محللون: منح أمريكا صفة الحليف لتونس ستقابلها ضغوط عسكرية مستقبلا

يرى الخبراء المشاركون في عدد هذا الثلاثاء من برنامج منتهى السياسة، أنّ منح الولايات المتحدة الأمريكية صفة الشريك الحليف خارج الحلف الأطلسي لدولة تونس خلال الزيارة الأخيرة للرّئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى البيت الأبيض، إنما هو حل للمآزق الأخلاقية التي تعاني منها الولايات المتحدة في دعم الديمقراطيات في منطقة الشرق الأوسط، كما أبدوا قلقهم من فرض أمريكا  اشتراطات عسكرية كإقامة قواعد أمريكية على الأراضي التونسية تقربها أكثر من النفط اللّيبي.

و يرى الأستاذ مقداد إسعاد، أن زيارة الرئيس التونسي القايد سبسي إلى البيت الأبيض يعتريها الكثير من اللبس  خاصة و أن مضمون الاتفاقية التي أمضاها مع أوباما يبقى مجهولا بالإضافة إلى غياب وزير الخارجية التونسي عن اللقاء في ظل حضور جون كيري، و قال:" إنّ السبسي ذهب إلى أمريكا  وطلب مساعدتها و كأنها المخلص الوحيد، كما لم يكن عليه وصف تونس بالشكل الذي فعله كما لو كانت في الحضيض  و كان لا بد من مراعاة مبادئ الثورة التونسية الرامية إلى إرساء الكرامة و الديموقراطية"

و أكد المتحدث أن الحل في تونس لا بد ان يمر حول طمأنة الداخل التونسي و المغاربي، و تسبيق الأولوية المغاربية في السياسة التونسية، إذ كان لا بد من استشارة الجيران كالجزائر مثلا قبل الاتفاق مع الولايات المتحدة بحكم المصير و المصالح المشتركة .

و أضاف:" الاتفاقات من هذا النوع تشبه المسكنات و أمريكا لن تحل مشكل الإرهاب بل  ستزيده تعقيدا.. لا بد من حل المشكلة على المستوى المغاربي".

من جانبه أوضح المختص التونسي في قضايا الإرهاب نزار مقني، أنّ السبسي وجد نفسه مضطرا لزيارة البيت الأبيض بحثا عن المساعدة بعد أن أدارت الدول العربية و الخليجية و الأوربية ظهرها لتونس في ظل أزمتها الاقتصادية الخانقة بالإضافة إلى حاجة الجيش التونسي إلى دعم أكبر للتصدي إلى خطر الإرهاب القادم من ليبيا.

و قال إنّ تونس لا تبحث سوى عن تحقيق الأمن و الاستقرار و هي متفتحة على كل التحالفات في حال اضطرارها.

و من جهته، يعتقد المحلل السياسي زهير بوعمامة أن واشنطن لا يمكنها أن تكون المخلص من أية مشاكل و الدليل ما يحدث في العراق، "لقد فشلت أمريكا في حماية مدينة الرمادي من التقدم الداعشي، فكيف الأمر مع دولة كتونس أو ليبيا أو غيرهما".

و قال إن احتمال فرض أمريكا إقامة قواعد عسكرية على الأراضي التونسية قائم، بدليل أنها فعلت ذلك مع كل حلفائها خارج الحلف الأطلسي.

و أضاف: "قد تدخل مصر في مرحلة توتر جديدة لتكون تونس البديل المؤقت في شمال إفريقيا".

بينما أكد الصحفي عثمان لحياني أن السياق الاقليمي الذي فرض على تونس هذا التوجه يكمن في ظل غياب الدعم العربي خاصة الدول الخليجية التي أصرت على استبعاد الإخوان من الحكم في تونس و كذلك الدعم الاوربي، و ان منفذها العربي الوحيد يكمن حاليا في الجزائر.

و قال إن الكثير من المحللين متخوفون من شرط أمريكا إقامة محطات رصد أو تنصت أو مطارات لإقلاع الطائرات الأمريكية من تونس، "فأمريكا –يضيف – لا تقدم شيئا بالمجان".

و أوضح أن الحصول على اتفاقية بحلف تونس لا يقدم الكثير لتونس و لا يحل مشاكلها الاقتصادية و لا الأمنية و لا يعد بطرح الاستثمارات الأمريكية في تونس حسب اعتقاده.

المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية

 

 

 

 

 

الجزائر