مصباح مناس للإذاعة : "تصريحات ماكرون الأخيرة سقطة لحسابات انتخابية بامتياز"

اعتبر المحلل السياسي و الأمني  مصباح مناس  تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأخيرة سقطة أخرى  و تجاوز للخطوط الحمراء لكل الأعراف الدبلوماسية تعكس ارتمائه في حضن الجناح المتطرف لحسابات انتخابية بامتياز.

قال المحلل السياسي و الأمني مصباح مناس لدى نزوله ضيفا هذا الأحد على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى،  إن الجانب الفرنسي  ليس لديه العديد من الخيارات إلاّ مراجعة التصورات الخاطئة في علاقاتها مع الجزائر،مشيرا إلى أن"المستقبل يعمل لصالح الجزائر وليس لصالح فرنسا التي ستكون الخاسر إذا ما استمرت في توجهاتها الاستعلائية والعنجهية"، متوقعا تغيير الخريطة السياسية في فرنسا عقب الإنتخابات المقبلة.

و في سياق متصل أبرز مناس أن هذه التصريحات  التي جاءت عشية إحياء الذكرى الستين لمجازر 17 أكتوبر مقصودة وبمثابة استفزاز للجزائر و أن "الجزائر واعية بذلك، ففرنسا توظف في هذه المرحلة كل الأوراق قبيل الانتخابات الرئاسية".

وفيما يتعلق بقرار الجزائر استدعاء السفير الفرنسي عقب قرار تخفيض منح التأشيرات قال بأنها رسالة قوية لمن يشككون في قوة الدولة الجزائرية، -مضيفا- " نحن لسنا رقما تابعا في معادلة أي طرف نحن دولة لديها سيادة، و دولة مؤثرة في محيطها الضيق المغرب العربي و الأوسع كالعالم العربي و البحرالمتوسط و في إفريقيا."

و في حديثه أشار المتحدث إلى فشل صفقة الغواصات الفرنسية نحو استراليا، و هي صفعة أخرى تتلقاها فرنسا إلى جانب سلسلة الخفقات التي عرفتها على الجبهتين الداخلية و الدولية، وهو ما  سيفتح نفوذها في مستعمراتها في القارة السمراء،  

و أضاف قائلا  " المكاسب التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية مؤخرا لا ترضي فرنسا خاصة في المناطق التي تعتبرها مناطق نفوذ مثل دولة مالي التي تتجه نحو عقد صفقات عسكرية لتعزيز قدراتها مع روسيا وبهذا تثبت بأنها دولة قادرة على تأمين نفسها داخليا و هو ما يزعج فرنسا".

و في الشق الإقتصادي، أوضح حرص الرئيس تبون على تنويع الشركاء الأجانب بما يخدم مصلحة البلاد، و قاعدة تنويع الشركاء يزعج فرنسا  ولهذا -يضيف الدكتور قائلا-:" يجب ان تخرج فرنسا من النظرة الإستعلائية إلى التعامل بندية مع الدول الإفريقية، وعلى فرنسا أن تقدم  الكثير من التنازلات للحفاظ على مصالحها، و الأهم من ذلك الا تتعامل باستعلاء مع الجزائر".

 و في تعقيبه على ما صرح به الرئيس تبون بأن ملف الذاكرة أمر لن تتم المتاجرة به في إطار العلاقات مع فرنسا، قال مناس بأن "على فرنسا أن تدرك بأن ملف الذاكرة لم يطو ما لم تعترف بجرائمها الإستعمارية"، مشيرا إلى أنه "من غير المعقول أن تعترف فرنسا بجرائمها في روندا و ألا تعترف بجرائم ارتكبتها منذ 1830ببلادنا".

و في سياق آخر ، أوضح ضيف الصباح أن لعبة محاولات اسقاط الدولة الجزائرية متواصلة،موضحا أن "صورة تلاحم الشعب مع جيشه صدمت بعض الأطراف التي كانت تترصد بالجزائر، و أن الجيش أثبت دوره الدستوري لحماية الجزائر من هذه التهديدات"، و في هذا الإطار دعا إلى توعية جيل الإستقلال و تحصين الجبهة الداخلية و تأمين الحدود لتحصين الجزائر.

المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية 

الجزائر