تبون من أديس ابابا: الجزائر "عملت دوما على ترقية حقوق الشباب و مصالحهم"

أكد الوزير الأول، عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بأديس ابابا أن الجزائر الواعية بدور الشباب في مسار التنمية الاجتماعية و الاقتصادية الوطنية  عملت دوما على ترقية و تعزيز حقوق و مصالح هذه الشريحة من السكان.

و قالتبون الذي يمثل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في أشغال القمة ال29 للاتحاد الإفريقي التي انطلقت اليوم الاثنين بأن"الحكومة وضعت  بالفعل ترقية الشباب في قلب استراتيجيتها بحيث خصصت لها في إطار التنسيق بين  القطاعات دينامكية دعم منسجم و متكامل يشمل برامج التربية و التكوين و الحماية من الآفات الاجتماعية  و كذا الورشات الخاصة بالتشغيل و الاستفادة العادلة من  السكن و الممارسة الرياضية و الترفيه".

و أشار الوزير الأول إلى أن الحكومة تبنت في هذا الصدد "مسعى توافقي و تشاركي قائم على الحوار يولي دعما رئيسيا للحركة الجمعوية الشبابية مع إنشاء إطار وطني لملائم لتشاور و الخبرة و المساعدة على اتخاذ القرار".

و وصف إحداث المجلس الأعلى للشباب في الدستور الجديد ب"المكسب الهام" الذي  يترجم "نظرة استشرافية للدور الحيوي والفعال للشباب في تأطير هذه الفئة  الاجتماعية ورقيها  و ترقيتها على درب التقدم و العصرنة".

و أوضح أن هذا المجلس الذي يعد هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية يعتبر بطبيعته "فضاء للحوار و إطارا للاقتراح يعزز مشاركة الشباب في حياة البلد من  خلال مساهمة مفيدة في مجموع قطاعات النشاط".

و ذكر السيد تبون في هذا السياق بالبرنامج المتكامل للمساعدة على خلق مناصب  شغل لصالح الشباب الذي وضعته الحكومة الجزائرية والذي أفضى إلى "نتائج معتبرة  سواء بالنسبة لمفعوله المباشر على الشباب أو بالنسبة لأثره الايجابي على  النشاط الاقتصادي و الاجتماعي بصفة عامة".

و أشار في هذا الصدد أن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب قامت بتمويل  367.980 مشروع منذ إنشائها سنة 1996 بكلفة تفوق 358 مليار دينار مما سمح بتوفير نحو 900.000 منصب عمل.

وعلى الصعيد القاري  ابرز الوزير الأول مواصلة الجزائر لبرنامج واسع للتعاون الجامعي تم الشروع فيه منذ الاستقلال و يتمثل في منح سنويا زهاء 2000 منحة دراسية للطلبة الأفارقة في مختلف فروع التعليم العالي و التكوين المهني.

و توضيحا لهذا الواجب التضامني المتواضع، أوضح السيد تبون أن الجزائر كونت منذ الاستقلال حوالي 100.000 إطار إفريقي متخرج من مختلف الجامعات مشيرا إلى  أمه يوجد اليوم في الجزائر 5000 طالب يتابعون تكوينا في جامعاتها وأنها تبقى  بطبيعة الحال حريصة على مواصلة هذا الاستثمار في الشباب الإفريقي.

و أكد الوزير الأول استعداد الجزائر ل"مواصلة الاستثمار في تكوين و ترقية النخبة الإفريقية و كذا إرادتها في تقاسم كل التجربة و الخبرة المكتسبتين طيلة خمسين سنة في هذا الميدان".

و أضاف أن الجزائر تشترك في كل مبادرة افريقيا تهدف إلى توحيد جهودنا من أجل تعزيز الاستثمار في الشبيبة و الاستفادة على الوجه الأمثل منها خدمة لرقي قارتنا.  

الشبيبة:  قوة حية بالنسبة للقارة الإفريقية و ضمان لمستقبلها

و من جهة أخرى، أشار السيد تبون  إلى أن انعقاد  هذه القمة حول الموضوع الهام  "تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب" لدليل على الاهتمام  الذي توليه  القارة لهذه  الشريحة الاجتماعية التي تشكل "القوة الحية للقارة الإفريقي و ضمان لمستقبلها ". 

كما وصف السيد بون الشبيبة الإفريقية بدولب أساسي من أجل التحول الهيكلي  للقارة عل الصعيدين  الاقتصادي و الاجتماعي طبقا لمقاربة أجندة 2063 من أجل إفريقيا مزدهرة بفضل نمو شامل و تنمية مستدامة. 

