عرض مسرحية "هاملت" للمسرحي البريطاني الشهير وليام شكسبير بالمسرح الوطني الجزائري

تم مساء أمس الأربعاء بالجزائر عرض رائعة المسرحي البريطاني الشهير وليام شكسبير (1564-1616) "هاملت" من قبل فرقة "شكسبير غلوب ثياتر" بطبعتها الأصلية و معنونة باللغة الفرنسية أمام جمهور غفير مولع بالنصوص المسرحية الكلاسيكية العالمية.

و كانت قاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي ممتلئة عن آخرها حتى بالأروقة المخصصة عادة لتنقل الأشخاص مع بقاء عدد كبير من الحضور أمام أبواب القاعة حيث كان من الأجدر التفكير في وضع جهاز فيديو يسمح للأشخاص الأقل حظا بمتابعة العرض خارج القاعة.

وأدت الفرقة بقيادة دومينيك درومغول و بيل باكهورست و التي تضم ثمانية ممثلين بتفوق احد أجمل النصوص المسرحية العالمية على مدى ساعتين و 40 دقيقة تخللتها فترة استراحة دامت نصف ساعة.

و تعالج المسرحية قصة ملك الدانمارك الذي توفي حيث يظهر لابنه هامليت الذي أدى دوره الممثل نعيم حياة في شكل شبح ليخبره انه قتل من قبل أخيه كلاوديوس (عم هامليت) الذي أدى دوره جون دوغال و زوجته "جارترود" (والدة هامليت) التي أدت دورها فيبي فياديس. و بعدها يتزوج كلاوديوس جارترود لاعتلاء عرش المملكة.

و لكشف الحقيقة  يتظاهر هامليت بالجنون الذي يجعله يضحي بحبه لاوفيليا التي أدت دورها جينيفر ليونغ لأنه لم يتمكن من الوفاء بالوعد الذي قدمه لها لانشغاله بكشف مرتكبي جريمة قتل أبيه.

و أبدى الممثل نعيم حياة الذي أدى ثلاثة مونولوجات طويلة في مختلف مراحل المسرحية براعة و موهبة في التمثيل و الأداء متوجا العرض بقوله الجملة الشهيرة "تو بي أور نوت توبي ذات ايز ذ كواتشن" (اكون او لا اكون تلك هي المسالة) معبرا بها عن النزاع الداخلي الذي كان يدمي فؤاده.

فكان من الصعب بالنسبة لهامليت رؤية ازدهار قاتلي أبيه الذي وعده بالانتقام له و غسل ذمة المملكة من العار الذي تكبدته بعد الخيانة الشنيعة التي تسبب فيها كل من أمه و عمه.

و في تصميم و أداء محكم للمسرحية أدى الممثلون الثمانية المؤثرات الصوتية مما ساهم في إثراء حبكة المسرحية و إبراز أوقاتها الحاسمة.

و ساهم التصميم المسرحي الذي ركز على ديكور بسيط و ملابس تعد حديثة عن تلك المتداولة في تلك الفترة بصفة غير مباشرة في إبراز عالمية النص و قوته لأنه نص معاصر يمكن تأويله بعدة طرق (سياسيا أو فلسفيا أو نفسيا).

و اعتبرت دومينيك درومغول التي أشارت إلى أنها قدمت تصورا جديدا لهذا العمل المسرحي البارع لشكسبير الذي لا يضاهى أن الأمر يتعلق ب"اقتباس لهذه المسرحية دون تعديل نصها في عصرنا هذا و لصالح كافة المجتمعات التي تحتضن عرضها".

ثقافة وفنون