عبد القادر كليل:لا يمكن الاعتماد على الفرنسيين لإعطائنا الرقم الحقيقي لجرائمها لا سيما ما تعلق بمجازر ال8 ماي

صرح الباحث في قسم التاريخ بجامعة الجزائر02 عبد القادر كليل، أن البحوث الجامعية حول حقبة الاستعمار و ثورة التحرير الجزائرية تشهد تطورا كبيرا و ارتقاء في قيمتها المعلوماتية، و أن المتتبع للبحوث التاريخية الجديدة يمكنه أن يلمس فرقا كبيرا بينها و بين ما تم إصداره قبل 15 أو 20 سنة الماضية .

و قال عبد القادر كليل في حوار له ضمن برنامج ضيف الصباح على القناة الاولى عشية إحياء الذكرى ال 70 لمجازر 08 ماي 1945، أنه يلمس إقبالا كبيرا و حرصا متناميا لدى الطلبة الجامعيين على البحث في موضوع تاريخ الجزائر و خصوصا فترة الاستعمار الفرنسي و ذلك بدليل تضاعف عدد البحوث و ارتفاع مستوياتها نظرا لتوفر إمكانيات البحث و سهولة الوصول إلى المعلومات و الأرشيف و الصور، و كذا الدعم الذي تقدمه وزارة التعليم العالي و البحث العلمي من خلال المنح المقدمة للطلبة، مشيرا إلى ان المكتبات الفرنسية الخاصة بتاريخ الجزائر باتت مقصدا للكثير من الباحثين الجزائريين لاحتوائها على أرشيف قيم يحمل كافة الوثائق المتعلقة بالحقبة الاستعمارية، و ذكر منها  مكتبة قصر فانسان، أكس أونبروفونس، اوبير فيليي، و كورنوف" موضحا  أن فتح هذه المكتبات أمام الباحثين أثرى البحوث الجزائرية التاريخية و رفع من قيمتها.

و في حديثه، تطرق كليل إلى موضع مجازر 08 ماي 1945، قائلا أنها الحادثة التي انتقلت بالنّضال الجزائري من مرحلته السياسية إلى الاستعداد للعمل الثوري  حيث خلقت وعيا ثوريا لدى الجزائريين بعد إدراكهم أن فرنسا لا تفقه لغة الحوار و أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها.

و يرى أن العدد الحقيقي لضحايا مجازر 08 ماي، يبقى مجهولا و لا ينتظران تقدمه السلطات الفرنسية لأنها المتسبب الرئيسي في هذه الجريمة الشنعاء التي لازالت تنكرها إلى حد الساعة أمام كل المجتمع الدولي رغم زعمها مناصرة حقوق الإنسان، مضيفا:" فرنسا مصرة على الإبقاء على النقطة السوداء بين الفرنسيين و الجزائريين إلى جانب عديد النقاط السوداء على غرار التفجيرات النووية في صحراء الجزائر".

و أكد كليل أن حق الأجيال القادمة علينا، يقتضي توثيقنا لهذه الحقبة المهمة في تاريخ الجزائر سواء من خلال البحوث أو الإصدارات المكتوبة و الوثائق المسموعة و المصورة حفاظا على الذاكرة و تبليغا لرسالة الشهداء و المجاهدين.

و قال انه لا بد من استغلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" المقامة في قسنطينة على مدار سنة كاملة، للتعريف بتاريخ الجزائر و نقل الصورة الحقيقية عن تلك المرحلة بكل تفاصيلها والنضال الذي قاده الثوريون في منطقة قسنطينة على وجه الخصوص.  

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية