إذاعة أدرار تطفئ شمعتها ال20

تحتفل إذاعة الجزائر من أدرار بعشرينية إنطلاقها  في مثل هذا اليوم الرابع جوان سنة1995حيث واكبت التحولات الاجتماعية والتنموية للمشهد المحلي والوطني من خلال طاقم شاب ساهم بفعالية في تقديم إعلام جواري تفاعلي وذلك من خلال شبكة برامجية على مدى أربع ساعات سلطت الضوء على مكنونات أدرار في المجال التراثي والثقافي والعادات والتقاليد التي تعكس تنوع مناطقها الشاسعة قورارة توات وتيديكلت ثم توسعت خريطة البث زمنيا إلى ست ساعات ثم 12ساعة ف24ساعة مؤخرا.

الاحتفال شهد صباح اليوم حضور والي ولاية أدرار فواتيح مدني عبد الرحمان والسلطات المحلية والتنفيذية والإعلاميين والأسرة الإذاعية حيث أكد والي أدرار على دور الإذاعة المحوري في مختلف المجالات باعتبارها شريك أساسي من خلال الخدمة العمومية التي تقدمها ومستوى البرامج ومتابعة الأحداث ورصد انشغالات المواطنين .
والي أدرار وقف بعذ  ذلك عند مشروع المقر الجديد للإذاعة الذي وصلت به الإشعال إلى نسبة 65بالمئة بعد عام من الانطلاقة نوه بأهمية هذا الهيكل الجديد في منح مساحة مريحة لإطارات المؤسسة ويعكس جهود الدولة في هذا المجال.

هذا وأكد رئيس المشروع مدير الثقافة لولاية ادرار سليمان اويدن أن المقر الجديد يحتوي على استوديوهات حديثة وقاعات مزج وتركيب وقاعة محاضرات تتسع ل12 مقعدا مضيفا أن المشروع حقق نسب انجاز عالية متوقعا تسليمه قريبا

وفي لقاء احتفال بحضور السلطات المحلة والوجوه الإعلامية أوضحت مديرة الإذاعة شهرزاد سباطة خلال كلمة بالمناسبة التحديات المتعلقة بالحقل الإعلامي من خلال تقديم خدمة عمومية عبر شبكات متنوعة تراعي خصوصيات المنطقة الثانية وطنيا من حيث المساحة و المفتوحة على دول الساحل وذات التنوع الثقافي والتراثي العربي الامازيغي فضلا عن كنوزها العالمية ممثلة في المخطوطات والزوايا والفقارة والصنوف الفنية التقليدية وهو ما يمثل تضيف مديرة المؤسسة التزاما إنسانيا وأخلاقيا في المحافظة عليها والتعريف بها.

تجدر الإشارة أن الإذاعة تنظم هذا الخميس يوما مفتوحا حول" الإعلام الجواري ودوره في التنمية" بتنظيم بلاتوهات مفتوحة بمشاركة نخبوية ومسؤولين وكذا  حصص تفاعلية لرصد أراء المواطنين حول صورة الإذاعة بعد عشرين ربيعا من العمل الإعلامي

 

كرونولوجيا

المشهد الإعلامي بأدرار قبل 1995

قبل عشرين سنة من اليوم عانت ولاية أدرار عزلة إعلامية قاتلة تجلت في انعدام الجرائد وصعوبة التقاط برامج التلفزيون والإذاعة الوطنيتين واقتصار البث الإذاعي على برامج القناة الأولى فقط وإذاعة الساورة ببشار ،حيث كانت هذه الأخيرة المتنفس الوحيد لسكان الإقليم وكان صدى أدرار يصل من خلال المراسلين من أبناء المنطقة عبر أثير الساورة وعلي صفحات  بعض الجرائد الوطنية و الجهوية .

إذاعة أدرار المحلية مكسب إعلامي إنتشر أثيرها في فضاء الولاية

في ظل فراغ رهيب للخدمة الإعلامية العمومية برز في 04 جوان 1995 المنبر الإعلامي المحلي إذاعة أدرار المحلية التي رأت النور  بفضل مساعي حثيثة وجهود بعض المثقفين الذين راسلوا الجهات الوصية لفتح منبر إعلامي محلي يسد الفراغ الإعلامي بالمنطقة.

