رئيس الجمهورية يوجه رسالة للمشاركين في المؤتمر الـ 10 لحزب جبهة التحرير الوطني

تتواصل بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة أشغال المؤتمر العاشر لحزب جبهة  التحرير الوطني.

و حضر مراسم افتتاح هذا المؤتمر المنظم تحت شعار"التجديد و التشبيب" الوزير الأول عبد المالك سلال و أعضاء من الحكومة و شخصيات وطنية و ممثلو أحزاب و منظمات المجتمع المدني إلى جانب ضيوف من خارج الجزائر.  

و يشارك في هذا المؤتمر الذي يدوم ثلاثة أيام أزيد من 5000 مندوب يمثلون مختلف الهياكل النضالية للحزب، من بينهم 1600 يمثلون القسمات و القواعد النضالية لهذه التشكيلة السياسية و 360  من الشباب، إلى جانب 200 مندوب يمثلون الجالية  الجزائرية بالمهجر.

و سيتم خلال هذا الموعد مناقشة عدة قضايا منها على وجه الخصوص مشروع القانون الأساسي للحزب وبرنامجه للسنوات الخمس القادمة إلى جانب قضايا اقتصادية واجتماعية وثقافية. كما سيشهد هذا المؤتمر انتخاب الأمين العام للحزب و أعضاء اللجنة المركزية.

الرئيس بوتفليقة يعرب عن ارتياحه لتمكن قيادة حزب جبهة التحرير الوطني من الحفاظ على تماسكه 
 
 و في رسالة وجّهها الى المشاركين في المؤتمر ، أعرب رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, اليوم الخميس عن ارتياحه لتمكن قيادة حزب جبهة التحرير الوطني من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد.

و قال رئيس الجمهورية في رسالة بعث بها الى المشاركين في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني قرأها نيابة عنه عضو اللجنة المركزية للحزب الطاهر خاوة : "بهذه المناسبة التي  يجدد فيها حزب جبهة التحرير الوطني صفحاته الناصعة ليقرأها أبناء الجزائر بكل فخر واعتزاز أعرب لكم عن ارتياحي لتمكن قيادتكم من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد  المتجذر في أعماق الشعب الجزائري بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول بلادنا عهد التعددية السياسية وخاصة ما ألم به  خلال السنوات الأخيرة من محاولات متوالية لزعزعته". 
    

نص رسالة رئيس الجمهورية إلى المشاركين في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني 
 
"أخواتي  الفضليات  
        إخواني الأفاضل  

إسمحولي أن أستأذنكم بتطفلي هذا في مؤتمر الحزب العتيق لأن مسؤولياتي الدستورية تفرض علي عدم التحزب وأن أكون رئيسا لكل الجزائريين أنى كانت مشاربهم. 
أحييكم التحية اللائقة بوفائكم لحزب جبهة التحرير الوطني وبعطاء نضالكم جيلا بعد جيل  وبغيرتكم على مبادئه وقيمه  وبحفاظكم على موقعه الريادي في مسار بناء الجزائر والنهوض بها إلى عهد الديمقراطية الرصينة المسؤولة. 
إن جوانحي لهي اليوم مفعمة بأسباب الإعتزاز بما اكتسبه هذا الحزب من رصيد  نضالي عريق  يعرفه على مر الأجيال أبناء الجزائر جميعا  بل يعرفه كل من ساهم من قريب أو من بعيد في تاريخ النضال التحرري عبر العالم أجمع. 
ولذلك  فأنا  بهذه المناسبة التي يجدد فيها حزب جبهة التحرير الوطني صفحاته الناصعة ليقرأها أبناء الجزائر بكل فخر واعتزاز  أعرب لكم عن ارتياحي لتمكن قيادتكم من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد  المتجذر في أعماق الشعب الجزائري  بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول بلادنا عهد التعددية السياسية  وخاصة ما ألم به  خلال السنوات الأخيرة  من محاولات متوالية لزعزعته.  

ولذا, يطيب لي أن أبدي خالص تقديري لكل المناضلات والمناضلين الذين تمكنوا في كل مرة  من تجاوز المصاعب الظرفية التي اقتضت مزيدا من التجند والتبصر واليقظة في سبيل الحفاظ على حزبهم  والنهوض بدوره الفاعل الريادي لمواصلة بناء الجزائر والإرتقاء بها إلى مصاف البلدان المتقدمة في العالم. 

