إسمـــاعيل شـــرقي للإذاعـــة: لم يـــعد مقبـــولا تمـــويل نشـــاطات الاتحـــاد الافريقي وميزانية مــفوضية الســـلم والأمــــن من خــــــــارج إفريــــقيـــا

افتتحت اشغال الدورة العادية الـ 27 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي التي تشارك فيها الجزائر هذا الاحد بكيغالي (رواندا) في جلسة مغلقة.

  ويشارك الوزير الاول عبد المالك سلال الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هذه القمة.

وتعد قضايا السلم والأمن في إفريقيا وانتخاب الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي وتمويل هذه الهيئة القارية المحاور الأساسية بحسب إسماعيل شرقي مفوض السلم والامن بالاتحاد الإفريقي الذي أكد أنه لم يعد مقبولا تمويل نشاطات الهيئة الإفريقية من الخارج.

   وأوضح اسماعيل شرقي  للإذاعة الجزائرية  أن رؤساء الدول و الحكومات الإفريقية  سيعكفون على دراسة التوصيات المنبثقة عن دورة مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي المنعقدة في 11  جويلية 2016 في العاصمة الرواندية كيغالي، لاسيما في جنوب السودان و بورندي والتطورات الأخيرة في الصحراء الغربية  و كذا مسائل الإرهاب التي تمس عدة دول افريقية لاسيما الصومال و التشاد.، فضلا عن مناقشة قضية استراتيجية أخرى و هي تمويل الاتحاد الإفريقي و الميزانية خاصة صندوق السلم و الأمن ، حيث لم يعد مقبولا تمويله و النشاطات الأخرى للهيئة القارية من الخارج ، مشيرا إلى أن القادة قد اتفقوا على اقتراح حل جديد على أمل اعتماده خلال اشغال القمة اليوم.

وأكد إسماعيل شرقي أن للجزائر دورا هاما واستراتيجيا في كل مقررات واقتراحات الاتحاد الإفريقي لخدمة السلم والتنمية بالقارة الإفريقية موضحا- للإذاعة الجزائرية -أن مشاركة الجزائر في الاجتماع الوزاري الذي سبق أشغال القمة الإفريقية، بكيغالي ذات نوعية عالية مشيرا إلى دور وزير الدولة وزير الخارجية رمطان لعمامرة وإسهامه الكبير في لم الشمل حول كل القضايا المطروحة.

سلال يدعو الى العمل على استكمال انشاء منطقة التبادل الحر القارية

ودعا الوزير الاول عبد المالك سلال هذا الاحد بكيغالي الى " تكثيف جهود" الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي من أجل استكمال استحداث المنطقة القارية للتبادل الحر في آفاق سنة 2017 . 

و في مداخلة له خلال اجتماع حول موضوع "تكامل الاتحاد خصوصا المنطقة القارية للتبادل الحر" أكد سلال أن "اقتراب الآجال المحددة سنة 2012 من طرف رؤساء الدول و الحكومات من أجل استكمال استحداث المنطقة القارية للتبادل الحر في آفاق سنة 2017 يتطلب تكثيف جهود الدول الأعضاء لتكون في موعد هذا الانجاز القاري الهام".

في هذا الشأن جدد سلال "التزام الجزائر ببذل كل ما في وسعها من أجل المساهمة فعلا و بالتشاور مع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي لتحقيق التكامل بقارتنا علما أن منطقة التبادل الحر تعد أهم محرك لها".

كما استطرد يقول "يجب أن يكون لدينا اقتصاد افريقي متين لمواجهة التكتلات الدولية الأخرى".

من جهة أخرى  أشار الوزير الأول الى أنه "لا تزال هناك تحديات تحول دون تجسيد استحداث هذه المنطقة خصوصا التحدي المتمثل في انتماء عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي الى تكتلات اقتصادية اقليمية عديدة في آن واحد".

و صرح سلال أن مسار المفاوضات من أجل انشاء هذه المنطقة "قد يبدو محركا حقيقيا لتقويم هذه الاختلالات الهيكلية في التكتلات الاقتصادية الاقليمية".

"و من هذا المنطلق وبغية تحقيق تقدم في المسار ستنظم الجزائر في مطلع ديسمبر 2016 لقاء هاما لرجال الأعمال الافارقة تحت شعار "المنتدى الافريقي للاستثمار  والاعمال: موعد الجزائر" بمشاركة أكثر من 2000 متعامل اقتصادي هام من افريقيا.