وكان لهم ذلك حيث دشنت إذاعة أدرار آنذاك من قبل وزير الإعلام الاسبق السيد محمد لمين بشيشي وإطارات المديرية العامة على رأسهم المدير العام الأسبق المرحوم السيد: "حمزة تيجني" بحضور السلطات المحلية للولاية أنداك

انطلاق البث المحلي الإذاعي كان بأربع (4) ساعات يومياًً من التاسعة صباحاًً إلى الواحدة زوالاًً بطاقم شاب بلغ 10 موظفين يخوضون تجربة الإعلام لأول مرة وكان يؤطرهم الأساتذة عبد الحميد تركي، بلقاسم غضبان وعبد الرحمن بوجعطيط.

تطور حجم البث الساعي وتعداد العمال منذ إنطلاق الإذاعة

بداية البث كانت بأربع ساعات يومياًً وفي سنة 1997 ارتفعت إلى 6 ساعات من التاسعة صباحاًً إلى الثالثة زوالاًً.

وفي سنة 2005 أرتفع حجم البث إلى 08 ساعات من التاسعة صباحاًً إلى الخامسة مساءاًً.

وفي سنة 2006 أرتفع حجم البث إلى 12 ساعة من السابعة صباحاًً إلى السابعة مساءاًً.

وفي سنة 2010 أرتفع إلى 13 ساعة من السابعة صباحاًً إلى الثامنة ليلاًً بتعداد برامج يفــــوق 45 بــــرنامجــــاًً في مخـــــتلف المــــــجـــالات بـــاللغـتــــين العـــربيـــــة و الامـــــازيـــغــيـــة

 (الزناتيــــــــــــــة و التارقيــــــــــــــــــة) .

وفي 10 افريل 2015 اصبح البث المحلي على مدار 24 ساعة دون انقطاع مع بث مشترك مع القناة الثانية و اذاعة القران الكريم .                                                                           

وقد ساير تزايد الحجم الساعي للبث زيادة في تعداد العمال فمن 11 عاملاًً سنة 1995 وصل اليوم الى 39 عاملاًً موزعين على مختلف الأقسام والمتمثلة في :

الأخبار والإنتاج والقسم التقني والإدارة والأمن والوقاية والسائقين.

الإنتاج الإذاعي: قفزة نوعية بعد تحديات كبيرة

 

عرف العمل الإذاعي في جانبه التقني قفزة نوعية في مجال الأجهزة الخاصة بالربورتاج والتسجيل والبث المباشر.

وفي سنة 1995 كانت الإذاعة تعتمد على أجهزة قديمة مستعملة جئ بها من إذاعة الساورة متمثلة في أجهزة " NAGRA + MAG ".

وكان العمل يتم بأستوديو واحد فقط يشتغل في الفترة الصباحية للبث المباشر وفي الفترة المسائية للتسجيل وكان هذا الوضع الصعب يحتم على العمال قضاء يوم كامل الى ساعات متأخرة من أجل تحضير المادة الإعلامية لليوم الموالي.

في سنة 1999 استفادت الإذاعة من عملية ترميم من قبل الولاية سمحت بإنجاز أستوديو جديد أصبح يستغل للبث المباشر فيما حول الأستوديو الأول للتسجيل وذلك باستقدام أجهزة جديدة مكنت أيضاًً من تخصيص غرفة للتركيب والمزج ما سهل عمل الطاقم الإعلامي، وسمحت هذه الترميمات والأجهزة الجديدة بتسهيل العمل الإذاعي وتوفير الوقت حيث كانت عملية البث تتم بالموازاة مع عملية الإنتاج فضلاًً عن الدور الفعال لغرفة التركيب والمزج.

