تأبينية مرزاق بقطاش: ابداعات الراحل و خصاله في شهادات كتاب و مثقفين

أقامت جمعية الكلمة للثقافة و الإعلام، ظهر اليوم الأربعاء، بالمكتبة الوطنية بالحامة لقاء بمناسبة أربعينية الفقيد الروائي والصحافي و المترجم مرزاق بقطاش الذي يعد قامة شامخة في الأدب الجزائري بحضور عائلته و عدد من أصدقائه من أدباء و نشطاء في المجال الثقافي.

وسمحت التأبينية للمتدخلين بتقديم بورتري عن الكاتب المبدع الذي كان يعتبر أن " كلمة واحدة تكفي لتأليف قصيدة نثرية أو قصة أو رواية" كما قدموا أيضا صورة عن بقطاش الإنسان الذي اجمع الحضور على إخلاصه و تواضعه.

و قد استحضر الأديب جيلالي خلاص و هو صديق الفقيد في كلمته الكثير من الذكريات التي جمعته بالفقيد مبرزا بالمناسبة مدى عشقه للبحر و زرقته حيث كان حاضرا دوما في جل أعماله مضيفا أن بقطاش "جعل من هوس البحر تخصصا في الكتابة ".

كما ذكر المتحدث بعشق بقطاش للغة العربية و إتقانه لها و قرأ بالمناسبة نصا نثريا بالفرنسية نعى فيه صديقه قدم من خلاله صورة جميلة عن علاقة بقطاش بالبحر و بوالده الذي كان صيادا و ربط خلاص البحر رمزيا بحب الوطن و أيضا بمقاومة المستعمر.

وتحدث الصحافي خليفة بن قارة من جهته عن ذكريات مع الفقيد في الصحافة و مؤسسات إعلامية مثل مجلس الإعلام الذي انتخبا فيه حيث كان حضور الراحل "علامة مميزة" كما قال.

و ابرزت الكاتبة و الوزيرة السابقة زهور ونيسي في كلمتها إتقان بقطاش للغة العربية بقولها " كان قويا في كتاباته و أيضا في اللغة العربية التي تعلمها على ايدي أساتذة أكفاء بالمدارس الحرة بالعاصمة "و أضافت انه كان أيضا قويا في اللغة الفرنسية و يحسن لغات أخرى.

و أكدت أن الراحل ترك "فكرا و كلمة و نصوص أدبية أثرت مكانة الأدب الجزائري ".

ومن جهته كشف التشكيلي الطاهر ومان الذي تعامل مع بقطاش في مجلة "أمال" و في مناسبات أخرى "سعة ثقافة الرجل في شتى الميادين خاصة في الفن التشكيلي" اذ كانت له كما قال "دراية بالمدارس الفنية وكل تقنيات الفن التشكيلي" مضيفا "كان يناقشني في ادق تفاصيل تصميم أغلفة روايته التي يتجلى فيها اللون الأزرق الذي يذكره بالبحر".

بدأ مرزاق بقطاش الذي ولد بالعاصمة في 13جوان 1945 و توفي في 2 يناير 2021 مشواره مع الكتابة كصحافي حيث عمل بوكالة الأنباء الجزائرية وعدد من الصحف والجرائد العربية والفرنسية.

و كتب روايات ومجموعات قصصية ومقالات صحفية و بعض الأشعار والنصوص الحرة من بينها رواية "طيور الظهيرة" والمجموعة القصصية "جراد البحر" و "دم الغزال" و بقايا قرصان" كما نشر بالفرنسية رواية مهمة بعنوان "كلاموس" (القلم)، و ترجمها، هو بنفسه، إلى اللغة العربية.

وقد تعرض في 1993 لمحاولة اغتيال من قبل جماعة إرهابية حيث أصيب برصاصة في رأسه ونجا منها بأعجوبة.

 

ثقافة وفنون