المكلف بالشؤون الثقافية بمسجد باريس الكبير: حوالي 4 الاف فرنسي يعتنقون الإسلام سنويا

تطرق المكلف بالشؤون الثقافية بمسجد باريس الكبير والأستاذ بمعهد الغزالي لتكوين الأئمة بالمسجد المذكور الدكتور حسين رايس، في الحوار الذي أجرته مع إذاعة الجزائر بسكيكدة، الى العديد من القضايا التي تخص الجالية المسلمة بفرنسا وأيضا مسجد باريس هذا الصرح الديني الكبير الذي يعود تأسيسه الى سنة 1926.

-هل يمكن أن تحدثننا عن دور المساجد بفرنسا خاصة مسجد باريس الكبير في الحفاظ على المقومات الفكرية والثقافية لدى المسلمين هنا خاصة الجالية الجزائرية؟

الدكتور حسين رايس: يتجاوز عدد مساجدنا المتواجدة بأوروبا  ال2500مسجد في فرنسا منها مسجد باريس الكبير الذي يعتبر أقدم وأكبر وأشهر مسجد في أوروبا فهو يحتل مساحة تصل الى حوالي هكتار كما يمثل حلقة وصل بين الجالية الإسلامية في فرنسا وبين المجتمع الذي نعيش فيه وتم تأسيسه سنة 1926.

وأضاف المكلف بالشؤون الثقافية بمسجد باريس الكبير "هذا المسجد يعتبر صرحا وبالتالي فان هذا الصرح يحتاج الى مقومات فكرية وثقافية منها اللغة العربية ، نشر الفكر الإسلامي يعني إعطاء صورة صادقة للإسلام".

 يقوم المعهد الإمام الغزالي  بتكوين الإطارات و الأئمة كما يكون المرشدين الدينيين في المساجد والسجون ثم نكون الأئمة من هؤلاء وتتجاوز نسبة النساء نسبة الرجال في الإقبال على هذه المنظومة التربوية ثم ندرس الان جميع الفروع المعرفة بالنسبة لتكوين الأئمة سيما تاريخ الإسلام ، المعاملات ، العبادات ، العقيدة ، المذاهب الخ إضافة الى  الأنشطة الأخرى كالسياحة والملتقيات والمحاضرات الخ. أما المفكرين الفرنسيين المعاصرين  فقد دعوتهم للمحاضرة بمسجد باريس فقدموا لنا محاضرات شاملة تناولت أهم المواضيع  وأهم من حاضر أولائك الذين اعتنقوا الإسلام مثل سان مونتاي الذي كتب كثيرا عن الإسلام وهو معروف  وكذا روجي أرلاندوس من الأكاديمية الفرنسية وأيضا جاك بارك الذي قام بترجمة القران وهو من المستشرقين الأواخر كل هؤلاء مروا بهذه المؤسسة وتركوا بصمات.

والإقبال على اللغة العربية وكذا الإقبال على معرفة القضايا الشرقية شيئا يشغل بال الناس كبارا وصغارا ونرجوا أن يوفقنا الله الى ذلك.

باعتبار أن هذه المؤسسة هي معلم حضاري وتاريخي ومعلم ثقافي أيضا ومعلم سياحي ولاحظت أن هنالك الكثير من الأجانب فماذا عن اعتناق الفرنسيين خاصة والأجانب بصفة عامة للدين الإسلامي على مستوى مسجد باريس.

الدكتور حسين رايس: السياح يأتون بالالاف أسبوعيا لذا قمنا بفتح لهم الأبواب وبدأنا نشرح لهم ملامح الهندسة المعمارية للمسجد والذي يمثل فسيفساء والهندسة الأندلسية وبخاصة مسجد غرناطة  الإسلامية ولكن الأهم من هذا كله انهم تأثروا عقائديا والكثير منهم اعتنقوا الإسلام ففرنسا الان يعتنق حوالي 4000فرنسي الإسلام سنويا والنجاح في هذا الميدان تلقائي وعفوي أكثر منه تخطيطي.

-هل ترون أن حوار الأديان محقق فعلا أو هناك وجه خفي للصراع العقائدي بين الإسلام والديانات الأخرى.

الدكتور حسين رايس: هنالك تعايش منذ سنوات خلت تعود الى ما بعد الحرب العالمية و هنالك اتصال وتواصل ان صح التعبير بين هذه الأديان ظاهريا أما باطنيا فهناك بعض الخلفيات التي يخفيها أهل الأديان الأخرى ، لكن نحن نتعامل معها بالواقع ، المعطيات الاجتماعية والثقافية والسياسية تفرض علينا التعامل مع هؤلاء جميعا لكن عموما الاسلام يتقدم بشكل مقبول وانه دين الحق ودين الثقافة الاجتماعية والتسامح كما يقول ابن رشد يجمع بين العقل و النقل وهذه الظاهرة طيبة   

المصدر: إذاعة الجزائر بسكيكدة-زهرة بوسكين

الجزائر, ثقافة وفنون