان" و "أزلواز" بمدينة جانت.

ويختار المشاركون في هذه الرقصة من طرف الشيوخ القادمين من عدة عروش حيث يختارون أحسن فرقة مشاركة على أساس الزي و الحركات و الغناء و الإستعراض وتجري في فضاء يقع وسط مدينة جانت بالقرب من الوادي الذي يفصل الحيين وهو مكان عام يسمى "دوريا". و يحمل الراقص أثناء تأديته لهذه الرقصة لباسا يدعى" تاكماست" و خفين يطلق عليهما اسم "الطامبا" حيث يحمل في يده سيفا وبالأخرى يحمل منديلا أما النسوة فيقرعن الطبول على إيقاع يسمى "الغانغا" لمرافقة الراقصين بأغاني "التيسيوان".

 

 

ثقافة وفنون