مرحلة ما بعد 2007 :

في هذه الفترة دخلت إذاعة أدرار كغيرها من الإذاعات والإذاعة الأم عهداًً جديداًً من العمل والبث حيث أصبحت تعتمد كلياًً على أجهزة الإعلام الآلي في البث والإنتاج والمونتاج والتركيب ما سهل أكثر العمل الإذاعي فتحول من عهد NAGRA + MAG الذي يعتمد على الشريط والمقص إلى عهد الرقمنة والذي يعتمد على برامج في الإعلام الآلي للتسجيل والتركيب والبث.

 

إذاعة أدرار في الميدان وعلى القنوات الوطنية  :

منذ إنشائها إنتهجت إذاعة أدرار الرؤية الجوارية في خدمتها الإعلامية فركزت على الإنشغالات العميقة للمواطنين عبر هذا الإقليم الواسع الذي يشكل 18%  من التراب الوطني  حيث تجاوب المواطن الادراري مع فرق الإذاعة التي جابت كل البلديات على مسافات تعد بعشرات الآلاف الكيلومترات بفضل فرقها المتنقلة وسيارة الأستوديو  الجاهزة، بحثاًً عن المعلومات ونقلاًً للهموم والانشغالات وتنقيباًً عن التراث والمكنونات الثقافية والتاريخية وتبياناًً لما تقوم به الدولة من مجهودات جبارة من أجل التنمية المحلية في شتى مجالاتها. وما دعم وكرس مفهوم الإعلام الجواري بإذاعة أدرار إلى جانب طاقمها المرسم هو اعتمادها على شبكة واسعة من المراسلين بمعدل مراسل في كل دائرة حيث اعتمدت في البداية ثلاثة مراسلين كانوا مع إذاعة الساورة ليرتفع عددهم حالياًً إلى 10 مراسلين من أقصى الشمال بتنركوك إلى أقصى الجنوب بتيمياوين، فكانوا مرجعاًً أساسياًً للمعلومة وعيناًً قريبة لكل الإشغالات والاهتمامات.

ولم يقتصر هذا العمل على البث المحلي فقط وإنما كان ولازال يصل إلى القنوات الوطنية من خلال تغطية الأحداث وإرسال البرامج المتنوعة.

من البث عبر جهاز الراديو إلى البث عبر الساتل والأنترنت

مع التطور السريع الذي يشهده الحقل الإعلامي كان لزاماًً على الإذاعة أن تواكب هذا المسار حيث تدعم مجال بثها ليصل إلى كامل التراب الولائي عبر محطات البث الأرضي المنتشرة FM+AM بالإضافة إلى البث عبر الساتل وصولاًً إلى البث الحي بواسطة الأنترنت على الرابط: www.radioalgerie.dz/live/adrar.html هذه التقنية التي قربت المسافات وقلصت الوقت وساهمت في رواج أكثر للعمل الإذاعي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي .

كما تدعم الجانب التقني بأجهزة  المينوس menos- - ما يمكن من تيسيير عملية التبادل البرامجي فيما بين الاذاعات .

الآفاق المستقبلية:

بعد مسيرة 20 عاماًً في مقر قديم أجريت به عدة ترميمات هاهي المؤسسة اليوم تستفيد من مشروع مقر جديد بحي تيليلان بغلاف مالي قيمته (100.000.000دج) على مساحة إجمالية تقدر بـــ: 4055.97 م² ويأتي المشروع في طابقين:

-   الطابق السفلي: يضم قاعة الاستقبال والاستوديوهات وقاعات تقنية ومكاتب خاصة بالعمال ( قاعات التحرير والإنتاج) بالإضافة إلى مدرج يتسع لــ (100) مقعد ومرافق أخرى.

-   الطابق العلوي: خاص بالإدارة يوجد به مكاتب مختلفة خاصة بالإداريين ومصلحة الإشهار والميزانية إلى جانب مخازن للأجهزة والصيانة ومكتبة لحفظ الأرشيف.

وسيمكن المقر الجديد من دخول عهد أكثر تطوراًً في مجال النشاط الإعلامي، حيث يتم اعتماد  نظام "NETIA " في عملية البث الذي سيعمم على كل الإذاعات الجهويــة.

لحسن حرمة /شهرزاد سباطة 

 

 

ثقافة وفنون