و كما أشار الوزير الأول إلى الأهمية  التي تكتسيها المهمة المناطة بالشباب الذي ينبغي أن "يحظى بالشروط  المواتية من حيث تربية ذات نوعية و تكوين كفيلين بتزويده بالمعرفة و التكنولوجيات الحديثة الضرورية لرقيه الاجتماعي و المهني". 

واقترح السيد تبون تمكين هذه الشريحة من منظومة صحية فعالة و أن تكون محل عناية خاصة من أجل إعدادها لعالم الشغل من خلال جملة من الآليات الكفيلة  بتحفيز روح  المبادرة و البحث عن الفرص الاقتصادية و الاجتماعية سيما من خلال إطلاق المؤسسات الصغيرة و المتوسطة المستحدثة للثروة و الشغل. 

و في هذا السياق دعا الوزير الأول الحكومات و الطبقات السياسية و كذا المجتمعات المدنية إلى "السهر من خلال تعبئة دائمة و توعية مستمرة على حماية الشبيبة من الإخطار و المخاطر الكثيرة المرتبطة بالظرف الذي نعيشه لاسيما الراديكالية و التطرف و قرينتها الإرهاب و الاتجار بالمخدرات و الجريمة العابرة للأوطان و كذا الهجرة غير الشرعية التي تظل تعبيرا عن يأس جزء من الشباب الإفريقي في ظل تدهور ظروف المعيشة الاقتصادية و الاجتماعية". 

و ذكر السيد تبون ب " التضحيات الجسام التي قدمتها البلدان الإفريقية منذ  عقود من الزمن من أجل الارتقاء بالشبيبة الإفريقية في إطار جهد  جماعي لقي امتدادا على مستوى منظمتنا القارية و المجموعات الاقتصادية الإقليمية". 

و ثمن السيد تبون بهذه المناسبة "التقدم المحرز" في هذا المجال داعيا في هذا  الصدد إلى إشراك الشبيبة في المشاريع الكبرى التي تطلقها الدول الإفريقية. 

و اعتبر السيد تبون في الختام أن هذا الإشراك في النسيج الاقتصادي والاجتماعي يحتاج ليكون على الوجه الأمثل أن نعزز بشكل تدريجي التزامنا بأعمال مشتركة من شانها أن تخلق تآزرا إقليميا بغية وضع العائد الديمغرافي في خدمة نمو اقتصادي شامل".

تبون : تنفيذ ورشة إصلاح الاتحاد الإفريقي يتطلب  تكفلا "تدريجيا و توافقيا" 

أكد الوزير الأول عبد المجيد تبون هذا الاثنين بأديس أبابا أن تنفيذ الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الإفريقي "عملية  معقدة مليئة بالعراقيل الموضوعية التي تتطلب تكفلا تدريجيا و توافقيا"  حتى  "تتعزز" كل القارة الإفريقية بهذه الإصلاحات.

و أوضح تبون خلال الاجتماعات التشاورية لرؤساء الدول و الحكومات  المخصصة لمناقشة المسائل الإستراتيجية و ذات الأولوية المنعقدة قبل الافتتاح  الرسمي للدورة الـ 29 لقمة الاتحاد الإفريقي  قائلا "بالرغم من النية الحسنة في  البداية إلا أن تنفيذ ورشة الإصلاح الكبيرة عملية معقدة مليئة بالعراقيل  الموضوعية التي تتطلب تكفلا تدريجيا و توافقيا".

و أردف الوزير الأول قائلا "لهذا فإنه من الأولى لنا أن نعطي أنفسنا الوقت  اللازم لدراسة كل الجوانب المتعلقة بتنفيذ تدابير الإصلاح المؤسساتي في  الاتحاد الإفريقي من خلال تقديم التصويبات و التصحيحات اللازمة في إطار مسعى  شامل يشرك من خلاله أكبر عدد ممكن من الدول الأعضاء".

و أكد تبون الذي يمثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في  أشغال القمة الـ 29 للاتحاد الإفريقي أن مسار الإصلاح المؤسساتي للاتحاد  الإفريقي كغيره من المبادرات الكبيرة و الهامة "يجب أن يتطور في كنف الظروف  الملائمة للتجنيد و الالتزام المتنامي للدول الأعضاء"  مضيفا أن مبادرة كهذه  "لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق مسعى واقعي يجمع بين متطلبات و أهداف الإصلاحات  و قدرات المساهمة الحقيقية و خاصيات الدول الأعضاء للاتحاد الإفريقي".