افريقيا هي القارة الوحيدة التي لا تزال تعاني من " اجحاف تاريخي"

وأكد الوزير الاول عبد المالك سلال بكيغالي أن افريقيا هي القارة الوحيدة التي لا تزال تعاني من " اجحاف تاريخي" كونها غير ممثلة في مجموعة الاعضاء الدائمين لمجلس الأمن الأممي الذين يتمتعون بحق الفيتو.

و في مداخلة له حول اصلاح مجلس الامن الأممي و نشاطات لجنة الـ 10 خلال قمة الاتحاد الافريقي صرح السيد سلال " يجب أن نؤكد مجددا أن افريقيا هي القارة الوحيدة التي لا تزال تعاتي من اجحاف تاريخي كونها غير ممثلة في مجموعة الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الذين يتمتعون بحق الفيتو".

و قد أكد سلال على " الموقف السلبي" لمجلس الأمن و " المخالف للالتزمات المتعهد بها في اطار الشراكة الاستراتيجة بين الأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي مما يتطلب ضرورة اصلاح مجلس الأمن".

كما أكد سلال ضرورة التزام جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي لاسيما تلك المنتمية الى مجموعات مصالح أخرى بغية " تدعيم نشاط المرافعة لصالح الموقف الافريقي المشترك ( اجماع ايزولويني)". 

في نفس الخصوص أوضح الوزير الاول أن "كل اصلاح لمجلس الأمن دون أخذ مصالح و موقف افريقيا في الحسبان سيكون  بداية لمسعى انتحاري".

و أردف يقول مخاطبا رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي " يجب أن نبقى متضامنين و متحدين".

للتذكير "ما انفك الاتحاد الإفريقي يطالب بنظام أممي عادل و متوازن و بتجديد مطلبه الرئيسي المتمثل في تمثيل إفريقي ضمن هيئات القرار الأممية و خاصة بمجلس الأمن مع صفة عضو دائم".

ثلاثة مرشحين لخلافة رئيس المفوضية

وسيقوم رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بانتخاب رئيس جديد للمفوضية خلفا للجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني زوما التي تم انتخابها من قبل قمة الاتحاد الإفريقي في جويلية 2012.

   ويتنافس ثلاثة مترشحين على هذا المنصب ويتعلق الأمر بوزيرة الشؤون الخارجية لبوتسوانا بيلونومي فانسون ماتوا ونائبة الرئيسة الأوغندية سبيسيوزا وانديرا كازيبوي ووزير الشؤون الخارجية لغينيا الاستوائية اغابيتو مبا موكوي.

 وسيقوم الاتحاد الإفريقي خلال هذه الندوة بإصدار جواز سفر إفريقي الذي سيكون أول المستفيدين منه رؤساء الدول والحكومات ووزراء الشؤون الخارجية والممثلون الدائمون للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بمقرها بأديس أبابا (إثيوبيا).

     وتعتبر المنظمة الإفريقية أن منح هذا الجواز سيفتح المجال للمصادقة والتصديق من قبل الدول الأعضاء على كافة البروتوكولات والقوانين المتعلقة بجواز السفر الإفريقي.

    وأشار الاتحاد الإفريقي إلى أن هذه المبادرة المباشر فيها سنة 2014 تندرج في إطار أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063 وتهدف إلى تسهيل تنقل الأشخاص والسلع والخدمات في الاتحاد الإفريقي بغية بعث التجارة الإفريقية وضمان اندماج القارة وتنميتها الاقتصادية.

 وترأست الجزائر اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063 وهي «خارطة طريق تطمح إلى جعل إفريقيا قارة مزدهرة تقوم على أساس النمو الشامل والتنمية المستدامة".

    وتتضمن هذه الأجندة 7 تطلعات و12 برنامجا أساسيا في إطار المخطط العشاري الأول لتنفيذها (2013-2023)

  وتوجت الدورة العادية الـ 29 للدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي التي قام بتمثيل الجزائر فيها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة بمشروع قرارات سيتم رفعه إلى قمة الاتحاد الإفريقي.

  ووافق المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي خلال هذه الدورة على أرضية الجزائر حول دور هيئات الأمن في وضع حد للعنف الممارس ضد المرأة في إفريقيا لاسيما خلال النزاعات.

المصدر: الإذاعة الجزائرية /وأج

الجزائر