باحثون يدعون الى فتح تاريخ المغرب الاسلامي

 اعتبر مشاركون في يوم دراسي حول "عين الحوت وتراثها اللامادي" اليوم السبت بتلمسان أن البحث في تاريخ هذه القرية العتيقة يؤدي حتما إلى فتح تاريخ المغرب الإسلامي على مصرعيه.

 وحسب المتدخلين في هذا اللقاء الذي نظم في إطار شهر التراث فإن لهذه القرية الواقعة بالضاحية الشمالية لمدينة تلمسان علاقة وطيدة مع مختلف الدويلات التي ظهرت بالمغرب العربي باعتبارها كانت ملجأ للعديد من العلماء وأفراد آل البيت مثل أبناء عبد الله الكامل الذي يعود نسبه إلى علي بن أبي طالب كما أبرز الأستاذ بن منصور عبد الرحيم من في مداخلة بعنوان "أضرحة عين الحوت: نظرة سوسيو ثقافية".

 وأضاف أن سليمان من أشهر أبناء عبد الله الكامل اتخذ من عين الحوت مقام إقامته لما رأى الموقع (شمال تلمسان) كنقطة استراتيجية فاستقر بها بعيدا عن الاضطرابات التي احتدمت أنذاك بين مختلف الطوائف من أجل الحكم إلى أن وافته المنية بها.

 أما محمد بن التنوسي ممثل الزاوية العلاوية بمستغانم فأشار الى أن قدوم آل البيت إلى تلمسان بصفة عامة وعين الحوت خصوصا كانت نتيجة للحفاوة والاستقبال الرائع من طرف الأمازيغ من سكان الناحية الذين رحبوا بهذه الأسرة ودافعوا عن أفرادها.

 كما أبرز طالب بن دياب رئيس فرع ولاية تلمسان لجمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة المنظمة لهذا اللقاء بالتنسيق مع مديرية الثقافة أن "النهج الذي كانت عين الحوت تسعى دوما لتطبيقه في تصوفها بفضل رجالاتها من أهل البيت يعتمد على الجانب الخلقي القائم على الكتاب والسنة النبوية الشريفة ويتماشى مع السلوك الإسلامي والمبادئ الأخلاقية السامية والفكر الروحي العميق".

 وتميزت هذه القرية باحتضان العديد من المدارس و الزوايا التي "حرصت على الجانب الخلقي المتمثل في إنكار الذات والصدق في القول والإتقان في العمل والخشوع ومحبة الغير الشيء الذي جعل سكانها يرتقون إلى تصوف مبني على العلم والمعرفة بالله" وفق نفس المتحدث.

 ومن جهته نشط الأستاذ سيدي محمد نقادي المختص في التاريخ بجامعة تلمسان محاضرة بعنوان "مولاي ادريس والإدرسيين" أبرز من خلالها نشأة دولة الأدارسة وعلاقتها مع عاصمة الزيانيين وبالأخص ضاحية عين الحوت مذكرا ببعض العلماء الذين زاروا هذه القرية.

 وقد شهد هذا اليوم الدراسي حضور أساتذة جامعيين ومختصين في تاريخ التصوف وعدد هام من رجال السلك الديني وممثلي الزوايا فضلا عن مريدي الطريقة العلاوية.

ثقافة وفنون