و أشار تبون  مجددا تمسكه بمفهوم الإصلاح  إلى أن الجزائر تقترح "إيلاء  اهتمام خاص بضرورة المحافظة على مقاربة تضامنية و توافقية طوال هذا المسعى حتى  تتعزز كل القارة الإفريقية بهذه الإصلاحات.

و ذكر الوزير الأول بأن مسار الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الإفريقي وضع  منذ  إطلاقه في جويلية 2016 بكيغالي   "تثمين الفعالية و النجاعة لمنظمتنا الإفريقية  هدفا له مع الحفاظ على المبادئ و الأهداف و القيم الأساسية المكتوبة بأحرف من  ذهب في النصوص التأسيسية للاتحاد الإفريقي و منظمة الوحدة الإفريقية".  

و يجب أن يكون هذا الهدف "النبيل المتمثل في منح دور رئيسي لمنظمتنا مع  البقاء في نفس الوقت أوفياء للمبادئ المؤسسة لوحدتنا, يجب ان يتبع بطريقة  صارمة, و بقناعة عميقة في قدرة إفريقيا على مواجهة التحيات الراهنة".

و أوضح من جهة أخرى أن إصلاح الاتحاد الإفريقي "لا يجب أن يعني تحولا  بشكل يشكك في المبادئ الرئيسية للبناء الإفريقي و لا في التوازنات الأساسية  التي يقوم عليها البناء الإفريقي".

و أشار الوزير الأول إلى أن "القرار الذي تبنيناه في يناير الماضي هنا  باديس أبابا قد مكن من تحديد الإطار الاستراتيجي للإصلاح المؤسساتي للاتحاد  الإفريقي و التوجه نحو الإمام في تجسيده".

و أكد تبون من جهة أخرى أن الجزائر "تدعم و تتبنى" النداء الذي  أطلقه الرئيس الروندي بول كاغامي الذي قدم تقريرا حول الإصلاح المؤسساتي  للندوة للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي "حتى يوفوا بالتزاماتهم  الإفريقية  التأسيسية".

و استرسل تبون يقول إن الجزائر "تود ايضا تقديم دعمها الكلي  للاقتراحات المقدمة بشان الحفاظ على الوضع السياسي لرؤساء دول و حكومات مبادرة  الشراكة الجديدة من اجل تنمية إفريقيا كمحرك و إطار زعامة في توجيه نشاطاتنا و  برامج الشراكات".

و في هذا الشأن أشاد بالتزام الرئيس كاغامي بمواصلة التعامل مع الدول  الأعضاء قصد إجراء التعديلات التي تفرض نفسها في مرحلة تنفيذ إجراءات الإصلاح  المؤسساتي للاتحاد الإفريقي.

انطلاق أشغال القمة الـ 29 لرؤساء دول وحكومات  الاتحاد الإفريقي

افتتحت أشغال القمة الـ 29 لرؤساء دول وحكومات  الاتحاد الإفريقي هذا الاثنين  بأديس أبابا بمشاركة الوزير الأول عبد المجيد تبون  ممثلا لرئيس الجمهورية  عبد العزيز بوتفليقة.

ويتطرق رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي خلال هذه الندوة التي تدوم يومين بالعاصمة الأثيوبية إلى إصلاح المنظمة الإفريقية و تمويلها.
ومن المنتظر ان تناقش القمة المنعقدة تحت موضوع "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب" وهو نفس موضوع دورة جواتن المنعقدة كذلك بأديس أبابا جملة من المسائل المهمة من بينها السلم و الامن في القارة الإفريقية.
وعلاوة على مناقشة هذه المسائل خلال الجلسات سيتم انتخاب مترشحين لمنصبي مفوض الشؤون الاقتصادية و مفوض الموارد البشرية و كذلك المصادقة على ميزانية 2018 للاتحاد الإفريقي.
ويقود تبون الذي وصل ظهر أمس الأحد إلى أديس أبابا الوفد الجزائري في أشغال ندوة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي الذين عينوا خلال القمة المنعقدة شهر يناير المنصرم الرئيس بوتفليقة منسقا للاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف.    
وفي هذا السياق سيعرض تبون باسم رئيس الجمهورية مذكرة حول الاستراتيجية الافريقية في مجال مكافحة الإرهاب من شأنها ان تستعمل كخارطة طريق لجهود المنظمة الإفريقية في هذا الإطار.    
ووصل الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي الغيني ألفا كوندي عشية انعقاد القمة ليترأس سلسلة من الاجتماعات من بينها تلك المتعلقة بالمبادرة الإفريقية للطاقات المتجددة وهي أحدى الآليات التي وضعتها ندوة المناخ لباريس "كوب 21".

 

 

 

الجزائر, سياسة