وليس أدل على ذلك من أنكم تجتمعون اليوم  جبهة واحدة موحدة  لكي تعقدوا مؤتمركم العاشر هذا  وأنا على يقين بأنكم بالغون  بلا ريب  هدفكم المنشود وبأن أعمالكم ستتميز عن أعمال المؤتمرات السابقة  بالنظر إلى المستجدات القائمة في الساحة السياسية الوطنية  والتحديات الهامة المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي. وذلك بفضل وطنيتكم الصادقة وإخلاصكم الدائم لحزبكم  وإقبالكم على تجديد الحزب وتشبيبه  سائرين قدما على نهج أسلافكم الأماجد من محرري الجزائر وبناة نهضتها. 

وإنني لأزداد تقديرا لنضالكم المشهود كلما فكرت في تاريخ الجزائر وكلما دققت النظر في معاناتها طيلة العهد الإستعماري البغيض  وكلما استحضرت مسيرة النضال والبناء منذ أن افتك الشعب الجزائري الأبي استقلاله افتكاكا وانطلق في مرحلة البناء والتشييد  تصميما منه أن تكون للجزائر المكانة اللائقة بها بين الأمم. 

كيف لا تراودني هذه المشاعر وتلك الذكريات في هذا الظرف بالذات  ونحن في شهر مايو وهو كما تعلمون شهر الصمود والتضحيات الباهظة الأليمة الراسخة إلى الأبد في الذاكرة الجماعية. 
 
      أخواتي الفضليات  
      إخواني الأفاضل  

إن التاريخ ليشهد بأن الجزائر استطاعت  فور ميلاد جبهة التحرير الوطني أن تتجاوز تلك المجازر الوحشية التي حدثت في مثل هذا الشهر قبل سبعين عاما وحولت دموع الألم إلى دموع ابتهاج واستبشار متواصل بالإنتصارات تلو الإنتصارات بفضل رباطة جأش محرريها الأشاوس وعزائمهم الصلبة القوية. فما أعظمه من كفاح خاضوه بثقة في النفس وإيمان بالنصر  وما زلتم تستكملونه بعدهم  وستظلون أنتم والآتون بعدكم  على مواصلته بكل عزم وثبات  على الدوام أوفياء للوطن العزيز.

أجل  إن مؤتمركم هذا مطالب بضمان استمرار نضالكم من خلال التمسك بتلك المبادئ والقيم السامية  المستمدة روحها من عقيدة ثورتنا التحريرية المظفرة. 
أنتم تدركون حق الإدراك أن حزب جبهة التحرير الوطني وقف منذ البداية ثابتا شامخا  بفضل تشبعه بتلك المبادئ العظيمة  معتمدا على جهوده الدؤوبة من أجل شق طريق جديد يقتضي منه  من بين ما يقتضي  أن يستمر في ترسيخ هويتنا الوطنية الحضارية التي لا نرضى عنها بديلا  وفي الدفاع عن الحرية والعدالة الإجتماعية وكذا في ضمان بقاء شعبنا على جادة إسلام أسلافه الميامين  ووسطية هذا الدين الحنيف وسماحته. 

ولئن كانت الجبهة الأم التاريخية المجيدة قد أنجزت معجزة تخليص هذا الوطن من ظلم الإحتلال الأجنبي الشنيع فإن سليلها حزب جبهة التحرير الوطني  هذا الذي كان وما يزال بمثابة العمود الفقري في البنية الإجتماعية السياسية الوطنية  يواصل الإضطلاع بدوره الحيوي في تحريك ركب قيادة البلاد في ظل التعددية الحزبية ودعم مسيرة البناء والتشييد  وكذا الإسهام بالقدر الأوفى في تفعيل قواعد الديمقراطية من خلال مختلف الأعمال السياسية المنسجمة مع برامج التنمية الوطنية الشاملة  المستجيبة لتطلعات الشعب وانشغالاته. وكذا مشاركته الإيجابية في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة في كنف التنافس النزيه بين الأحزاب  حريصا على تجسيد أهداف الإستراتيجية الوطنية  بمعية غيره من الأحزاب بمختلف اتجاهاتها. 

