القمة الاسثنائية حول إسكات البنادق : إدانة ومطالبة بعقوبات ضد المحتل المغربي

أنهى الاتحاد الافريقي ليلة الأحد، قمته الاستثنائية الرابعة عشر حول برنامج اسكات البنادق التي جرت عبر تقنية التواصل عن بعد، و ترأسها الرئيس الجنوب أفريقي السيد سيريل رامافوسا بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي الذى ترأس قبلها بيوم واحد القمة الاستثنائية الـ 13 حول منطقة التجارة الحرة الأفريقية.

و تمت المصادقة بالإجماع على مشروع القرار الذي اقترحته لوزوطو و دعمته 12 دولة أفريقية و الذي يسلط الضوء على الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الصحراوية بعد العدوان المغربي، و يطالب مجلس السلم و الأمن الافريقي و اللجنة الثلاثية بالاجتماع لدراسة القضية الصحراوية و الإقرار عنها للقمة القادمة لرؤساء الدول و الحكومات الإفريقية، و ذلك من اجل التوصل لحل يمكن الشعب الصحراوي من التمتع بسرعة بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير و الاستقلال، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الصحراوية.

وتجدر الاشارة  إلى أن المداولات و التقارير المقدمة للقمة كان طابعها الأساسي هو التمسك القوي بمبادئ و أهداف الاتحاد المتمثلة في احترام الحدود والامتناع عن استعمال القوة بين الدول الأعضاء واحترام سيادتها وسلامة أراضيها لكونها الشرط الاول لإسكات البنادق.

و أصدرت وزارة الإعلام  في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بيانا عادت فيه إلى كلمة الرئيس الجنوب أفريقي و رئيس الاتحاد التي عبر فيها عن انشغال القارة الأفريقية بالتطورات المتسارعة التي تشهدها الجمهورية الصحراوية، في إشارة لتجدد المواجهات العسكرية بعد العدوان المغربي الذي قضي نهائيا علي وقف اطلاق النار مطالبا بهذا الخصوص بتمكين الشعب الصحراوي من التمتع بحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف في تقرير المصير.

وحسب البيان فقد استقبلت القمة الاستثنائية أربع تقارير: تقرير لكل من رئيس المفوضية موسى فقي، تقرير مجلس السلم والأمن الافريقي الذي قدمه الوزير الاول  لمملكة ليزوطو، تقرير السيد إسماعيل شرقي مفوض السلم و الأمن الافريقي، و تقرير رمطان لعمامرة الممثل السامي للاتحاد الأفريقي حول إسكات البنادق، كل هذه التقارير تطرقت للقضية الصحراوية وأفردت لها فقرات و حيزا هاما.

وشهدت القمة خطابا هاما للرئيس إبراهيم غالي رئيس الجمهورية و الأمين العام للجبهة الذي اطلع نظرائه الأفارقة على آخر تطورات القضية الصحراوية بعد العدوان المغربي الغاشم على التراب المحرر من الجمهورية الصحراوية، و خرقه السافر للنصوص الأفريقية و الاتفاقيات الموقعة و التي تمت تحت رعاية الأمم المتحدة و منظمة الوحدة الأفريقية و المتعلقة بمخطط التسوية و بإجراءات وقف إطلاق النار، مما يعد تحديا و تمردا مغربيا على قرارات افريقيا و تطلعاتها نحو اسكات البنادق و التفرغ لمعركة التنمية و الرفاه.

وتعاقب على الكلمة اكثر من 12 دولة افريقية تنتمي لشمال و جنوب القارة، لشرقها و غربها معربة بشكل صريح عن إدانتها للعدوان المغربي و عن تضامنها مع الجمهورية الصحراوية و كفاحها من اجل الحرية و الاستقلال الوطني، و مطالبة كذلك الاتحاد الافريقي و الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية المنوطة بهما ازاء تصفية الاستعمار من القارة الأفريقية.

في هذا الاتجاه تدخل الرئيس الزيمبابوي السيد منانغاغوا مطالبا بانهاء الاستعمار فورا و بدون تأخير من التراب الصحراوي، و سار في نفس الاتجاه نائب الرئيس الناميبي الذي جدد التضامن المطلق مع كفاح الشعب الصحراوي و نضال الجمهورية الصحراوية من اجل الحرية و الاستقلال.

