وفيات الأطفال : منطقة غرب إفريقيا تتصدر دول القارة

أكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر (اليونسيف) مارك لوسي أن دول غرب القارة الإفريقية تأتي في مقدمة دول المنطقة من حيث وفيات الأطفال بتسجيل وفاة طفلين إثنين من بين عشرة أطفال لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات.

وأوضح ممثل اليونسيف في تصريح لواج بمناسبة إحياء يوم الطفل الإفريقي الذي يصادف ال 16 يونيو أنه إذا كانت دول شمال إفريقيا تمثل "أضعف" نسبة في وفيات الأطفال فإن دول غرب القارة تسجل أعلى نسبة لهذه الوفيات وذلك بوفاة طفلين اثنين من بين عشرة أطفال لاتتجاوز أعمارهم خمس سنوات.
وتعود أسباب ارتفاع هذه النسبة بغرب إفريقيا -كما أوضح-إلى انتشار الملاريا والإصابة بالإسهال وسوء التغذية وذلك خلافا لباقي المناطق الأخرى كشرق وجنوب القارة التي تشهد إنخفاظا في نسبة الوفيات بأقل من 50 بالمائة أي وفاة طفل واحد من بين 13 خلال السنوات الأخيرة .

وفيما يتعلق بإنتقال فيروس السيدا من الأم إلى الطفل فقد سجل ممثل اليونسيف "تحسنا ملموسا" خلال العشرية الأخيرة منوها بدور منظمة الأمم المتحدة لمكافحة السيدا (أونوسيدا) في مساهمتها ببرامج وقائية أثبتت نجاعتها ببعض دول القارة كالجزائر.
وفي الوقت الذي تعاني فيه بعض دول القارة من سوء تغذية الأطفال أثار ممثل اليونسيف مسألة إرتفاع الوزن لدى هذه الشريحة بدول أخرى للمنطقة حيث وصلت نسبة هذا الإرتفاع إلى 14 بالمائة لدى الفئة العمرية ما بين الصفر والخمس سنوات.
وفي هذا الشأن أوضح أن مشكل إرتفاع الوزن يعود إلى التغذية غير المتوازنة والتي تعد من بين الأسباب المؤدية إلى السمنة التي تنجر عنها عدة أمراض "خطيرة ومعقدة ومكلفة " في نفس الوقت.
وداعا في هذا المجال الدول التي تعاني من ظاهرة إرتفاع في وزن الأطفال إلى وضع برتوكولات علاج تساعد على تنمية سليمة مع إعداد دفتر صحي والإلتزام  بالإرشادات الطبية لإعداد أجيال تكون في صحة جيدة.
 وبخصوص حق الطفل في التعليم أكد السيد لوسي أن الوضعية "تبقى متباينة" بين دول القارة رغم إحداث تطور على العموم في نسبة التمدرس قدر  منذ 1980 ب 8ر0 بالمائة سنويا معبرا عن أسفه للتأخر المسجل بغرب القارة في هذه النسبة التي لم تتجاوز -حسبه- 60 بالمائة مع تفاوت بين الجنسين .
 أما بمنطقة شرق وجنوب القارة فقد لاحظ ممثل اليونسيف إرتفاعا مذهلا في نسبة التمدرس بالطور الإبتدائي بفضل تغيير السياسات التربوية لدول المنطقة ولو أنه يبقى بعيد عن بلوغ المقاييس العالمية.
وفيما يتعلق بدول شمال القارة نوه ممثل اليونسيف بالمجهودات المبذولة لضمان تمدرس جميع الأطفال لاسيما بالطور الإبتدائي  مشيدا بتجربة الجزائر التي وصفها ب"الرائدة"في هذا المجال.
ويذكر أن نسبة التمدرس قد بلغت بالقارة السمراء على العموم -حسب ذات المتحدث- 89 بالمائة لدى الذكور و86 لدى الإناث مع تسجيل تفاوت من دولة إلى أخرى.

وتطرق الممثل الأممي من جانب آخر إلى " نقطة سوداء تميز القارة الإفريقية عن بقية مناطق العالم "على حد تعبيره تتمثل في إستغلال الأطفال في النزاعات والأزمات وصافا هذه الوضعية "بالمثيرة للقلق" رغم المجهودات التي يبذلها الإتحاد الإفريقي من أجل السلم وإستقرار القارة منوها بالدور الذي تقوم به لجنة الخبراء لحقوق ورفاهية الطفل التابعة له.

وكشف بأنه بمناسبة يوم الطفل الإفريقي ستنشر اللجنة تقريرا حول وضعية جرالأطفال إلى الحروب والنزاعات التي لازالت تهدد استقرار القارة .
وفي هذا السياق عبر السيد لوسي عن أسفه الشديد لتجنيد بعض الفصائل والجماعات المتمردة للأطفال في نزاعات محلية وعمليات متطرفة وإستغلال هذه الفئة جنسيا ناهيك عن عمليات الإختطاف التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال أدت إلى مغادرة 2000 من بينهم مقاعد الدراسة.
ودعا في هذا الجانب مجتمعات ودول القارة الإفريقية إلى تعزيز العمل الوقائي تطبيقا للإتفاقية الإطار للأمم المتحدة لحقوق الطفل ودعا لتسهيل مهام المنظمات الدولية والإنسانية ميدانيا لحماية هذه الشريحة .
ويتوقع  السيد لوسي تحسين وضعية الأطفال بدول القارة الإفريقية تبقى مرهونة بمدى إحترام تطبيق برنامج ألفية التنمية المستدامة الذي سطرته الأمم المتحدة بين 2016 و2030 لإستدراك ما فشلت فيه خلال ألفية الأمم المتحدة للتنمية (2000 /2015).

(واج)

العالم, افريقيا