سلال يؤكد عزم الحكومة الكامل على حماية حقوق المؤلفين والحفاظ على التراث الثقافي الوطني

أكد الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم الإثنين بالجزائر "عزم الحكومة الكامل على حماية حقوق المؤلفين والحفاظ على التراث الثقافي الوطني" وفقا للدستور الجزائري الذي "أعاد التأكيد على الحق في الثقافة وحرية الإبداع الفكري والفني والعلمي".

وشدد الوزير الأول الذي ترأس منتدى دولي حول الملكية الفكرية بقصر الثقافة في إطار عملية إتلاف أكثر من 2 مليون قرص مقلد على أن "حماية الملكية الفكرية سواء كانت فنية أو علمية هي شرط أساسي لبروز بيئة ملائمة تصان فيها حقوق المبدعين والمبتكرين والمبدعين والمستثمرين وكل رجال ونساء الثقافة".

ووجه السيد سلال خلال هذا المنتدى -الذي حضره عدد كبير من الوزراء والإطارات السامية للدولة وكذا السفراء الأجانب وممثلين عن الهيئات الدولية المعنية بحقوق التأليف- "تحية تقدير خالصة" للفنانين والمثقفين والمبدعين الذين غصت بهم القاعة معتبرا أن دعمهم ومساندتهم هو دعم لمن يساعد على إحياء الثقافة الجزائرية وإشعاعها في كل المجالات".

وأوضح الوزير الأول أنه فيما "لو تم بيع هذه الدعامات (المقلدة) التي نتلفها  اليوم لما كان في ثمنها نصيب لعبقرية وتعب الفنان الذي قدم تلك الأعمال ولا للمنتج الذي وثق في موهبته وساعده للوصل إلى جمهوره".

وشدد السيد سلال مرة أخرى على أن "الحكومة ستدافع عن كرامة الفنانين وحقوقهم وستعمل دوما على تشجيع الإبتكار ومكافحة كل أشكال الغش والقرصنة والإساءة لحقوق الغير" مضيفا: "على الجزائر أن تكون مثالية في هذا المجال المنظم دوليا إذا ما أردنا التحاق بلادنا بركب التنمية والإزدهار والسماح لثقافتنا واقتصادنا بالتبادل.

الحكومة "ستواصل مكافحة الغش في كل المجالات"

وأكد الوزير الاول عبد المالك سلال أن الحكومة "ستواصل" عملية "مكافحة الغش" في كل المجالات, معتبرا ان "العملية هامة جدا" خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن "صدمة" انخفاض اسعار النفط.

وذكر الوزير الاول انه بعد "سنتين من تراجع أسعار النفط الا أن الاقتصاد الوطني لايزال واقفا بشهادة العديد من المؤسسات الدولية", لكن--كما قال--"مواصلة مكافحة الغش امر ضروري في جميع المجالات لبناء مجتمع متطور, ومن يغش في عمله ليس منا".

وبعد أن نوه سلال "بالنتائج الايجابية" المحققة فيما يخص "مكافحة الغش في مجال الاستيراد" ,أكد ان"العمل المكثف لمحاربة الغش" في هذا المجال "يعاكس بعض الاطماع" .

 

ميهوبي : القرصنة بلغت مستويات مقلقة
و قد أشرف الوزير الأول عبد الملك سلال هذا الاثنين على إتلاف مليوني دعامة سمعية بصرية من الأقراص المضغوطة المقلدة والأفلام المقرصنة من الوسائط التي تم حجزها من قبل أعوان الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة منذ 2015.

وقال وزير الثقاقة عز الدين ميهوبي للإذاعة الجزائرية إن القرصنة بلغت مستويات مقلقة من قبل محترفي الربح السهل ضاربين كل القوانين والأخلاقيات عرض الحائط، من خلال سرقة الأعمال الفنية والمصنفات سواء كانت أشرطة غنائية سمعية أو أفلاما أو أي منتوج فني تمتلكه جهات معينة دفعت حقوق التأليف ، مضيفا أن هؤلاء يقومون بإنتاج كمية كبيرة وطرحها في السوق بطريقة غير شرعية إلا أن العمل المنسق بين الديوان الوطني لحقوق المؤلف والأجهزة الأمنية ، مكّن من إيقاف العديد من الأفراد وحجز كميات هائلة من الدعائم المقلدة فضلا عن تشميع العديد من الاستديو هات التي تتم على مستواها عملية القرصنة.

وأوضح ميهوبي أن العملية دليل على حرص السلطات على تنفيذ القانون واحترام الجزائر لعلاقاتها مع الهيئات الدولية التي تعني بحقوق التأليف والملكية الفكرية، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة من بين أهم المحاور التي تتناولها المحادثات مع مختلف الهيئات التجارية الدولية.

وفي هذا السياق أكد وزير الثقافة أنه تم دعوة كل الهيئات الدولية والإقليمية المعنية بالملكية الفكرية وحوق التأليف والحقوق المجاورة لحضور الفوروم الدولي الأول لمكافحة قرصنة المصنفات الذي يحتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة هذا الاثنين، حيث سيتم إطلاق حملة إعلامية للتّحسيس والتوعية بالتبعات المادية والمعنوية لقرصنة الأعمال الفنية والأدبية، موضحا أن الفئة المستهدفة من خلال هذه الحملة، هي فئة الشباب والطلبة على وجه الخصوص.

وكان سامي بن شيخ الحسين المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف قد أكد للإذاعة الجزائرية أن هذه العملية تعد إشارة قوية من الجزائر للتعريف بالجهود الجبارة التي تبذلها في مجال مكافحة المساس بالملكية الفكرية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

وأضاف بن شيخ أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة قد وضع خطة لمكافحة القرصنة عبر الأنترنت والتي تعتبر، حسبه، الأخطر لسهولتها ولما تتيحه التكنولوجيا من تسهيلات كالفورية وعدم الحاجة إلى دعائم، كما وجه دعوة لأصحاب المواقع المعنيين من أجل تسوية وضعيتهم كحل أخير يغنيهم عن المتابعات القضائية، مشيرا إلى ان الوصول غلى مصادر القرصنة عبر الأنترنت صعب جدا بالنظر إلى تموقع الكثير منهم خارج البلاد.

وذكر أن الولايات التي سجلت فيها أكبر عمليات قرصنة هي: وهران، مستغانم، عنابة، سوق أهراس، قسنطينة وباتنة. من جهة أخرى، تطرق سامي بن شيخ الحسين إلى النتائج الممتازة التي تمكن الديوان من إحرازها من خلال جهوده في إطار حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث نجح في الانضمام إلى الكونفدرالية العالمية للملكية الفكرية حيث بات عضوا في مجلس إدارتها، بالإضافة إلى تسجيل الديوان أكثر من 07آلاف انخراط خلال السنوات الأربع الماضية و17 ألف عضو وذلك من خلال الدعاية الإعلامية.

المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية

ثقافة وفنون