مختصون:الهجرة غير الشرعية تتفاقم بسبب استغلال دول أوربية لليد العاملة الرخيصة

تناول برنامج" منتهى السياسة" الذي تبثه اذاعة الجزائر الدولية لهذا الثلاثاء، موضوع تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، أسبابها،  و دور دول المتوسط و المنظمات الدولية و الإقليمية لمعالجتها و إنقاذ أرواح آلاف المهاجرين غير الشرعيين الهاربين من الفقر و الحروب و الصراعات، كما ناقش المختصون المشاركون في هذا العدد السياسة الإيطالية في مواجهة الظاهرة باعتبارها الوجهة الأولى للمهاجرين غير الشرعيين.

و يرى الخبير لدى المحاكم الإيطالية و المحاضر في الحوار بين الأديان محسن المهلي، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية في إيطاليا باتت تأخذ أوجها كثيرة، دينية و سياسية و تجارية و أمنية، تستغل وفقا لمصالح أطراف متعددة.

و قال المهلي، إن السياسة الإيطالية ذات خاصية مميزة جدا، حيث انها لا تحل المشكل قبل حدوثه و أنها لا تملك قوانين واضحة في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا أن هناك استغلال واضح للمهاجرين الموسميين و تشجيع غير مباشر لبقائهم و نوع من التسامح  معهم بغرض استغلالهم في أعمال شاقة لا يرضى بها الإيطاليون كجمع المحاصيل و المعمار، الأسواق الأسبوعية، مقابل عوائد مادية ضعيفة جدا.

من جانبه يعتقد الدكتور و المحلل السياسي زهير بوعمامة، ان إيطاليا و اليونان و إسبانيا باتت تتحمل كل منها مسؤولية كبيرة في مشروع الوكالة الأوربية لحماية الحدود باعتبار هذه الدول الوجهة الاولى للمهاجرين غير الشرعيين  و ان الإتحاد الأوربي مجحف جدا في مساعدتها .

و قال أن غياب الدعم مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيطاليا كلفها في فترة سابقة ما قيمته  130مليون أورو، لذلك عمدت إلى التوقف سنة 2013 عن  عملية "بحرنا " التي كانت تقوم بموجبها القوات العسكرية و الأمنية  الإيطالية منذ 2005  بمراقبة المياه الإقليمية و عمليات إنقاذ على مسافة 300ميل.

و أوضح بوعمامة أن النظام الإيطالي حاليا يدعو كل الدول الأوربية إلى تحمل مسؤولية التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين و النظر في توزيعهم على كل الدول و الأمر مطروح حاليا على مستوى البرلمان الأوربي بين دول مرحبة و اخرى رافضة مثل بريطانيا.  

و أجمع المتدخلون في برنامج "منتهى السياسة" على أن الحل لهذه المشكلة على المديين المتوسط و الطويل يكمن في إعادة النظر في سياسات الدول الإفريقية التي تعتبر الأكثر تسببا في ظاهرة الهجرة غير الشرعية، و ذلك من خلال الاستثمار الجيد و خلق مناصب شغل و تحسين الظروف الاجتماعية و الاقتصادية.

و أكدوا، أن الدول الأوربية أمام خيار مراجعة سياساتها في دعم الأنظمة المسببة لهذه الوضعية، و بالتّالي تنازلها عن مصالح استراتيجية ضخمة و لأنها في الحقيقة غير مستعدة لذلك، فإن هذه الظاهرة ستستمر باستمرار هيمنة الدول الغربية و استغلالها لثروات كثير من الدول و ان الضحية في النهاية هم هؤلاء الشباب الحالمين بغد أفضل.

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية

  

الجزائر, سياسة