لقد أصبح لزاما على حزبكم أن يضطلع بدور الأسوة الحسنة للأحزاب الناشئة وأعني بذلك أنه يتعين عليه حتما أن يسعى  هو قبل غيره  إلى تعميق الديمقراطية الصحيحة  وتوسيع صفوفه بالتجديد والتشبيب  وبالتفتح على سائر شرائح المجتمع  في المدن والقرى  ذكورا وإناثا  على كل الذين يتطلعون إلى خدمة الصالح العام فوق كل اعتبار  والإنخراط في تسيير شؤون الدولة عبر استيفاء ما تتطلبه المساقات الحزبية والشعبية من تزكية وتثمين.  
       
        أخواتي الفضليات  
        إخواني الأفاضل  

إني  أشارككم هذا اليوم بكل جوارحي  مستبشرا خيرا بنتائج أعمالكم لمواصلة مسيرة حزبكم بعزم وثبات.  كما أشاطركم  لتحقيق ذلك  كل ما يختلج صدوركم من مشاعر نبيلة وما يراود عقولكم من أفكار مستنيرة  لتحقيق ما تصبو إليه الجزائر من تقدم وسؤدد. 

كما أني واثق بأنكم ستجعلون من حزب جبهة التحرير في هذه المرحلة الجديدة من مسيرته  حزبا يتطور متفاعلا منسجما مع مستجدات العصر  متمكنا من قيادة ركب التجدد الوطني  الذي لا مفر منه لمجتمعنا  لكي يتحكم في أسباب الرقي ويتخلص نهائيا من مظاهر التخلف. 

نعم  إني واثق أنكم ستجعلون من هذا الحزب  أكثر فأكثر  حزبا مرجعيا عتيدا يأخذ بيد أصحاب الإرادة الخيرة والكفاءة المتميزة والمواهب الصاعدة  يأخذ بيد كل من يساهم من قريب أو بعيد  في مؤازرة دولتنا الجمهورية على النهوض بأعبائها في تدبير شؤون البلاد والعباد على نحو أفضل  بجهد متواصل متزايد  من خلال ضاعفة 
برامج التوعية والتأطير  ومواصلة تجنيد المناضلات والمناضلين في خدمة الإستراتيجية الوطنية الشاملة. 
 
       أخواتي الفضليات  
       إخواني الأفاضل

لا شك أنكم ستوفقون في إنجاح أعمال هذا المؤتمر والخروج منه متحدين متكاتفين وراء قيادتكم التي ستنبثق عن هذا المؤتمر  نتاجا لحسن اختياركم وإمعان تبصركم وإعمال حسكم النضالي الذي لا يعرف الإرتجال ولا المحاباة في إحكام اختيار الأنسب للنساء والرجال القادرين على تحمل المسئوليات بجدارة وإخلاص. وعندئذ ستحدثون  
بلا ريب  وثبة نوعية ضمن منهج عمل حزبكم  مما سينعكس إيجابيا بشكل  أو بآخر على الحياة الوطنية في مختلف جوانبها ومستوياتها. 

هذا  وأتمنى أن تفضي أشغال مؤتمركم ونتائجها إلى ما آمل أن يزيد حزب جبهة التحرير الوطني شأنا وقدرة على تعزيز مكانته  أكثر فأكثر  لدى كل الجزائريين والجزائريات فيبقى جلهم على ثقة فيه  وفي جدارته بأن يظل وارث رسالة نوفمبر المجيدة حزبا رياديا أصيلا  عصريا متجددا  ملتزما مخلصا على الدوام في خدمة الجزائر 
الناهضة المتألقة. 
       المجد والخلود لشهداء الجزائر الأبرار".

تزكية الرئيس بوتفليقة رئيسا للحزب

زكى المشاركون في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني  رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للحزب.

و قد تمت تزكية الرئيس بوتفليقة برفع الأيدي و بالإجماع. 

للتذكير, تمت تزكية الرئيس بوتفليقة رئيسا شرفيا للحزب من قبل المشاركين في المؤتمر الثامن الجامع لهذه التشكيلة السياسية في 2005.

المصدر:(واج) 
        
 

الجزائر, سياسة