تشييع جنازة الفقيد بوعلام بسايح بمقبرة العالية

تم بعد ظهر اليوم الجمعة بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) تشييع جنازة الفقيد بوعلام بسايح، وزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، الذي وافته المنية أمس الخميس بمستشفى عين النعجة عن عمر يناهز 86 سنة إثر مرض عضال.

وقد جرى تشييع الجنازة بحضور مسؤولين سامين في الدولة يتقدمهم رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي، وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، وأعضاء من الحكومة.

كما حضر التشييع أيضا شخصيات سياسية وتاريخية الى جانب عدد من أصدقاء وأقارب المرحوم ورفاق دربه.

أشادت وجوه سياسية وتاريخية حضرت تشييع جنازة وزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، المرحوم بوعلام بسايح، اليوم الجمعة بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) بمناقب الفقيد الذي جمع بين النضال والسياسة من جهة والفكر والثقافة من جهة أخرى.

وخلال الكلمة التأبينية تطرق وزير المجاهدين ، الطيب زيتوني، إلى جوانب من شخصية الفقيد الذي"حمل رسالة النضال والجهاد والعلم والثقافة، علاوة على دوره كمجاهد من أجل تحرير وطنه ومساهم في تشييده بعد الاستقلال". 

وأضاف السيد زيتوني ان المرحوم كان"مجاهدا ومفكرا فذا ودبلوماسيا محنكا أفنى شبابه وخريف عمره في خدمة وطنه"، معتبرا أن الجزائر خسرت في الفقيد بسايح"قامة من قاماتها الفكرية والدبلوماسية ورجلا من خيرة رجالها إتسم بعمق التفكير والبصيرة".

وفي نفس السياق قال الوزير "نتعهد على مواصلة مسيرة شهدائنا الأبرار ورفقاء فقيدنا بوعلام بسايح من المجاهدين الأخيار في التفاني والإخلاص لخدمة وطننا المفدى وصيانة ودعاتهم ، نودعك اليوم أيها الأب المجاهد وفي قلوبنا ألما وحسرة على فراقئك إلا أن خصالك تبقى راسخة في وجداننا وتظل جلائل الأعمال خالدة في ذاكرة الأمة وتحفظ صفحات التاريخ ، اسمك عنوان للشرف والسمو".           

وفي هذا الصدد ، قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة ، ان وفاة المرحوم بوعلام بسايح"الجزائر خسرت قيمة وقامة في نفس الوقت ، فهو قامة في معركة التحرير ، كان مجاهدا وضابط في صفوف جيش التحرير وقامة كذلك بإسهاماته في البناء و التشييد وبالأخص في الدبلوماسية ، حيث ساهم تحت إشراف السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وزيرا للخارجية و بوعلام بسايح كان أمينا عاما للوزارة وكان كذلك سفيرا في عدد من المناصب الحساسة ، فساهم في تكوين أجيال من الدبلوماسية ، وأضاف -  لعمامرة- أنا حظيت عندما اشتغلت معه مديرا للإعلام عندما كان هو وزيرا للخارجية".  

بدوره ، أبرز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني ، مدى ارتباط المرحوم بالجزائر، مشيرا إلى انه كان"مجاهدا ورمزا لجزائر المحبة والسلام". وأضاف أن بوعلام بسايح كان"شخصية توفرت فيها جميع شروط الوطنية، كافح وناضل من أجل هذا الوطن وساير مختلف مراحل تطوره".

وفي نفس المضمار، أبرز الوزير الأسبق دحو ولد قابلية نضال الراحل، مشيرا على وجه الخصوص إلى دوره في صفوف الثورة التحريرية.

وقد اعتبر السيد ولد قابلية أن الراحل بسايح كان"شخصية استثنائية تتمتع بالثقافة العالية ، ناهيك عن نزاهته وتواضعه وإخلاصه في أداء واجبه في مختلف مناصب المسؤولية التي تقلدها".

كما نوه الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، بمناقب الفقيد الذي يعد --مثلما قال--"موسوعة في التاريخ والأدب وفي الدبلوماسية والعلاقات الدولية"، مبرزا صفاته المتسمة ب"الهدوء والتواضع والصبر".

وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد بعث ببرقية تعزية الى أسرة الفقيد أكد فيها أن الراحل بوعلام بسايح كان "رجلا عظيما عظمة المهام التي أداها على أحسن ما تؤدى المهام والمسؤوليات التي قام بها".

ويعتبر الفقيد بوعلام بسايح من مواليد 1930 بالبيض، وهو رجل سياسي وكاتب ومجاهد سابق شغل العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية.
كما ترك رصيدا ثقافيا هاما يضم عدة مؤلفات أدبية وتاريخية من بينها كتاب حول الأمير عبد القادر.

المصدر : الاذاعة الجزائرية + واج