محللون لمنتهى السياسة:القصف العسكري المصري لتنظيم داعش في ليبيا لن يحل الأزمة ويجب تبني الخيار السياسي

ركز برنامج منتهى السياسة لإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء على التطورات الأخيرة في ليبيا بعد توجيه مصر لضربات جوية عسكرية ضد معاقل تنظيم "داعش" ردا منها على عملية ذبح الرهائن المصريين ال21 حيث رافع المشاركون في هذا العدد على أهمية الخيار السياسي في حل هذه الأزمة من دون السماح بأي تدخل أجنبي معتبرين أن التدخل العسكري لن يحل الأزمة .

وفي هذا الجانب اعتبر الدكتور زهير بوعمامة أن التدخل العسكري في ليبيا سيفتح باب جهنم على ليبيا ودول الجوار ولذلك يبقى الطرح السياسي وعلى الرغم من صعوبته هو الحل الأفضل ويجب إعطاء الفرصة للأطراف الليبية للجلوس على طاولة الحوار.

وقال زهير بوعمامة إن العملية الاجرامية التي ارتكبها تنظيم داعش في حق المواطنين المصريين في ليبيا تعد عملا بشعا ولكن التدخل العسكري لوحده من دون وجود اتفاق بين الأطراف المعنية لن يكون كافيا للقضاء على هذا التنظيم ولا يجب الانسياق وراء الظرفية."

وأضاف بوعمامة أن هذه الضربات العسكرية لن تنهي الأزمة خاصة بالنظر إلى حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا ولذلك يجب تفكيك الوضع للتعامل مع هذا التنظيم الإرهابي .

 من جهته يرى الكاتب الصحفي المصري  محمود نجار أن توسيع العمل العسكري في ليبيا لضرب تنظيم داعش ليس الخيار الصحيح وإنما يجب التعامل مع هذا الوضع بحكمة من خلال تغليب الحوار السياسي بين دول الجوار.

وأكد محمود النجار على أهمية دور الجزائر في الحل السياسي لهذه الأزمة وضرورة بحث الأوضاع الأمنية في المنطقة بتروي وبطريقة داخلية  ومن دون السماح بوجود أي تدخل أجنبي  .

وأشار محمود النجار إلى أن الضربة العسكرية المصرية جاءت لامتصاص غضب الشارع المصري ولإثبات هيبة الدولة المصرية ولكن السؤال المطروح هل سيتطور هذه النوع من الضربات العسكرية.

وأبرز محمود النجار في السياق ذاته ان هناك 3 سيناريوهات متوقعة لمصر أن تكون مصر جاهزة  لتوجيه ضربات محددة  من خلال ايصال رسالة للشعب الليبي بانه ليس هو المستهدف والسيناريو الثاني سعي مصري لبلورة موقف عربي مشترك لإنشاء آلية لتوجيه ضربات لمواقع داعش.

 أما السيناريو الثالث –يضيف المتحدث ذاته-  استدعاء تدخل أجنبي في المنطقة وهو ما وصفه بالكارثي لأنه سيزيد الأزمة تعقيدا مشددا أنه لا سبيل لحل هذه الأزمة إلا من خلال الحوار والعمل السياسي الذي ينطلق من قبل دوار الجوار المؤثرة في ليبيا.

هذا ويعتقد الباحث في العلاقات الدولية رضوان منصوري أن الضربات العسكرية المصرية في ليبيا هي  تحصيل حاصل وحجة تستخدمها مصر لتبرير أي تدخل سيحدث مستقبلا في ليبيا على اعتبار أن مصر لم تكن متحمسة للحل السلمي مؤكدا أن حل هذه الأزمة يتطلب الحوار السياسي .

وشدد رضوان منصوري على ضرورة مواصلة الجزائر لجهودها السياسية لجمع شمل الفرقاء الليبيين .

أما الاستاذ الأكاديمي الليبي صلاح البكوش فقد أكد أن الحل العسكري لن يحل الأزمة وأن محاولة الرئيس المصري لجمع التحالف الدولي سيسف أي فرصة للحوار في ليبيا مضيفا بالقول " نحن نعول في ليبيا على أصوات عقلانية كصوت الجزائر في دعم الحوار السياسي".

كما ذكر صلاح البكوش أن الخيار التفاوضي على الرغم من أنه بدأ متعثرا وصل إلى مرحلة متقدمة .

المصدر:الإذاعة الجزائرية

 

العالم, افريقيا