اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام.. شــهداء واجهوا المـوت بالإبتسامة فداء للـوطن

تحيي الجزائر هذا السبت، ذكرى اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام المصادف لـ 19 جوان من كل سنة، وهي الذكرى الـ 65 لاستشهاد البطل الرمز أحمد زهانة، المدعو زبانة والذي يعد أول شهيد جزائري يتم تنفيذ حكم  الإعدام فيه من طرف السلطات الإستعمارية الفرنسية.

ويقول االمؤرخ محمد لمين بلغيث إن كتب التاريخ تتحدث عن 3 آلاف جزائري حكمت عليهم إدارة الاحتلال الفرنسي بالإعدام،استفاد حوالي 650 منهم  من قرار العفو كمرحلة أولى، بالمقابل تم إعدام 217 مجاهدا، وبموجب اتفاقية ايفيان 1962 تم العفو الشامل عن ألفين محكوم عليهم بالإعدام.

وأضاف بلغيث في حديث للاذاعة الجزائرية  بأن قرارات الإعدام بالمقصلة التي أصدرتها فرنسا آنذاك، تمت عبر مجموعة من المراحل وشملت عدة سجون بالجزائر العاصمة ووهران و قسنطينة.

وبدوره يؤكد  المجاهد سنونسي بن  ميصرة، الأمين العام للجمعية الوطنية للمحكوم  عليهم بالإعدام خلال الفترة الممتدة ما بين 1954 و 1962 أن الشجاعة التي أظهرها المجاهدون و الثوار لحظة نطق الحكم بالإعدام في حقهم أذهلت أعضاء المحكمة الذين كانوا يتوقعون انهيارهم.

ففي الوقت الذي كان يتوقع القضاة رفقة مساعديهم بالمحاكم العسكرية خلال فترة  الإستعمار الفرنسي، إنهيار الثوار لحظة سماعهم قرار المحكمة القاضي بإعدامهم و توسلهم لهم لتخفيف الحكم، تفاجأوا بابتسامات وضحكات إرتسمت على وجوههم وكأنهم يقولون أن "حياتهم فداء لوطنهم".

وبالمناسبة دعا المجاهد بن مصيرة وأحد المحكوم عليهم بالإعدام من قبل محاكم فرنسا الاستعمارية، شباب اليوم لمواصلة مسيرة أجدادهم في  بناء الجزائر و الحفاظ على أمنها و إستقرارها مؤكدا أن "الجزائر حررها شبابهاو يبنيها شبابها".

حفظ وصون الذاكرة الوطنية من الأولويات

وجدد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني  هذا السبت  التأكيد أن حفظ وصون الذاكرة الوطنية وترسيخ  قيم ثورة نوفمبر الخالدة من "أولويات" قطاع المجاهدين. 

وقال زيتوني خلال كلمة ألقاها نيابة عنه مدير التراث التاريخي و الثقافي بوزارة المجاهدين، محمد ياحي، في ندوة علمية نظمت في إطار إحياء  الذكرى ال65 لاستشهاد أحمد زهانة المدعو "زبانة" أن "قطاع المجاهدين يجعل في مقدمة أولوياته حفظ وصون الذاكرة الوطنية وهذا تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية،  السيد عبد المجيد تبون، لترسيخ القيم والمثل العليا لثورة نوفمبر الخالدة".

وأبرز أن قطاع المجاهدين يسهر أيضا على "ضمان تلقين هذه القيم للناشئة، وهذا  حفاظا على المكتسبات والإنجازات المحققة ومواصلة لمسيرة الجزائر المستقلة التي  حلم بها الشهداء الأبرار ودافع عنها المجاهدون الأخيار".

كما أكد زيتوني، خلال هاته الندوة التي احتضنها متحف الوطني للمجاهد أن  "حفظ ذاكرة الشهداء واجب مقدس وميثاق غليظ، يلزمنا جميعا وعلى الدوام صونه وحفظه وتذكره لاستخلاص العبر والدروس"

واستدل في هذا المنحى، بإحياء الذكرى ال65 لاستشهاد البطل أحمد زبانة واصفا  هاته الذكرى ب"محطة من محطات التاريخ ودرسا آخر من دروس ثورة نوفمبر العظيمة،وإنها لذكرى غالية، نخلد فيها رمزا من الرموز الوطنية الذين صنعوا عزتنا  وكرامتنا".

وبعد أن عرج الوزير على المسيرة النضالية الحافلة لشهيد المقصلة الفرنسية،  ذكر بأن البطل زبانة هو أول شهيد أعدمه المستعمر الفرنسي بهذه الآلة الجهنمية  الفرنسية الصنع .

من جهتهم، أبرز المشاركون في هذه الندوة التي حضرها ممثلون عن الأسرة الثورية  والأسلاك الأمنية والكشافة الإسلامية الجزائرية، "المسار النضالي والجهادي  للشهيد زهانة وتأثير مدرسة الكشافة الإسلامية في تكوين شخصيته"، مبرزين "شجاعة  هذا البطل الذي أعدم وعمره لا يتجاوز الثلاثين سنة".

الشهيد أحمد زبانة..

البطل أحمد زهانة من مواليد سنة 1926 بولاية معسكر، التحق بصفوف  الكشافة الاسلامية عام 1940، لينخرط بعد ذلك في العمل السياسي مع حركة  الانتصار والحريات في 1946، ليكلف بمهمة صناعة المتفجرات وصيانة الأسلحة.

اعتقل زبانة في 2 مارس 1950 بتهمة "التآمر" على أمن الدولة الفرنسية وضرب  هيبتها في الداخل والخارج وبعد استنفاذ عقوبة الحبس (3 سنوات)، عين على رأس  المنطقة الخامسة، حيث شكل أربعة أفواج عشية اندلاع الثورة التحررية المجيدة في  الفاتح نوفمبر 1954.

وقع البطل زهانة أسير الجيش الفرنسي يوم 11 نوفمبر 1954 وهو جريح بعد إصابته  برصاصتين أثناء اشتباك عنيف مع قوات الاحتلال بغار بوجليدة (معسكر) ثم قدم  للمحاكمة العسكرية التي أصدرت في حقه حكم الإعدام ليتم نقلة إلى سجن بربروس  بالعاصمة ليعدم في 19 جوان 1956 بالمقصلة، ليكون بذبك أول شهيد أعدم  بالقمصلة.

المصدر:الإذاعة الجزائرية / وكالة الأنباء الجزائرية