خبراء يشددون على ضرورة إستهلاك الطاقة بطريقة عقلانية لمواجهة التغيرات المناخية

 أكد الخبير في مجال البيئة البروفيسور شيتور شمس الدين اليوم السبت بالبليدة على ضرورة إستهلاك الطاقة بمختلف أنواعها بطريقة عقلانية لمواجهة التغيرات المناخية و الحد من آثارها السلبية.
 وأوضح البروفيسور شيتور, ممثل الوزير الأول,  في مداخلة ألقاها خلال ندوة وطنية نظمت بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي تحت شعار "لنغير نمطنا الاستهلاكي للحد من التغيرات المناخية", ان السلوك الاستهلاكي للطاقة في الجزائر حاليا هو سلوك خاطئ و يجب تصحيحه من خلال تحسيس و توعية المواطنين باستهلاك الطاقة من ماء و كهرباء و غاز وغيرها بطرقة اكثر عقلانية".
 كما شدد ذات المتحدث على أهمية العمل على المحافظة على هذه الطاقات بهدف مواجهة التغيرات المناخية و الحد من آثارها السلبية مستدلا بمثال على الاستهلاك اللاعقلاني للبنزين حيث ان اكتظاظ المرور في الجزائر العاصمة يستهلك 200 طن من البنزين سنويا او ما يقدر ب80 مليون دولار في السنة ناهيك عن كمية ثاني أكسيد الكربون التي يتم بعثها في الهواء مما يسبب تلوثا خطيرا يؤثر على البيئة و على الانسان".
 ودعا ممثل الوزير الأول الى "الاستثمار في العنصر البشري و توعيته و التفكير في كيفية التقليل من استهلاك الطاقات الحالية المعرضة للزوال و التوجه نحو طاقات بديلة جديدة كالغاز الصخري الذي يجب ان يكون ضمن استراتيجية الطاقة المستقبلية".
 من جهتها ثمنت رئيسة الفيدرالية الوطنية لحماية البيئة فاطمة الزهراء زرواطي ما جاء به الدستور الجديد في المادة 17 مكرر التي تضمن الاستعمال الرشيد للموارد الطبيعية و الحفاظ عليها للأجيال القادمة و المادة 54 مكرر 2 التي تنص على الحق المضمون للمواطن في بيئة سليمة و التزام الدولة للمحافظة عليها .
 كما صرح الدكتور سمير قريمس اخصائي في البيئة ان التغيرات المناخية أصبحت اليوم "حقيقة اثبتت علميا في العديد من المناطق على مستوى العالم", مشيرا الى ان "الأمم المتحدة صنفت منطقة البحر المتوسط و شمال افريقيا من بين المناطق الأكثر هشاشة في العالم و تأثرا بالتغيرات المناخية".
 وأفاد بأن الظواهر المناخية كالفيضانات و الجفاف و انقراض بعض الأنواع الحيوانية و النباتية و انقسام الأنظمة البيئية و غيرها هي دليل على التأثير السلبي لهذه التغيرات في المنطقة.
 واكد ان التغيرات المناخية "لم تبق على المستوى البيئي فحسب بل أصبحت قضية جيو سياسية ينظر اليها على انها عامل من عوامل التنمية و الاستقرار على جميع المستويات ولهذا يجب ان يهيئ لها اطارا مناسبا لدراستها و إيجاد حلول لمواجهتها".
 و اجمع المتدخلون في هذا اللقاء الوطني الذي جمع أساتذة و باحثين في ميدان البيئة على وجه الخصوص على ضرورة إيجاد بديل في آفاق سنة 2030 و تعويض الطاقات الملوثة كالبترول بطاقات نظيفة و اقل كلفة و ذلك في اطار المخطط الوطني لتطوير الطاقات الى جانب تحسيس المواطن بضرورة الاستهلاك العقلاني للطاقة.

 

 

اقتصاد