برنامج "نساء الجزائر" للإذاعة الثقافية يسلط الضوء على" فاطمة الجزائرية"

تطرق العدد الأخير لبرنامج"نساء الجزائر" الذي يبث على أمواج الإذاعة الثقافية إلى شخصية فاطمة زهراء سلطان أو كما تكنى بـ"فاطمة الجزائرية"  وهي من مواليد الـ 10 من أكتوبر 1938 بمدينة تيطوان ، الواقعة شمال المغرب.

تتلمذت فاطمة على يد والدها في البيت حيث حفظت القران الكريم وهي لم تتجاوز الـ 14 ربيعا وأتمت دراستها العلمية في مدرسة التربية و التعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وذلك بدعم من والدتها.

و تعتبر والدة فاطمة ربة بيت مثقفة بينما والدها فقد كان يعمل تاجرا بالإضافة إلى عضويته البارزة في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، ساهم في دعم الحركة الوطنية وكان رئيسا لنادي جمعية العلماء المسلمين في الجزائر.

وبينما كانت جبهة التحرير الوطني تتحضر و بسرية تامة لفتح مكتب لها بالمغرب ولان الآنسة فاطمة آنذاك كانت الجزائرية الوحيدة المتواجدة بتيطوان وذات لسان معرب فبمجرد فتح مكتب للجبهة  سنة 1955  بهذه المدينة المغربية، ودعيت فاطمة للالتحاق به كعضو عاملة وفاعلة في صفوف جبهة التحرير الوطني، وكان أول عمل قامت به هو الانخراط في سلك التعليم في المغرب وذلك لدعم المصالح المشتركة بين الطرفين الجزائري والمغربي وللتعرف على النساء الجزائريات القاطنات بالمغرب وكذا تعريف النساء المغربيات بالقضية الجزائرية.

وساهمت هذه التوعية لالتماس تأييد مادي والمعنوي منهن كما أن الآنسة فاطمة كانت تقوم بكتابة المسرحيات واخراجها وتمثيل ادوار بها لتوصل ندائها وصراخ المعذبين في الارض لاخوانهم والتحسيس بمعاناتهم وقهرهم وكل هذا راجع لترؤسها لجمعية النساء الجزائريات.

وفي الوقت الذي كانت تعمل فيه الآنسة فاطمة في سلك التعليم ، كانت تستمع دائما إلى صوت العرب من مصر فكانت تشعل فيها الحماس لإقامة برنامج إذاعي بالمغرب لإيصال صوت الجزائريين إلى الخارج.

وقد كان زوج صديقتها مدير إذاعة تيطوان الجهوية فكان له الفضل الكبير في هذا البرنامج، وعندما عرضت عليه فاطمة الفكرة أي إنشاء برنامج صوت الجزائر فوافق على الفور فكانت انطلاقة رحلة ثورية واعلامية مثمرة ومعبرة على صدى الثورة التحريرية التي لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا لها.

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية   

ثقافة وفنون