الوزير الأول الجزائري عبر عن الانشغال العميق أمام التطورات الأخيرة و تهديدها للسلم و الامن في المنطقة برمتها و جدد موقف الجزائر المبدئي المتمسك بانهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، أما الوزير الأول لمملكة لوزوطو فعبر عن دعم بلاده للقضية الصحراوية و تضامنها المطلق مع نضال الشعب الصحراوي، وقدم مشروع قرار إلى القمة بهذا الخصوص يطالب مجلس السلم و الأمن الافريقي و اللجنة الثلاثية بدراسة التطورات الأخيرة و تقديم تقرير إلى القمة الأفريقية القادمة مطلع شهر فبراير 2021.

 وندد وزير خارجية بوتسوانا بعدوان المملكة المغربية على المتظاهرين الصحراويين المسالمين الذي تظاهروا في بلادهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة، مؤكدا أن حرية القارة و استقلالها منقوصان إلى غاية التحرر التام للدولة الصحراوية، و طالب بمضاعفة المجهودات و تقوية التضامن مع الجمهورية الصحراوية و كفاح شعبها العادل و طالبت جمهورية يوغاندا هي الأخري بإدانة المحتل المغربي و بإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية.

ومن جهتها أيدت وزير الخارجية الكينية ممثلة للرئيس كينياتا إقتراح مملكة لوزوطو و دعت الاتحاد الافريقي لتحمل مسؤوليته خاصة مجلس السلم و الأمن الافريقي، و قد كرر كلامها السيد انطونيو تيتي وزير الخارجية الأنغولي معبرا عن تاييد بلاده القوي لكفاح الشعب الصحراوي.

السيدة ناليدي باندور وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية أثنت على تقارير الاتحاد الافريقي ، و طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بتحمل مسؤوليته و بتعيين مبعوث خاص للصحراء الغربية في اسرع الآجال للشروع في تطبيق قرارات الأمم المتحدة و خاصة منها التعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير. اما  رئيس وفد الموزمبيق فقد اكد في كلمة تلاها نيابة عن الرئيس الموزمبيقي علي التأييد المطلق لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال.

و عبرت جمهورية نيجيريا عن قلقها العميق ازاء تجدد المواجهة العسكرية بين الجمهورية الصحراوية و المملكة المغربية و طالبت جمهورية مصر من جانبها بتفعيل دور الآلية الافريقية الخاصة بالصحراء الغربية و بمتابعة مجلس السلم و الامن لتطورات الموضوع.

و حسب البيان فقد تميزت مداولات نهار أمس بعزلة مغربية تامة عمقتها أصوات قليلة و مأجورة، لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة، حاولت تفادي النقاش متذرعة بحجج واهية و سبب تحريكها من لدن المحتل المغربي حصوله على نتائج عكسية.

في ختام القمة تمت المصادقة بالإجماع على مشروع القرار الذي اقترحته لوزوطو و دعمته 12 دولة أفريقية و الذي يسلط الضوء على الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الصحراوية بعد العدوان المغربي و يطالب مجلس السلم و الأمن الافريقي و اللجنة الثلاثية بالاجتماع لدراسة القضية الصحراوية والإقرار عنها للقمة القادمة لرؤساء الدول و الحكومات الأفريقية، و ذلك من اجل التوصل لحل يمكن الشعب الصحراوي من التمتع بسرعة بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير و الاستقلال.

وتجدر الاشارة إلى أن المداولات و التقارير المقدمة للقمة كان طابعها الأساسي هو التمسك القوي بمبادئ و اهداف الاتحاد و المتمثلة في احترام الحدود و الامتناع عن استعمال القوة بين الدول الأعضاء واحترام سيادتها و سلامة اراضيها لكونها الشرط الاول لإسكات البنادق.

الوفد المغربي الذى كان معزولا لم يقنع المؤتمر بطرحه التوسعي البالي، و حاول مواجهة مشروع القرار بدون جدوى وبحجج باهتة و غير مقنعة و حمل في حقائبه موضوع العقوبات الذي اصبح يفرض نفسه علي محتل لا يحترم التزاماته و يدوس على كل المبادئ و يعتمد على المغالطات و الرشوة في علاقاته الدولية.

العالم, افريقيا